العدوان السعودي يهين قوارير اليمن
غالبًا ما تحاط تحركات المملكة السعودية العدوانية تجاه اليمن، والتي تدخل عامها الثاني، بهالة دينية، فإما أن العدوان يتم على اليمن تحت مباركة “خادم الحرمين”، أو أن منطلق هذا العدوان يتم من خلال الدولة التي تمتلك أهم المقدسات لدى الشعوب الإسلامية، وهي الكعبة المشرفة.
ولكن عادةً لا يتم النظر إلى ممارسات هذا العدوان السعودي على الأرض اليمينة من الزاوية الدينية، فالمرأة حظيت في التشريع الإسلامي بمكانة مرموقة، فالميت دون عرضه شهيد، كما تم تشبيهها بالقوارير التي يجب أن نراعيها ونحافظ عليها ونكرمها.
العدوان.. ونساء اليمن
العدوان السعودي على اليمن، وتحت مسمى الدفاع عن الشرعية، جعل النساء والفتيات في هذا البلد أكثر عرضة للعنف، بما يشمل من اغتصاب وعنف منزلي وزواج أطفال وزواج بالإكراه، وتم الإبلاغ عن عشرة آلاف قضية في هذا الإطار خلال العام الماضي، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة في بيان، أن عام 2016 دون غيره يثبت أن العدوان السعودي والذي بدأ في مارس 2015 هو السبب الرئيسي لوصول نساء اليمن إلى هذه الحال المزرية.
حيث أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان التابع للأمم المتحدة أن النزاع في اليمن جعل النساء والفتيات أكثر عرضة للعنف، مع الإبلاغ عن عشرة آلاف قضية في هذا الإطار العام الماضي، حيث أورد الصندوق الأممي في بيان أن “النزوح وتعطّل آليات الحماية زادا بشكل كبير من تعرّض النساء والفتيات للعنف، مع الأخذ بعين الاعتبار أن موقعهن في المجتمع كان سيئًا قبل بدء النزاع”.
وتضمن البيان أن “حوادث العنف التي تستهدف النساء “زادت حسب التقارير بنسبة 63 في المائة في العامين الماضيين”.
وبالإشارة إلى أكثر من عشرة آلاف قضية عنف تم الإبلاغ عنها في اليمن قال الصندوق إن هذا يعني “حالات اغتصاب أكثر وعنف منزلي وزواج أطفال وزواج بالإكراه وإيذاء بدني ونفسي وصدمات نفسية والعديد من أشكال العنف الأخرى ضد النساء والفتيات مقارنة بالعامين الماضيين”.
وأفاد البيان أيضًا أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية في اليمن وصل إلى 18,8 مليون شخص هذا الشهر، منهم 10,3 مليون في حاجة ماسة إلى هذه المساعدة. مضيفًا أن “ارتفاع مستوى النقص في الغذاء أدى إلى إصابة حوالى 1,1 مليون امرأة حامل بسوء التغذية”.
وبحسب الأمم المتحدة فإن النزاع في اليمن تسبب في مقتل أكثر من 7700 شخص ونزوح ثلاثة ملايين منذ مارس 2015 مع بدء تدخل التحالف العربي في هذا البلد.
توقيت التقرير.. واستمرار الأزمة اليمنية
يتزامن صدور البيان مع حلول الذكرى الثانية لتدخل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن لدعم الحكومة المعترف بها دوليًّا ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية، الذين ينادون باستقلال القرار اليمني عن القرار السعودي والأمريكي.
كما يتزامن توقيت التقرير الأممي مع صدور البيان الختامي للقمة العربية الـ28 المنعقدة على ضفاف البحر الميت في الأردن، والذي على ما يبدو لن يقدم حلولًا حقيقية للأزمة اليمينة، بل سيساهم في تكريس الظلم والعدوان السعودي على اليمن، فالبيان الختامي للقمة العربية تناول النقطة اليمنية، حيث انتهت القمة العربية إلى مساندة “جهود” التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وإنهاء الأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216 عام 2015 وبما يحمي استقلال اليمن ووحدته، ويمنع التدخل في شؤونه الداخلية، ويحفظ أمنه وأمن دول جواره الخليجية، وتثمين مبادرات إعادة الإعمار التي ستساعد الشعب اليمني الشقيق في إعادة البناء.
وهنا يتضح أن العرب يساندون المملكة السعودية في عدوانها على اليمن، وفي حرب أبناء البلد الواحد ضد بعضهم بعضًا، في الوقت الذي يسعون فيه لخلق مصالحة فلسطينية مع العدو الإسرائيلي، فلا جهود عربية لدعم الشرعية الفلسطينية ضد الانقلاب الإسرائيلي على حقوق الشعب الفلسطيني ومقدراته وثرواته.
ليست النساء اليمنيات فقط من سقطن سهوًا من البيان الختامي للقمة العربية، فحتى اليمنيون على اختلاف شرائحهم “أطفال، رجال، نساء” سقطوا من حسابات القمة العربية، فقبل انعقاد القمة العربية بأيام حذرت الأمم المتحدة الجمعة الماضية من أن ثلث محافظات اليمن الـ22 على شفير المجاعة، فيما يعاني 60% من سكان البلد من الجوع، وسط استمرار تدفق النازحين من المناطق التي يحتدم فيها القتال.
وعن نقص التمويل للمجاعة في اليمن أوضحت الأمم المتحدة أن “انعدام التمويل والنزاع المستمر وتقييد حركة عمال الإغاثة الإنسانية تشكل عقبات رئيسية لتوفير الغذاء ومساعدات أخرى للسكان”.
وهنا نجد أن السعودية قادرة على استثمار أموالها في شراء آلة الفتك العسكرية لتدمير اليمن، لكنها غير قادرة على توظيف أموالها لإحياء هذا الشعب العظيم.
بقلم : خالد عبدالمنعم
ارسال التعليق