انتقادات لكوريا الجنوبية: صفقات ابن سلمان ملطخة بدماء اليمنيين
كانت زيارة محمد بن سلمان إلى كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي، محلّ تنديد من اللاجئين اليمنيين في كوريا الجنوبية، الذين اعتبروها مؤشراً على ازدواجية المعايير، في ظل معاناة بلادهم من عدوان عسكري طويل الأمد يقوده النظام السعودي.
وقال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إن الضربات الجوية، التي ينفذها النظام السعودي في اليمن، تسببت في "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، بحسب توصيف برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، وأن السنوات السبع الأخيرة من العدوان شهدت مقتل أكثر من 370 ألف شخص، ما يثير تساؤلات جدية حول مبيعات الأسلحة الكورية الجنوبية إلى النظام السعودي، وشراكة سيؤول الموسعة مع الرياض.
ومع ذلك، لم تكن الصفقات الاستثمارية الضخمة بين النظام السعودي وكوريا الجنوبية مفاجأة، بحسب الموقع البريطاني، إذ شهدت العلاقات الثنائية تطوراً ملحوظاً منذ صعود بن سلمان إلى السلطة في عام 2015، حيث توسعت الشراكات في القطاعات التقليدية لتجارة النفط والبناء، إضافة إلى مشروعات تطوير الطاقة البديلة والترفيه وصناعة الأسلحة.
وسعت كوريا الجنوبية بشغف للمشاركة في بناء أول محطة للطاقة النووية في "السعودية"، وكانت من بين 4 دول، قدمت عطاء للمشروع بقيمة 10 مليارات دولار، لتنافس بذلك فرنسا والصين وروسيا.
مبيعات الأسلحة
:وفي هذا السياق، يشير "ميدل إيست آي" إلى أن مبيعات الأسلحة كورية الصنع للسعودية ليست أمراً جديداً، إذ وقّع النظام السعودي عقوداً لاستيراد الأسلحة مع شركات دفاع كورية في مارس الماضي بقيمة 989 مليون دولار، وفقاً لما ذكرته صحيفة "كوريا جونج أنج" اليومية.
وأصبحت كوريا بائعاً أكثر جاذبية لمنظومة الدفاع السعودية بعد الحظر المؤقت لتصدير الأسلحة الأميركية، في وقت سابق من العام الجاري، وفرض عقوبات على استيراد الأسلحة الروسية بعد غزو أوكرانيا، وهو ما ترجمته السياسة على الأرض بنشر النظام السعودي صواريخ كورية مضادة للدبابات وأنظمة دفاع جوي في حرب اليمن.
ويرى الباحث في مركز آسيا بجامعة سيؤول الوطنية، "هوانغ أوي هيون"، أن سلوك كوريا الجنوبية إزاء النظام السعودي "يعكس سلوك حلفائها الغربيين"، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي وجّه انتقاداته القاسية إلى حالة حقوق الإنسان في المملكة خلال حملته الانتخابية، سافر إلى جدة مع ارتفاع أسعار النفط للقاء بن سلمان.
وأضاف: "كما يُنظر لموقف بايدن باعتباره خطوة لاستقطاب التعاون من السعوديين لتحقيق الاستقرار في أسعار الطاقة، فإن موقف كوريا الجنوبية لا يختلف عن ذلك (..) ما يهم سيول في سياستها الخارجية هو منافعها الأمنية والاقتصادية".
كما يندرج التطور متعدد الأبعاد، في العلاقات الثنائية بين كوريا الجنوبية والنظام السعودية، في سياق خطط التي وضعها بن سلمان لرؤيته الاستراتيجية "السعودية 2030"، القائمة على تنويع الاقتصاد بعيداً عن أحادية الاعتماد على النفط، وفتح صناعة الترفيه.
انتهاكات متواصلة في اليمن:
في المقابل، يواصل العدوان السعودي على اليمن أبشع الجرائم وأفظعها بحق الأطفال والمدنيين العزّل دون حسيب أو رقيب.
وفي هذا السياق، أصدر مركز عين الإنسانية، تقريراً يوثق جرائم العدوان بحق الشعب اليمني، خلال 2800 يوم من العدوان.
وأكد مركز عين الإنسانية استشهاد وجرح 47673 مواطناً، بينهم 18013 شهيداً و29660 جريحاً. كما أكد استشهاد 4061 طفلًا وجرح 4739 آخرين، وكذلك استشهاد 2454 امرأة وإصابة 2966 امرأة أخرى، بالإضافة إلى استشهاد 11498 مواطنًا وإصابة 21955 آخرين.
المنشآت الخدماتية:
وأوضح مركز عين الإنسانية أنّ العدوان دمر 598 ألف و737 منزلًا، و182 منشأة جامعية، و1679 مسجداً، بالإضافة لتدمير379 منشأة سياحية، و415 مستشفى ومرفقاً صحيًاً خلال 2800 يوم.
وأضاف المركز أنّ تحالف العدوان دمر 1242 مدرسة ومركزاً تعليمياً، و140 منشأة رياضية، و255 موقعًا أثرياً و61 منشأة إعلامية، و10803 حقول زراعية.
البنية التحتية:
وفيما يتعلق بالبنية التحتية فقد أكد المركز أنّ طيران العدوان استهدف 15 مطارًا، و16 ميناءً، و344 محطة كهرباء، و7099 طريقاً وجسراً، كما دمّر طيران العدوان 616 شبكة ومحطة اتصال، و2974 خزان وشبكة مياه، و2101 منشأة حكومية.
المنشآت الاقتصادية:
أما في ما يتعلق بالمنشآت الاقتصادية فقد أكد مركز عين الإنسانية أنّ العدوان استهدف 407 مصانع، و385 ناقلة وقود، و12030 منشأة تجارية، و454 مزرعة دجاج ومواشي.
وأضاف المركز أنّ العدوان دمر 10112 وسيلة نقل، و998 شاحنة غذاء، و700 سوق، و485 قارب صيد، و1014 مخزن غذاء، و425 محطة وقود خلال 2800 يوم.
ارسال التعليق