تركي الفيصل ..صحوة الضمير الكاذبة
لا يراجع آل سعود أنفسهم في أي موقف يصدر عن أحد أمراءهم أو مسؤوليهم، وإ حدث وتم تعديل الموقف أو حتى نسفه عن بكرة أبيه من خلال تقديم نقيضه على أنه الموقف الرسمي لهم، فهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال انتفاء صحة الأول، بل غالبا ما يكون عامل الوقت لم يساعدهم في إبراز الموقف وعاكسهم لناحية ردود الفعل والرأي العام.
وبالحديث عن الرأي العام، عمد محمد بن سلمان لاجتذاب الجيل الشاب منه، وذلك من بوابة الترفيه والغناء والمهرجانات وغيرها من الأمور. ومع انطلاق العدوان الصهيوني على قطاع غزة بعد العملية البطولية للمقاومة الفلسطينية في الداخل المحتل، طرحت تساؤلات عن طبيعة الموقف السعودي من العملية الفلسطينية التي أتت بالتوازي مع الإعلان عن قرب التطبيع الرسمي بين الراياض وتل أبيب.
لتصدر، لاحقا، تصريحات لمدير المخابرات السعودية الأسبق، تركي الفيصل، أدان فيها حماس على ما يحصل ف غزة.
وجاءت تصريحات تركي الفيصل، التي انتقد فيها أيضا استضافة قطر للمتحدث باسم حماس، في لقاء تلفزيوني له، على هامش ندوة في “معهد بيكر” للسياسة العامة، بمناسبة مرور نصف قرن على الحظر النفطي. وقال الفيصل، “يحق لجميع الشعوب المحتلة عسكرياً أن تقاوم الاحتلال، حتى باستخدام الوسائل العسكرية، لكني لا أؤيد الخيار العسكري في فلسطين، بل أفضل الخيار الآخر العصيان المدني، فهو الذي أسقط الإمبراطورية البريطانية في الهند والإمبراطورية السوفياتية في أوروبا الشرقية”.
وأشار إلى أن “إسرائيل تتمتع بتفوق عسكري ساحق، ونحن نرى بأعيننا، الدمار والحرمان الذي تجلبه لشعب غزة”. ودان “بشكل قاطع قيام حركة حماس باستهداف المدنيين، من أي عمر أو جنس، بحسب الاتهامات الموجهة لها”، مضيفاً أن “مثل تلك الأفعال تكذب حماس بهويتها الإسلامية، زاعما أن “الإسلام يوصي بحرمة قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والمسنين، كما يحظر تدنيس أماكن العبادة”.
كما دان حماس “لمنحها أرضية أخلاقية أعلى لحكومة إسرائيلية، منبوذة عالمياً، وحتى من قبل نصف الجمهور الإسرائيلي أيضاً، باعتبارها حكومة فاشية وخبيثة ومكروهة”. وقال: “إنني أدين حماس، لأنها أعطت تلك الحكومة الفظيعة الذريعة للقيام بتطهير غزة عرقياً من سكانها وتدميرهم بشكل كامل، كما أدينها لمواصلة تقويض السلطة الفلسطينية كما تفعل إسرائيل”، كما دان حماس أيضاً “لتخريبها محاولة السعودية التوصل إلى حل سلمي لمحنة الشعب الفلسطيني”.
وفي تناقض مع ما قاله الفيصل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وشيطنته للحركة الفلسطينية المقاومة، قال رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق بتصريحات متلفزة لقناة "الإخبارية" السعودية أن "حماس" "أيقظت العالم من خلال عملية “طوفان الأقصى” وإعادة القضية الفلسطينية لاهتمامات الدول كافة “وإذلال جيش الاحتلال الإسرائيلي ومحو صورة أنه القوة التي لا تقهر".
وأضاف أن “ما قامت به منظمة حماس من هجوم على إسرائيل والطريقة التي استطاعت أن تغزو بها الحصن الحصين الذي وضعته إسرائيل حول منطقة غزة أدى إلى تداعيات كبيرة جداً”.
لكن الفيصل وصف عملية طوفان الأقصى بالحادثة متنصلاً من أي مديح يقصده بشكل مباشر للمقاومة قائلاً إن “الحادثة التي حصلت قبل 3 شهور أيقظت العالم ليست فقط أن هناك قضية فلسطينية بل إلى أن هناك اضطهاد وهناك ظلم”.
وأردف أن ما جرى في غزة أيقظ العالم أن “هناك ضيم يمارس ضد هذا الشعب من قبل محتل يشبه الاحتلالات الاستعمارية في القرن التاسع عشر التي كانت تمارسها دول أوروبا في دول مختلفة حول العالم”.
وتسبب انقلاب تركي الفيصل على تصريحاته السابقة وإشادته بطوفان الأقصى، بجدل واسع بين النشطاء الذين تسائلوا عن سبب هذا التغير المفاجئ بموقفه.
ولفت البعض إلى أن تصريحات شخصية مثل تركي الفيصل لا تخرج هباء وأن ورائها ما ورائها.
من جهته، أكد عضو الهيئة القايدية في "لقاء" المعارضة بالجزيرة العربية عباس الصادق في حسابه على منصة "إكس" أن "صحوة الضمير الكاذبة لـ تركي الفيصل تجاه طوفان الأقصى لا وزون لها أمام تاريخه التطبيعي الأسود مع كيان الاحتلال الصهيوني. فأبسط ما يكذب تركي الفيصل ما يقوم به النظام السعودي تجاه المتضامنين مع القضية الفلسطينية، وإصدار أحكام السجن الفلكية تجاه المتضامنين مع فلسطين".
الكاتب والمدافع عن حقوق الإنسان، عادل السعيد، قال " استدارة سعودية بعد مرور قرابة ثلاثة أشهر من الهجمات اليومية والشتائم المتكررة التي استهدفت حركة حماس وخيار المقاومة من قِبَلْ جيشها الإلكتروني!"
الناشط الجزائري محمد العربي زيتوت قال "تركي الفيصل احد اجرم بني سعود وله تصريحات معادية للشعوب وللفلسطنيين وهو عراب التطبيع وقائمة من الكوارث الأخرى… وهو اذ يقول هذا فلانه أدرك يقينا ان الكيان الذي كان يقدسه قد تلقى ضربة شديدة ستفككه ولو بعد حين وهو يعترف بذلك صاغرا…".
ارسال التعليق