انقلاب ابن سلمان الأخير… وتسريح واعتقال أكثر من 5 مسؤول في 4 سنوات
بقلم: حسين مجدوبي..
تراجعت رواية المؤامرة ضد العرش في السعودية كسبب رئيسي للاعتقالات التي تشهدها البلاد، ومست الأمير أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك. وهذه الاعتقالات وفرض الإقامة الإجبارية كانا عملية استباقية خوفا من انهيار سلطة ولي العهد محمد بن سلمان في حالة غياب أبيه الملك سلمان فجأة.
في الوقت ذاته، شهدت السعودية خلال الأربع سنوات الأخيرة تغيير أكثر من خمسة آلاف من موظفي الدولة لاسيما في الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، وهو انقلاب حقيقي.
في هذا الصدد، بدأت الصحافة الغربية تتراجع عن رواية المؤامرة كسبب للاعتقالات، وهو ما أشارت إليه «القدس العربي» نقلا عن مصادرها ليلة أول أمس، عندما نفت المؤامرة، وربطت ذلك بوضع الملك سلمان بن عبد العزيز وما قد يترتب عليه في حالة غيابه المفاجئ.
وتؤكد مصادر رفيعة لجريدة «القدس العربي» أن «رواية المؤامرة خالية من الصحة وإن روج لها محمد بن سلمان، فأغلب الأمراء وخاصة محمد بن نايف معزولون عن العالم، لا يسمح لهم بالاتصال نهائيا بباقي الأمراء ولا يتوفرون على شبكة الإنترنت، بل لا يسمح لهم حتى بمشاهدة وسائل إعلام تقدم رواية مختلفة عن الرسمية لتركه يعيش الفراغ التام ويفقد علاقته بالواقع».
وتقول المصادر إن الملك يعيش في عزلة عن العالم، ولا يعلم ما يجري في البلاد سوى من تقارير يشرف عليها ولي العهد نفسه ويقدمها له، ولا يمكن لأي أحد أن يعارض ذلك.
ويبقى هاجس محمد بن سلمان وفق المصادر التي اعتمدتها «القدس العربي» هو « أن يدرك مسبقا أنه لم يستطع بسط نفوذه حتى الآن على الجميع في البلاد، ويخشى أن أي رحيل مفاجئ لأبيه الملك سلمان سيشكل فرصة لحركة عصيان كبيرة في الجيش والأمن ورجال الأعمال وسيدعمون أحد الأمراء الكبار الذين يتمتعون باحترام وسط السعوديين مثل محمد بن نايف أو أحمد بن عبد العزيز». كما يدرك محمد بن سلمان أنه أثار ضده كل الشخصيات الغيورة على البلاد، بعدما فشل في كل مغامراته العسكرية والأمنية والاقتصادية وجعل السعودية في مهب الريح.
ولعل أكبر تغيير لم يتم الانتباه إليه كثيرا، وفق المصادر التي استشارتها «القدس العربي» هو التغيير الكبير الذي أحدثه محمد بن سلمان خلال الأربع سنوات الأخيرة على مستويات الإدارة والأمن والجيش والاستخبارات والخارجية والشؤون الدينية، ومست أكثر من خمسة آلاف مسؤول، فطيلة الأربع سنوات الأخيرة قام بتسريح الآلاف للاشتباه بعدم ولائهم، واعتقل المئات وأغلبهم بتهمة الفساد للتغطية على العامل السياسي. وتغيرت الإدارة العامة للبلاد رأسا على عقب على المستوى البشري.
وتقول «أوبزيرفر» إن قوات الأمن السعودية وضعت يوم السبت حواجز في مناطق عدة من الرياض، مما أثار مخاوف عن اضطرابات وأحاديث بدون أساس عن قرب تولي محمد بن سلمان السلطة في بلاده، فالملك يخطط لاستقبال قادة مجموعة العشرين في تشرين الثاني/ نوفمبر وهي المناسبة الأهم في برامج المملكة هذا العام.
وفي هذا السياق نقل موقع «ميدل إيست آي» الإخباري عن مصادر قولها إن محمد بن سلمان يقوم بهذه الحملة لأنه يعتزم تنصيب نفسه ملكا قبل قمة مجموعة العشرين، المقرر عقدها في الرياض في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل و«يريد أن يضمن في حياة والده أنه سيصبح ملكا».
ووفقا لتقرير الموقع فإن محمد بن سلمان لن ينتظر وفاة والده الملك سلمان بن عبد العزيز لأنه يرى أن وجود والده يضفي عليه الشرعية، ويسعى لاستخدام قمة العشرين كمنصة لإعلان صعوده إلى العرش.
وقالت المصادر إن ولي العهد يعتزم إرغام والده على التنازل عن العرش، ليكون ذلك استكمالا للعملية التي بدأها محمد بن سلمان حين أطاح بابن عمه من منصب ولي العهد.
ونقلت «واشنطن بوست» عن معلقين في الشأن السعودي قولهم إن «هناك خلافات داخل العائلة المالكة حول مسألة الخلافة، وأساليب ولي العهد التي نفرت الكثير من الأمراء، وإن تصدعا داخل العائلة المالكة قد يفتح الباب أمام المشاكل للأمير وهو يحاول الوصول إلى العرش».
وقال موقع «ميدل إيست آي» إن فرصة أخيرة أعطيت للأمير أحمد – وهو آخر شقيق للملك على قيد الحياة – قبل اعتقاله يوم الجمعة للالتحاق بمشروع محمد بن سلمان لكنه رفض، وفقا للمصادر.
وبيّن أحد المصادر أن «أحمد تعرض للضغط لكي يعطي دعمه الكامل لمحمد بن سلمان، وقد التقى الملك، الذي استخدم هو وآخرون في الديوان كلمات مهذبة لتشجيعه على دعم ابنه، لكن الأمير أحمد رفض دعم هذا المشروع». وأضاف أنه أبلغ الملك أنه لا يطمح لأن يصير ملكا، لكنه يتطلع إلى آخرين للتقدم إلى هذا المقام.
ارسال التعليق