السلطة السعودية يجب أن تخضع للمساءلة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان
طالبت كاتبة أمريكية إدارة البيت الأبيض بأن تفتح حواراً عن انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، وتناولت الكاتبة يوناه دياموند هذه القضية الإنسانية ووضعتها كأولوية في علاقات الولايات المتحدة مع السعودية، وقالت في مقال نشرته لها مجلة ذي هيل الأمريكية إنّ أي حوار مع الرياض بهذا الخصوص يجب أن يتضمّن فتح النقاش بشأن حقوق الإنسان في السعودية.
وتضيف الكاتبة إنه في أعقاب جريمة القتل البشعة التي ارتكبت بحقّ الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول أوائل أكتوبر الماضي، كان هناك إخفاق لافت في الحديث عن أصوات أخرى تمّ إسكاتها في السعودية والتي قد يتمّ إنقاذها من مصير مماثل. وتشدّد الكاتبة على أنّ من أبرز المواقف النضالية إزاء حقوق الإنسان في السعودية ما يتعلّق بحرية التعبير ووضع المرأة والتي قد يجسدها حال كل من رائف بدوي وشقيقته سمر، وهما من بين سجناء الرأي في البلاد. وترى أنّ محنة سمر بدوي تزداد أهمية وإلحاحاً، خاصة في ظل التقارير الأخيرة عن استخدام السلطات السعودية ممارسات التعذيب بالصعق بالكهرباء والجلد والإيهام بالغرق بحق النشطاء المحتجزين في السجون.
وتُشير الكاتبة إلى أن هناك غضباً دولياً متزايداً إزاء هذه الممارسات، ومن شأنه أن يقوض اقتصاد السعودية وقطاع الترفيه والمكانة العسكرية والدبلوماسية، ومع تزايد الضغوط الدولية فإن هناك فرصة للمطالبة بإطلاق سراح رائف بدوي وشقيقته. وتضيف إنّ الاقتصاد السعودي بات عرضة للخطر، وإن عدداً كبيراً من وسائل الإعلام والسياسيين وقادة الأعمال امتنعوا عن حضور المؤتمر السنوي للاستثمار في السعودية، كما أن شخصيات بارزة أيضاً انسحبت من خُطة المدينة المستقبلية “نيوم” التي أعلن عنها ابن سلمان، وأن مؤسسات أنهت شراكتها مع منظمة غير ربحية يرأسها ولي العهد.
كما أشارت أيضاً إلى أن قطاع الترفيه في السعودية هو أيضاً في خطر، وهو محور رئيسي لإصلاحات ابن سلمان، وتضيف إن رياضيين مشهورين عالمياً انسحبوا أيضاً من المشاركة في فعاليات بالسعودية.
وقالت الكاتبة: إن السعودية بدأت أيضاً تفقد الدعم لعملياتها العسكرية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أوقفت دعمها لعمليات التزوّد بالوقود لطائرات التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب على اليمن، وأن مجلس الشيوخ أصدر قراراً بسحب القوات المسلحة الأمريكية بالكامل من الحرب اليمنية. وأشارت أيضاً إلى أن دولاً مثل ألمانيا وفنلندا والدانمارك والنرويج أوقفت مبيعاتها من الأسلحة إلى السعودية، وإلى أنه من المؤكد أن تحذو دول أخرى حذوها، في حين تقوم واشنطن ومورّدو الأسلحة الرئيسيون المُتبقون بمراجعة صفقاتهم مع السعودية.
وتقول إنّ السعودية تمرّ الآن بأزمات دبلوماسية في جميع أنحاء العالم، وذلك بعد دعوات واسعة النطاق لإجراء تحقيق مستقل في جريمة قتل خاشقجي، الأمر الذي يجعل قضايا مثل الحرب على اليمن وحصار قطر واعتقال وتعذيب ناشطات بارزات وحالة حرية التعبير في السعودية تخضع للتمحيص الدوليّ. وتختتم الكاتبة بالدعوة إلى مُواجهة القمع والتعذيب وعدم الصمت إزاء قضايا من لا صوت لهم مثل الشقيقين بدوي وغيرهما، وذلك من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان.
ارسال التعليق