الغسيل الرياضي للسعودية يرتد سلبا وسط تهديدات قضائية
بدأت استراتيجية الغسيل الرياضي للسعودية ترتد سلبا على النظام الحاكم في الرياض وسط تهديدات قضائية في الولايات المتحدة الأمريكية.
إذ طلبت بطولات “بي جي أيه” (PGA) لمحترفي الغولف من أحد القضاة في الولايات المتحدة بالسماح لها بمقاضاة صندوق الاستثمارات العامة السعودي ومحافظه، ياسر الرميان، وسط معارك قانونية طاحنة مع دوري “إل آي في” (LIV) الجديد.
وأوردت وكالة “بلومبيرغ“، أن بطولات “بي جي أيه” الأميركية تسعى إلى إضافة صندوق الثروة السيادي السعودي ومحافظه إلى الدعوى القضائية التي تزعم أن دوري “إل آي في” المدعومة من السعودية يتنافس بشكل غير عادل من خلال إغراء لاعبي جولة “بي جي أيه” بملايين الدولارات لخرق عقودهم.
ويأتي طلب إضافة متهمين إضافيين أيضا في الوقت الذي وصلت فيه بطولات “بي جي أيه” ودوري “إل آي في” إلى طريق مسدود بسبب السجلات التي يطلبها كل جانب قبل المحاكمة المحددة في يناير 2024.
وبدأت المعركة بين دوري الغولف العريق مع 11 لاعبا ذهبوا للمشاركة في الدوري الجديد المدعوم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، حيث رفع اللاعبون دعوى قضائية ضد بطولات “بي جي أيه” بعد إيقافهم عن المشاركة نظرا لانتقالهم إلى بطولة جديدة.
وانضم دوري “إل آي في” إلى الدعوى بعد شهر مما دفع نجوم اللعبة إلى الانسحاب. وردت “بي جي أيه” بعد ذلك مدعية أن تدخل “إل أي في” المزعوم في عقود لاعبيها أضر بعلامتها التجارية وسمعتها، بينما يدعي الدوري المدعوم سعوديا أن “بي جي أيه” هي شركة احتكارية تعمل على تخريب منافس جديد.
وقالت شركة “إل آي في” للغولف المدعومة من السعودية في دعوى قضائية إن كوندوليزا رايس التي سبق لها أن شغلت منصب وزيرة الخارجية الأميركية، ربما حاولت التأثير على وزارة العدل لعدم التحقيق مع شركة “بي جي أيه” في انتهاكات محتملة لمكافحة الاحتكار مع اشتداد الاشتباك بين الخصمين العام الماضي.
وادعى دوري “إل آي في” في دعوى جديدة، الاثنين، أن “بي جي أيه” حاولت منع المنافسة الجديدة بشكل غير قانوني.
وبحسب ما نقلت وكالة “بلومبيرغ”، فإن “إل آي في” ادعت أن رايس، وهي عضوة في نادي أوغوستا الوطني للغولف، حاولت التأثير على وزارة العدل لعدم التحقيق في قضية الاحتكار.
وكان السعوديون وقّعوا مع أشهر الأسماء في لعبة الغولف للمشاركة في بطولتهم الجديدة بعدما “أغروهم بالمال”، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، التي قالت في وقت سابق إن الدوري الممول سعوديا يأتي لمنافسة بطولات “بي جي أيه”، وهي البطولة التي كانت لعقود من الزمان أهم حدث وأعلى مستوى في بطولات الغولف العالمية ومعيارها الأول.
وجمع الدوري الجديد الممول من السعودية 48 لاعبا أغرتهم الجوائز المالية المفرطة، البالغة أكثر من 250 مليون دولار، الممتدة على ثماني جولات في مختلف أنحاء العالم، وبصيغة فريدة على مدى ثلاثة أيام دون انقطاع.
وفي أكتوبر الماضي، أفادت شبكة “سي إن بي سي” الإخبارية بأن بطولات “بي جي أيه” لمحترفي الغولف رفعت دعوى قضائية ضد صندوق الاستثمارات العامة السعودي، مطالبة المحاكم الأميركية باستجواب محافظه، ياسر الرميان، بشأن بطولة “إل آي في” التي أطلقها صندوق الثروة السعودي.
وذكرت بلومبيرغ أن طلب إضافة متهمين أخرين في الوقت الذي وصلت فيه “بي جي أيه” و”إل آي في” إلى طريق مسدود بسبب السجلات التي يطلبها كل جانب قبل المحاكمة المحددة في يناير 2024.
وكانت “بي جي أيه” قد طلبت سجلات من صندوق الاستثمارات السعودي.
بعد أن وافق محامو الدوري الممول من صندوق الاستثمارات العامة الذي يقف على هرمه ولي العهد محمد بن سلمان، في البداية على التعاون، فإنهم اعترضوا لاحقا.
وزعم المحامون أن دوري “إل آي في” ليس مطلوبا منه الامتثال لمثل هذه الطلبات، لأنه ليس تابعا للولايات المتحدة، وفقا لما ذكره شخص مطلع على المعاملات القانونية للشبكة الأميركية.
وذكرت بلومبيرغ أن صندوق الاستثمارات السعودي والرميان زعموا أنه لا يمكن إجبارهم على تسليم الوثائق لأنهم يحظون بالحصانة السيادية.
لكن الوكالة أشارت إلى أن إضافتهم كمتهمين ستزيل عنهم هدا الشرط، وفقا لما نقلته عن “بي جي أيه”.
ويتهم النقاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي بـ “الغسل الرياضي” باستخدام الدوري لصرف الانتباه عن تاريخ المملكة في انتهاكات حقوق الإنسان.
ارسال التعليق