المعارض عمر عبدالعزيز يروي تفاصيل عن محاولة اختطافه بكندا
كشف الناشط المعارض "عمر بن عبدالعزيز" عن تفاصيل جديدة عما قال إنها محاولة لاختطافه أو اغتياله من مقر منفاه الاختياري بكندا، من قبل عملاء محمد بن سلمان.
وقال "عبدالعزيز" في بث مباشر عبر الإنترنت: "كنت في أمان الله، جالس في حالي، جاني اتصال من المباحث الكندية، شرطة الخيالة الكندية الملكية (RCMP)، وقيل لي: عنّا معلومات من مصادر قوية أنه هناك نيّة جادّة لاستهدافك. لا نعلم إن كانت محاولة اغتيال أم اختطاف، فاحذر، وقيل لي هذا الرقم الفلاني اتصل عليه وهذا المكان الفلاني روح عليه".
وأشار "عبدالعزيز"، الذي كان مقرّباً من الصحفي الراحل "جمال خاشقجي" إلى أن المصادر التي سُمّيت "قوية جداً"، والتي يتحفظ عن ذكرها، تحوم حول احتمال استهدافه من مقربين من ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان".
وتساءل: "محمد بن سلمان، إش (ماذا) اللي مزعلك من واحد مسوّي بث مباشر؟ واحد قاعد يتكلّم، سواء ينتقد أو يهاجم أو يستخدم ألفاظ غير لائقة. إش الشيّ اللي يخليك تطلع عن طورك حبيبي، وتقول أبغى (أريد) أغتال أو أختطف؟".
وتساءل أيضاً ما ذنب شقيقيه "عبدالمجيد" و"أحمد" المعتقلين بسببه، ما دام هو "الشرير" وفقاً لتعبيره.
وأضاف: "ما الهدف من الاعتقال؟ ولماذا مُنعت عائلتي من السفر؟ لماذا لا يستطيع والدي ووالدتي التواصل معي؟ هذه أعمال مافيا. هذه ليست دولة. الإنسان الهشّ الضعيف هو الذي يشعر بالغضب والسخط من شخص يتكلّم".
وتابع أنه عندما سُئل عن وجهة نظره حيال تلقي هذا الخبر، أجاب "سعيد جداً". وأوضح: "ما دام الموضوع وصل إلى حد الاغتيال أو الاختطاف أو التهديد، فهذا يعني أنني على الطريق الصحيح".
وظهر "عبدالعزيز" في البث المباشر عقب يوم واحد من نشر صحيفة "الجارديان" البريطانية خبرا، نقلا عنه، لخص الواقعة.
وفي عام 2018 توصل "سيتزن لاب" (مختبر المواطن) في جامعة تورنتو إلى استخدام تطبيق خبيث لاختراق هاتف "عبدالعزيز" الشخصي، وأن الشبكة التي قامت بعملية القرصنة مرتبطة بالسعودية.
وفي الفترة التي حصلت فيها عملية القرصنة، كان "عبدالعزيز" على اتصال دوري مع "خاشقجي"، وبعد عملية الاختراق المزعومة، اعتقلت سلطات ال سعود عددا من أفراد عائلة وأصدقاء "عبدالعزيز" في السعودية.
ورغم معرفة "عبدالعزيز" طوال السنوات الماضية أنه وغيره من المعارضين المنفيين في مرمى ملاحقة ولي العهد "محمد بن سلمان"، لكن المعلومات الأخيرة حول استهدافه تحمل مصداقية على ما يبدو.
في السياق نفسه، قال محامي "عبدالعزيز"، "علاء محاجنة": "في الاتصالات السابقة للحكومة الكندية مع عبدالعزيز، كانت التهديدات عامة، لكن هذه المرة مختلفة. التهديد كان رسمياً ونُقِل على عجل مرفقاً بنصائح تحثّ على اتخاذ الحذر".
وقال "عبدالعزيز" إن التهديدات نابعة من السعودية لإسكات معارضيها، لكنه سيواصل تحدّيها.
وأضاف: "لا أريد القول إنني خائف، أنا فعلاً لست خائفاً ولكن عليّ الحذر حتى أكون جاهزاً".
ولم يعلّق متحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن على تقرير "الجارديان"، فيما قال متحدث باسم شرطة الخيالة الكندية الملكية (RCMP) للصحيفة البريطانية إن الشرطة "لن تؤكد تحقيقاتها إلا في حال توصّلها إلى اتهامات جنائية ومعرفة طبيعة الاتهامات وهوية الفرد المعني أو الأفراد المعنيين".
وقال "عبدالعزيز" إن مضايقته إلكترونياً تعود إلى أنه كان يخطط رفقة "خاشقجي" لإطلاق مشروع "جيش النحل"، للرد على "الذباب الإلكتروني" التابع لحكومة ال سعود.
وكان ممكناً أن يكون مصيره مشابهاً لمصير "خاشقجي"، إذ كشف أنه التقى في مايو/أيار 2018 مسؤولَيْن سعوديَين في مدينة مونتريال، ومعهما شقيقه، وحثّاه على العمل مع السلطات، كما دَعَواه إلى تجديد جواز سفره في القنصلية السعودية، وهذا ما جعله يشعر بالذهول عند علمه بمقتل "خاشقجي" داخل القنصلية.
وأكد أنه رفض العرضَ آنذاك، وبعد شهر تعرّض هاتفه للاختراق، وجرى تعقب مكالماته الهاتفية مع "خاشقجي".
وتوترت العلاقات بين كندا والسعودية عام 2018 عندما انتقدت وزيرة الخارجية السابقة نائبة رئيس الوزراء الحالية، "كريستيا فريلاند" حقوق الإنسان في السعودية.
ارسال التعليق