المرأة العربية في يومها العالمي: بين الاعتقال والشهادة
حلّ يوم الثامن من شهر شباط، اليوم العالمي للمرأة، ونساء الوطن العربي يكابدنَ بمعظمهنّ أصعب ظروف الحياة.. والموت.
لعلّ نساء غزة اليوم يحصدْنَ النصيب الأكبر من هذا القهر، يكابدن قهر الترمّل وقهر فقد الولد وعلّها الشهادة تمثّل أخفّ أوجه معاناتهم.
وثَّقت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ، استشهاد 63 امرأة يومياً في غزّة، غالبيتهنّ من الأمهات. زبمناسبة اليزم العالمي للمرأة قالت الوكالة في بيان لها أنه في هذا اليوم "تستمر النساء في غزة في تحمل عواقب هذه الحرب الوحشية، حيث قتل ما لا يقل عن 9000 امرأة، ولا يزال العديد منهن تحت الأنقاض".
وأوضحت أنه "في المتوسط، تُقتل 63 امرأة يوميا في غزة، بينهن37 أما تترك عائلاتها وراءها"، وإن ما يقرب من 9 من كل 10 نساء أفدن بأنهن يجدن صعوبة أكبر في الحصول على الغذاء مقارنة بالرجال.
وكان أن نعى المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، 8900 امرأة قال إنهن "قتلن بدم بارد"، فيما يعيش من بقي من النساء في ظروف "إذلال حقيقي" تمارسه إسرائيل التي تحاكم في "العدل" الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وتبرز مصاعب الفتيات والنساء الأقل تسليطاً للضوء فيما يتعلق بعوائق الخصوصية، ومشاكل النظافة بسبب نقص المياه النظيفة، وعدم وجود المنتجات الصحية النسائية.
كما سبق أن أعرب خبراء أمميون عن انزعاجهم إزاء محدودية فرص الحصول على العلاج الطبي والإمدادات الأساسية في المستشفيات، والتقارير التي تفيد بأن الأمهات الحوامل يخضعن لعمليات قيصرية، والأطفال المصابين يخضعون لعمليات بتر أطرافهم دون تخدير.
هذا وأفادت خبيرات أمميات مستقلات: "إن بعض النساء الغزاويات- وفق التقارير- كنّ يحملن قطعا من القماش الأبيض عندما قتلهنّ الجيش الإسرائيلي أو القوات التابعة له".
كما أعربن عن القلق البالغ بشأن الاحتجاز التعسفي لمئات الفلسطينيات، من بينهن مدافعات عن حقوق الإنسان وصحفيات وعاملات في المجال الإنساني، في غزة والضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.وتعرضت الكثيرات- وفق التقارير- لمعاملة غير إنسانية ومهينة والضرب المبرح وحُرمن من الحصول على الفوط الصحية الضرورية أثناء الدورة الشهرية، والغذاء والدواء.
وكما جاء في البيان، في حالة واحدة على الأقل وُضعت فلسطينيات محتجزات في غزة في قفص تحت المطر والبرد وبدون طعام.هذا وأفادت الهيئة عن تعرض فلسطينيات في الاحتجاز لأشكال متعددة من الاعتداء الجنسي، مثل تعريتهن وتفتيشهن من قبل جنود ذكور في الجيش الإسرائيلي.ويُدعى أن فلسطينيتين على الأقل اُغتصبتا فيما هُددت أخريات بالاغتصاب والعنف الجنسي وفق التقارير.
وأشارت الخبيرات الأمميات المستقلات أيضا إلى صور لمحتجزات في ظروف مهينة، أفيد بالتقاطها من قبل الجيش الإسرائيلي ونشرها على الإنترنت في أقبح انواع الابتزاز.
النساء في السعودية: إعتقال وحرمان من الأمومة:
بدورها تكابد النساء في شبه الجزيرة العربية مآسي "نظام" ظالم لا يقلّ عن نظيره في كيان الاحتلال الإسرائيلي.
فلا يتوارى عن اعتقال امرأة وأم لأطفال تكت ذريعة التعبير عن الرأي لمجرد تغريدة لها تعبر فيها عن نفحة من انتقاد "للسلطات"، ولا يمتنع عن إبعادها عن أطفالها وعملها فيحكم عليها بالسجن سنوات طويلة تفقدها خلالها شغفها الأموميّ.
تقبع خلف سجون النظام الكثير من الناشطات والمدافعات عن حقوق الإنسان، بينهم إسراء الغمغام وفاطمة الشوارب وسكينة الدخيل، ومريم القيصوم وعائدة الغامدي وحليمة الحويطي وكثيرات، من اللاتي دافعن عن حقوق الإنسان والمرأة وحق العيش بكرامة والرفض للتهجير القسري.
في تقرير سابق لصحيفة الإندبندنت، أشار إلى أن ناشطات حقوق المرأة والسجناء السياسيين تعرضوا للاعتداء الجنسي والتعذيب ولقوا حتفهم في سجون السعودية. وهو ما يتوافق مع ما كشفته منظمتي هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية عن تعرُّض عدد من الناشطات المعتقلات إلى التحرش الجنسي المتكرر.
ارسال التعليق