الهرولة للتطبيع مع إسرائيل جرأتها على انتهاك المقدسات
حذّر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني من محاولات الاحتلال العبث بسيادة الأوقاف الإسلامية على المسجد الأقصى تمهيداً للسيطرة عليه، من خلال تصعيد انتهاكاته بحق المصلين والحرّاس، وحمايته المكثفة للمقتحمين وتصريحات مسؤوليه التي تهدّد بإشعال فتيل “حرب دينية”.
وأكد الشيخ أن الأمر الواقع بالأقصى يحدّده المسلمون من خلال وجودهم ورباطهم فيه، وهذا ما أثبته انتصار هبّة البوابات الإلكترونية ومصلى باب الرحمة، كما دعا إلى “وجوب توحّد الدول العربية والإسلامية لردع ممارسات الاحتلال لأن الأقصى ليس للفلسطينيين وحدهم، ولا للأردنيين أصحاب الوصاية عليه”.
وقال إن اقتحامات الأقصى تقع ضمن برنامج ممنهج من حكومة الاحتلال، بدءاً من رأس الهرم (رئيس الوزراء) بنيامين نتنياهو والقوات الخاصة، وانتهاءً بالمتطرفين الذين يدعون ويحرّضون على اقتحام الأقصى، وينفذون هذا الاقتحام برعاية وحماية الشرطة والقوات الخاصة، ويقع هذا الإسناد ضمن إرادة الاحتلال لتغيير الواقع في الأقصى وفرض واقع الاقتحام اليومي، من أجل أن يتقبل الشعب الفلسطيني وأهل القدس هذه الفكرة. لذلك هم يكرّرون هذا الاقتحام وهذا المنظر الذي تمادوا فيه إلى أداء صلوات تلمودية واقتحامات في شهر رمضان وأول أيام عيد الأضحى المبارك، وهذا مخالف للقرارات الدولية والأمر الواقع منذ عام 1921.
أما تعاون الشرطة مع المقتحمين فهو قرار إسرائيلي لفرض واقعهم في الأقصى، فبدون المتطرّفين لا يستطيعون تنفيذ برنامجهم، ومن ثم يوفرون الحماية لهم وإدخالهم، ويزعمون أنها مجرد زيارة، ولكن نحن نؤكد أنهم يقومون بجولات استفزازية، وما يتم بقوة السلاح لا يعطي أي أحقية لا للمتطرّفين ولا لشرطة الاحتلال بهذه الاقتحامات المتكرّرة.
وأضاف: نحن نقول إن الاحتلال لم يفز في هذه المعركة، بل كانت تلك رسالة للعالم أجمع أن الاحتلال لا يحترم أي تعددية دينيّة أو قدسية للمسجد الأقصى المبارك، وأن ما فعله مجرد ممارسة عنصرية من أجل فرض هذا الواقع على المسجد بمباركة أمريكية طبعاً. ونقول إن أهل بيت المقدس وفلسطين فعلوا ما بوسعهم للدفاع عن عقيدتهم ومسجدهم، والرسالة في ذلك اليوم كانت للعالم الإسلامي الذي رأى بأم عينيه اعتداءات الاحتلال.
وعزا سبب إمعان الاحتلال في تدنيس الأقصى واقتحامه إلى ما وصفه بالترهّل العربي والإسلامي والجري وراء التطبيع والهرولة وراء السياسة الأمريكية، فهذا ما جرّأ الاحتلال على الأقصى وعلى جموع المصلين الذين بذلوا جهدهم لإفشال المُخطط الإسرائيلي.
ارسال التعليق