السعودية تجوع اليمنيين حتى الموت
اعتبرت منظمة "مواطنة" اليمنيّة أن المعايير المزدوجة للسياسة الغربية تاريخياً إزاء قضايا حقوق الإنسان تقف وراء تجويع السعودية والإمارات لليمنيين حتى الموت.
وأضافت إن مأساة 4 سنوات من الحرب الجائرة جعلت اليمنيين غير متفاجئين من وحشية اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية في الثاني من أكتوبر الماضي.
وفي مقال نشره مؤسسا المنظمة "عبدالرشيد فقيه" و"رضية المتوكل" بمجلة فورين بوليسي الأمريكية، ذكرا أن انتهاك حقوق الإنسان والأعراف الدولية كانت السمة المميزة للتدخل العسكري السعودي الإماراتي في اليمن، شاملاً قصف المدن اليمنية ومحاصرة الموانئ ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين المحتاجين.
ووفقاً لمشروع بيانات اليمن، التابع للمنظمة، نفذت الطائرات السعودية والإماراتية أكثر من 18500 غارة جوية منذ بدء الحرب، بمعدل يزيد على 14 هجوماً كل يوم، ولأكثر من 1300 يوم، حيث قصفت المدارس والمستشفيات والمنازل والأسواق والمصانع والطرق والمزارع وحتى المواقع التاريخيّة.
وأكد المقال أن عشرات الآلاف من المدنيين اليمنيين قتلوا أو شوّهوا جراء الضربات الجوية السعودية بما في ذلك آلاف من الأطفال.
لكن "فقيه" و"المتوكل" نوّها، خلال المقال، إلى أن السعوديين والإماراتيين لم يتمكنوا من مواصلة حملة القصف في اليمن دون دعم عسكري أمريكي. ولا تقتصر الجرائم السعودية في اليمن على قصف المدنيين بشكل متعمّد في انتهاك للقانون الإنساني الدولي، بل إن المملكة مسؤولة أيضاً عن عشرات الآلاف من المدنيين اليمنيين الذين ماتوا بسبب الأمراض التي يمكن الوقاية منها والمجاعة الناجمة عن الحرب.
ونوّه المقال إلى أن الأمم المتحدة خلصت إلى أن الحصار كان له "آثار مدمرة على السكان المدنيين" في اليمن، حيث استهدفت الغارات الجوية السعودية والإماراتية إنتاج الأغذية وتوزيعها في اليمن، بما في ذلك القطاع الزراعي وصناعة صيد الأسماك. وفي الوقت نفسه أدّى انهيار العملة المحليّة باليمن (الريال) بسبب الحرب إلى منع ملايين المدنيين من شراء المواد الغذائية الموجودة في الأسواق.
وأضاف "فقيه" و"المتوكل": في حين قامت الميليشيات المدعومة من الإمارات ومن الحكومة منصور هادي بممارسة الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري وتعذيب المدنيين". وقال المقال إن الحصانة الفعلية التي منحتها الأسرة الدولية للسعودية، عبر صمتها، تمنع العدالة الحقيقية ضد الانتهاكات التي ترتكبها جميع الأطراف، بحسب المقال.
ودعا "الفقيه" و"المتوكل" أولئك الذين أبدوا سخطاً شديداً ضد مقتل "خاشقجي" بالولايات المتحدة وفي بلدان أخرى، إلى أن يستدعوا وضوحاً أخلاقياً مشابهاً بإدانة قتل السعودية اليومي للأبرياء في اليمن. وأكد الكاتبان أن قتل "خاشقجي" يجب أن يكون بداية لا نقطة نهاية في المساءلة عن الجرائم السعودية، باعتباره نتيجة لتخريب القيم العالمية لصالح المصالح الجيوسياسة والتجارية.
كما شدد المقال على أن قلب مسار المملكة، عبر إنهاء الدعم العسكري الأمريكي للتدخل السعودي الإماراتي في اليمن ودعم جهود السلام بقيادة الأمم المتحدة وإعادة فتح الموانئ الجوية والبحرية اليمنية، يمكن أن ينقذ ملايين الأرواح.
واختتم "الفقيه" و"المتوكل" بالتنويه إلى أن اتخاذ المشرعين الأمريكيين إجراءات بشأن انتهاكات السعودية في اليمن منذ سنوات كان كفيلاً بحفظ حياة آلاف المدنيين الذين قتلوا منذ ذلك الحين بسبب الغارات الجويّة.. وربما كان "جمال خاشقجي" واحداً منهم.
ارسال التعليق