بايدن يتجاهل السعودية وينسق مع كبار المستهلكين للسحب من احتياطي النفط
بدأ الرئيس الأمريكي "جو بايدن" التنسيق مع كبار مستهلكي النفط، وعلى رأسهم اليابان والهند وكوريا الجنوبية والصين، من أجل وقف جماح ارتفاع الأسعار، في تجاهل للسعودية وولي عهدها "محمد بن سلمان" على ما يبدو.
ومع الارتفاع الكبير للأسعار مؤخرا، راهن ولي العهد السعودي على إجبار "بايدن" على اللجوء للسعودية كما هو معتاد لزيادة إنتاج النفط، وفق تقارير صحفية غربية، وبالتالي خلق فائض من الخام في السوق يتسبب في خفض الأسعار.
لكن مع الخطوات الأخيرة لـ"بايدن" يبدو أنه متمسك بموقفه بعدم الاتصال المباشر بـ"بن سلمان"، وهو موقف أعلنه على خلفية قضية مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".
وفي المقابل، لجأ الرئيس الأمريكي إلى كبار المستهلكين؛ بهدف الاتفاق معهم على سحب متزامن من الاحتياطي الاستراتيجي لديهم، مما سيخلق تراجعا حادا مفاجئا في الطلب على النفط، وبالتالي تهبط الأسعار.
ويعزز موقف "بايدن" أن المستهلكين الكبار، الذين يمكنهم فعل ذلك كلهم حلفاء لواشنطن (اليابان والهند وكوريا الجنوبية)، عدا الصين، لكن الأخيرة لها مصلحة في خفض الأسعار؛ وبالتالي ستسير في ركاب الرجل في هذه الخطوة.
وفي هذا الصدد، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمريكية، الخميس، إن إدارة "بايدن" طلبت من كبار مستهلكي النفط في العالم استخدام احتياطياتهم الاستراتيجية لمواجهة الارتفاع غير المسبوق لأسعار الخام، في وقت اتهم فيه "بايدن" شركات للنفط والبنزين بالتلاعب لإبقاء الأسعار مرتفعة والإضرار بالمستهلكين في بلاده.
وقالت المصادر الأمريكية أن واشنطن طلبت من عدة دول تنسيق السحب من احتياطيات النفط الإستراتيجية.
وأضافت المصادر أن "بايدن" ناقش مع نظيره الصيني "شي جين بينج" السحب من احتياطي النفط الاستراتيجي، والأمر ذاته بحثه مع المسؤولين في اليابان.
وذكر أحد المصادر أنه بهدف إيصال رسالة لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" يجب سحب 20 إلى 30 مليون برميل من احتياطي النفط.
بدورها، تلقت كوريا الجنوبية طلبا من الولايات المتحدة بالسحب من الاحتياطي النفطي لديها.
وقال مسؤول في وزارة الصناعة بكوريا الجنوبية إن الوزارة تدرس بدقة طلب الولايات المتحدة، رغم أن استخدام الاحتياطي النفطي يتم في حالة اختلال العرض، وليس ارتفاع الأسعار.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال الرئيس الأمريكي إن إدارته لديها سبل للتعامل مع أسعار النفط المرتفعة عالميا، بعد أن رفضت منظمة "أوبك" وحلفاؤها "أوبك بلس" مناشدات أمريكية للمنتجين؛ لضخ مزيد من الخام أكثر من المقرر بالفعل.
في الأثناء، قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات النفط الخام في البلاد هبطت الأسبوع الماضي مع زيادة مصافي التكرير الإنتاج، كما تراجعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وبفعل الحديث عن السحب من الاحتياطي الاستراتيجي، انخفضت أسعار النفط العالمية، في الساعات الأخيرة، بأكثر من 3%، حيث بلغ سعر برميل برنت، أقل من 80 دولارا، وذلك للمرة الأولى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وبعد قفزة في الأسابيع الأخيرة هي الأعلى في نحو 13 عاما، انخفض سعر العقود الآجلة لنفط برنت لشهر يناير/كانون الثاني بنسبة 3.08%، ليبلغ 79.9 دولارا للبرميل، بينما انخفض سعر العقود الآجلة للنفط غرب تكساس الوسيط بنسبة 3.32%، ليبلغ سعر البرميل 77.09 دولارا.
وسجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعا ملحوظا منذ أكتوبر، ليتجاوز سعر برميل خام برنت في الـ5 من الشهر الماضي الـ83 دولارا، للمرة الأولى منذ 10 أكتوبر 2018.
ارسال التعليق