الوهابية السعودية مطابقة لمعتقدات ’داعش’ والقاعدة’.. وحزب الله لا يشبههم البتة
أكد مسؤولون استخباراتيون أميركيون سابقون أن لا مجال للمقارنة بين حزب الله من جهة، وتنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيَيْن من جهةٍ ثانية.
وفي تعقيبهم على تصريح صادر مؤخرًا عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضع فيه حزب الله والتنظيمين التكفيريَّين في خانة واحدة، أوضح المسؤولون أن تاريخ حزب الله في ضرب أميركا يقتصر على استهداف الوجود العسكري الأميركي في لبنان، وذلك خلافًا لتنظيمَي "داعش" و"القاعدة" اللذَيْن يريدان استهداف الغرب على الدوام، وتحت أية ذريعة كانت، بحسب المسؤولين في الاستخبارات الأميركية.
في سياق متصل، حذَّر وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كسنجر من أن القضاء على "داعش" قد يؤدي إلى نشوء حزام بري، يمتد من طهران إلى بيروت، وبالتالي إنشاء ما أسماه كسنجر "إمبراطورية إيرانية راديكالية"، حسب تعبيره.
*حزب الله ليس إرهابيًّا كـ "داعش" و"القاعدة"
كتب المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) بول بيلار مقالة نشرت على موقع "نايشونال إنتيريست" بعنوان "حزب الله والمدرسة المبسَّطة لمكافحة الإرهاب"، رأى فيها أن ثمة مقاربة أميركية سطحية ومبسّطة تجاه الإرهاب.
الكاتب أوضح أن "مشكلة تبسيط مفهوم الإرهاب في الولايات المتحدة الأميركية، تنشأ من عدم الإدراك بأن الإرهاب ليس عبارة عن مجموعة ثابتة من الناس أو الدول، بل هو أسلوب استُخدم من جهات عدة بهدف تحقيق غايات مختلفة". كما نبه الكاتب إلى أن "مقاربة واشنطن المستندة على وجود جهات إرهابية ثابتة، تتجلى بوضوح في النقاشات السياسية والتغطية الإعلامية الأميركية للأحداث المرتبطة بالإرهاب"، لافتًا إلى أنه "يتم في واشنطن التعاطي مع اللائحة الأميركية للمنظمات الإرهابية على أساس أنها لائحة نهائية، على الرغم من أنها تعود إلى ما قبل عشرين عامًا"، بحسب بيلار.
وتابع الكاتب "إذا كان من المفروض على الولايات المتحدة الأميركية أن لا تتعامل أبدا مع أية جهة مارست الإرهاب، فعليها أن تفسر بالتالي تعاملها عن كثب مع جهات وشخصيات متورطة بالإرهاب بشكل كبير، على غرار القادة الصهاينة أمثال مناحيم بيغن وإسحاق شامير، وزعيم جماعة "سن فين" الإيرلندية وعلى رأسها "غيري آدامز".
ومن ثم تطرق بيلار إلى تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مؤتمره الصحفي مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي عقده مؤخرًا في واشنطن، حيث وضع ترامب حزب الله في الخانة نفسها مع "داعش" و"القاعدة".
وهنا شدد المسؤول السابق في الـ(سي آي إي) أن "لا مجال للمقارنة بين "داعش" و"القاعدة" من جهة، وحزب الله من جهة ثانية، واصفًا "داعش" و"القاعدة" بأنها "منظمات إرهابية عابرة للأوطان تسعى إلى الإطاحة بالحكومات في العالم العربي وفرض نظام متطرف، أما حزب الله فإن مشاركته في الحكومة الائتلافية في لبنان هو أمر من المستحيل أن يقوم به أي من "داعش" أو "القاعدة"، وفق بيلار.
كذلك أشار بيلار إلى أن "النَّظرة المبسّطة تجاه الإرهاب عادة ما تغض الطرف عن الظروف التي أدت لاستخدام الإرهاب، ونشوء الجماعات التي تستخدم هذا الأسلوب"، مضيفا أن ما أسماه "إرهاب حزب الله ضد المصالح الأميركية كان عبارة عن رفض التواجد العسكري الأجنبي في لبنان"، وأشار بيلار إلى أن هذا ما أدى إلى ما أسماه "الإرهاب المعادي لأميركا الذي مارسه حزب الله في حقبة الثمانينات". كما تابع الكاتب بالقول أن "هذه الأحداث تنسجم والدراسات التي تعتبر أن الدافع وراء العمليات الانتحارية هو رفض وجود القوات العسكرية الأجنبية، ولا يعود الدافع إلى عزم حزب الله على قتل الغربيين أو استهداف المصالح الأميركية على الدوام"، على حد تعبير المسؤول الاستخباراتي الأميركي.
الكاتب أشار أيضا إلى أن "عدم الأخذ بالدوافع والأساليب والأهداف بعين الاعتبار يؤدي إلى سياسات سيئة تجاه جهات مثل حزب الله، مشددا على أن "حزب الله أيضًا-شئنا أم أبينا- هو لاعب سياسي قوي في لبنان، حتى خصومه يعتبرون أنه لاعب شرعي سيبقى موجودا".
وفي الختام، أكد الكاتب أن "الترتيب السياسي الحاصل في لبنان وتشكيل حكومة ائتلاف، هو على الأرجح السبيل الأمثل لمنع انزلاق البلد إلى حرب أهلية"، موضحًا أن "منع دخول لبنان في حرب أهلية يصب في مصلحة أميركا، ما يعني أن وجود حزب الله في حكومة الائتلاف هو أيضًا في مصلحة الولايات المتحدة الاميركية، بحسب بيلار".
ارسال التعليق