اليمن ليس أكبر هزائم ال سعود بل انتصار غزة
صحيفة "صوت الناس" السعودية المعارضة: "اليمن ليس أكبر هزائم محمد بن سلمان بل انتصار غزة الذي عطل مشروع التطبيع مع الاحتلال"
نشر الكاتب “ناصر العربي” مقالاً في صحيفة “صوت الناس” السعودية المعارضة التابعة لحزب “التجمع الوطني” السعودي بعنوان “النكبة السعودية”، سلط فيه الضوء على سياسات المملكة وتوجهات محمد بن سلمان إزاء التطورات الحالية في غزة والمنطقة.
وأشار الكاتب في مقاله له إلى أن الحالة السياسية في السعودية اليوم، هي ضياع الأخلاق بعد صعود سلمان بن عبدالعزيز وابنه محمد إلى السلطة “الذي حول الدولة من مركز ثقل وقرار إلى بلد منزوعة الحريات والأخلاق.”
وذكر المقال أن السعودية قديما كانت تسمح بهامش حرية للحديث عن فلسطين وتندد بشكل علني بالجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين وربما كانت فلسطين هي نافذة الحرية الوحيدة لدى السعوديين في التعبير عن غضبهم وسخطهم.
لكن المملكة باتت اليوم في عالم أخر، بعد ٧ تشرين الأول/أكتوبر حيث بدأت معظم شعوب العالم بإعلان التضامن مع غزة ثم لحقتها عدد من الدول الغربية والعربية في تنديد الحرب الصهيونية، يقول الكاتب.
ومع بدء صفحة جديدة من التطهير العرقي المباشر، كانت حكومة محمد بن سلمان في تجاهل تام لما يحدث.
ففي أول أسبوع من الحرب الوحشية حضر ابن سلمان حفل مهرجان للألعاب الإلكترونية. ثم توالت المهرجانات الغنائية والمسرحية التي قوبلت باستهجان محلي وإقليمي.
وأشار الكاتب “ناصر العربي” في مقاله إلى موقف الممثل المصري محمد سلام، الذي رفض الذهاب والرقص والضحك والانضمام إلى ما يسمى موسم الرياض في الوقت الذي تباد فيه غزة.
فيما لم يصدر موقف رسمي سعودي إلا عبر بيانات من وزارة الخارجية السعودية، والتي لم تكن على مستوى الحدث، حسب وصف العربي.
ورأى الكاتب أنه كان من الواضح اصطفاف محمد بن سلمان في الخندق الصهيوني، خاصة بعدما استضاف مؤتمر الاستثمار الأخير في الأسبوع الثاني من المجزرة.
وبعد المؤتمر المذكور خرج الإعلام الشبه رسمي والمحسوب على محمد بن سلمان بحملة تضامن مع الصهاينة وإدانة أصحاب الأرض من أهل غزة.
ولفت الكاتب أيضا إلى أنه في ظل إدانة العالم أجمع بكل شعوبه وألوانه وأعراقه للمحتل وعلى رأسهم الشتات اليهودي في أمريكا، لم يتوقف الاصطفاف السعودي بالخندق الصهيوني خاصة بعد إعلان محمد بن سلمان عن “مهرجان للكلاب” وهذه لم تكن مزحة بل حقيقة موجعة.
ويؤكد ناصر العربي في مقاله بصحيفة “صوت الناس” السعودية المعارضة أن خطاب الكراهية الصادر من المملكة ضد الفلسطينيين ومن قبل المتصهينيين ليس حالة عابرة، بل متجذرة في الأنظمة التسلطية.
وأوضح الكاتب أن الفوقية التي تتحدث بها السلطات السعودية في كل مناسبة هي جزء من هذه الخطابات، وأن محمد بن سلمان يبدأ خطاباته العربية والإقليمية بمنّ الدول في الدعم المالي لكونه يتخيل أن مصدر القوة هي المال فقط.
ويذكر العربي عن ذلك: “صحيح أن القوة النفطية السعودية لها ميزانها في النزاعات الإقليمية لكن ليس بهذا الأسلوب البجيح”.
وخلص مقال “العربي” إلى أن أكبر هزائم محمد بن سلمان ليست اليمن بل انتصار غزة وتغير كفة موازين القوى في فلسطين المحتلة.
حيث أفشل ذلك مشروع التطبيع الذي قد كان قاب قوسين أو أدنى، حيث التطبيع السعودي مع المحتل الصهيوني.
كان محمد بن سلمان يأمل بإجراء تطبيع عاجل قبل انتهاء مدة بايدن لأجل الحصول على مكاسب من الولايات المتحدة.
وكان أمل ولي العهد في الحصول مقابل التطبيع على الحماية الأمنية الأمريكية للسعودية والمشروع النووي السعودي بإشراف أمريكي، يقول الكاتب.
ويفكر محمد بن سلمان في مصالحة الشخصية فقط دون المصالح الوطنية والإقليمية.
ويؤكد ناصر العربي في مقاله أن محمد بن سلمان حتى التعاطف مع غزة يستكثره على الناس والشواهد كثيرة، من اعتقالات حدثت في الحرمين لمجرد الدعاء لفلسطين ولبس الكوفية.
ورأى الكاتب أن السعودية اليوم في “نكبة كبرى” أخلاقية أكثر منها سياسية، فالسياسة تقوم على المناورة، لكن الأخلاق تقوم على المروءة والإحساس بالكرامة والإنسانية.
وتساءل كاتب المقال في الختام عن سياسات السعودية: “هل يعقل أن يكون هناك قرار استراتيجي بالتحالف مع دولة محتلة منبوذة إقليمياً، ودولياً مصنفة بأنها دولة فصل عنصري وملطخة بانتهاكات لا تعد ولا تحصى للقانون الدولي؟”
ارسال التعليق