السعودية والبحرين أكثر دول الخليج تقربا لإسرائيل (مترجم)
إذا اعتبر المرء أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن ملك البحرين بشأن إسرائيل ذات قيمة، فإن المملكة الخليجية حقا تحب اليهود، رغم حقيقة عيش العشرات منهم بها، وأن المنامة لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل.
ومع ذلك، ندد حمد بن عيسى الثاني، العاهل البحريني، بمقاطعة العرب لإسرائيل، ومدح الأخيرة، وذلك أثناء زيارة وفد بحريني لمركز سيمون فيزنتال، في لوس أنجلوس في احتفال بين الأديان ظهرت فيه تصريحات تشجب الكراهية والعنف الديني، مؤكدا أنه يسمح لسكان بلاده بزيارة الدولة اليهودية.
وقال ملك البحرين، التي لا تربطها علاقات دبلوماسيّة مع إسرائيل، هذه الأقوال للحاخام أبراهام كوبر، رئيس مركز “سيمون فيزنتال“، وقد زار الحاخام كوبر مدينة المنامة، عاصمة البحرين، في وقت سابق من هذا العام، وفق أقواله، كانت الزيارة مثيرة للاهتمام، كانت هناك كنيسة وعليها صليب كبير ومعبد هندوسي وكذلك مسجد كبير، حتى أن هناك كنيسا صغيرا وحيدا في الخليج العربي، ما زال قائما في البلدة القديمة في المنامة. والتقى كوبر بالملك وتحدثا عن إقامة متحف للتسامح الديني في العاصمة.
وجاءت أقوال العاهل بعد أكثر من أسبوع بعد أن قال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن العلاقة مع الدول العربية أفضل من أي وقت مضى اليوم، وأشار إلى أن هناك علاقات سرية بين إسرائيل والكثير من الدول الإسلامية.
وردت تقارير قبل شهرين تحدثت عن أن إسرائيل توجهت إلى السعودية للسماح بإجراء رحلات جوية بين تل أبيب ومكة، ليتمكن المسلمون من زيارة مكة وإقامة مناسك الحج، قال وزير الاتصالات، أيوب قرا، لصحيفة بلومبرغ إن إسرائيل تأمل أنه بدلا من أن يسافر المسلمون نحو 1.000 كيلومتر عبر الحافلات، أن يسافروا جوا في غضون وقت أقل.
تأتي هذه الزيارة على خلفية إشاعات ترددت هذا الشهر تركزت على أن مسؤولا خليجيا رفيع المستوى زار إسرائيل مؤخرا، وربما يكون محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، وبالتالي يعد ذلك جزءا لا يتجزأ من الحماس الأكبر الذي أشاد به نتنياهو، حيال التقارب بين إسرائيل ودول الخليج.
ينهي هذا التقارب عقودا من العداء المرير بين الدول الخليجية وإسرائيل، كما أن أحد أسباب التقارب بين إسرائيل ودول الخليج هو كبح جماح إيران المتصاعد.
اتهمت البحرين خلال انتفاضة الربيع العربي طهران بإثارة الإضطرابات في المنامة؛ مما دفع السعودية والإمارات للتدخل عسكريا في البلاد نيابة عن النظام الملكي، واحتجاجا على القمع الحاصل، انسحبت جمعية الوفاق الوطني المعارضة من البرلمان، وهي أكبر حزب سياسي في البحرين، ومن ثم أصدرت محكمة بحرينية حكما بحل الجمعية.
انتقدت منظمة العفو الدولية في وقت سابق من هذا الشهر تصعيد المملكة ضد المعارضة بشكل دراماتيكي، حيث حظر الوعد السياسي العلماني بتهمة الدعوة إلى العنف ودعم الإرهاب والتحريض على تشجيع الجرائم، كما تعرض مئات المعارضين لعائلة آل خليفة للاضطهاد والسجن.
من الواضح أن البحرين ليست دولة حريات، والعلاقة القائمة مع إسرائيل تهدف إلى تحييد التوسع النووي الإيراني والذي تعتبره الحكومة الإسرائيلية تهديدا وجوديا لها.
تتفق المصالح الخليجية الآن مع الإمكانات الإسرائيلية، ولكن إذا لم يتم تحديد السياق والآسباب الكامنة وراء المصالحة بين الطرفين، ستكون النتائج كارثية.
يرى الخليجيون أن إسرائيل حصنهم المنيع ضد طهران، وسط المعارك الجيوسياسية المكثفة في الشرق الأوسط خاصة في سوريا واليمن.
يجتمع الزعماء الإقليميون حاليا في الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وقد التقى العديد منهم بما في ذلك نتنياهو، بدونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، وتحدثوا بشأن إيران وبرنامجها النووي، وتحقيقا لهذه الغاية تشكل إسرائيل والدول الخليجية جبهة موحدة للضغط على الإدارة الأمريكية؛ لإعادة النظر في الاتفاق النووي الإيراني.
ينطبق القول المأثور ” السياسة تصنع رفقاء مختلفين” في حالة التقارب الخليجي الإسرائيلي، وأيضا مثل “عدو عدوي صديقي”، ولكن من السهل أن تتحول الصداقات اليوم إلى عداءات غدا مثلما حدث بين السوفيت والولايات المتحدة، بعد الحرب العالمية الثانية.
بقلم : ريهام التهامي
ارسال التعليق