علماء ال سعود.. من محراب الصلاة إلى قاعات الرقص والغناء
تحول عادل الكلباني، الإمام السابق للمسجد الحرام، إلى وجه مثير للجدل في السعودية.
انتقل من إمامة الملايين إلى الترويج لإعلانات موسم الرياض، بقيادة تركي آل الشيخ. الكلباني، الذي كان يُعرف بتشدده سابقًا، بات يروج للحفلات والموسيقى، وصرّح بتشبيهات مثيرة للجدل مثل “الموسيقى كالبيبسي”.
وظهر الكلباني في إعلانات وعروض أثارت موجة من السخرية والتندر، حيث انسلخ عن ثوابته الدينية، مروجًا للانفتاح والتغيير تحت مظلة السلطة.
وكان عادل الكلباني، أحد أئمة الكعبة، الذي لفت الانتباه من خلال مشاركته في بطولة لورق اللعب أقيمت في مركز مؤتمرات بالمملكة، تولى مهمة إضفاء الشرعية على هيئة الترفيه، التي تعتبر من الأدوات التي يستخدمها بن سلمان في السياسة.
وخلال مشاركته في برنامج تلفزيوني، زعم الكلباني أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يستضيف المطربين في منزل عائشة، في محاولة لإضفاء الشرعية على مشروع الترفيه.
وكان عبدالعزيز الريس الذي أحل لابن سلمان وبقية ولاة الأمر، حتى وإن "خرجوا على الهواء مباشرة يزنيوا ويشربوا الخمر لمدة نصف ساعة يوميًا"، فعليك أن تطيعهم وتجمع الناس حولهم!
وقد ألقى عبدالرحمن السديس خطبة بعد اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي (2 أكتوبر 2018)، دافع خلالها عن ولي العهد من على منبر الحرم المكي واصفًا إياه بـ"القائد الملهم".
أما المغماسي، فأشاد عبر حساباته بمواقع التواصل والمحطات التلفزيونية، بـ"فضائل وآداب" بن سلمان؛ زاعما وجود "سر" بين ولي العهد الشاب والله، وقال إنه (بن سلمان) يقدم مساعدات سرّية للفقراء.
وجراء لذلك، تشهد المملكة تحولًا كبيرًا يتعارض مع قيم المؤسسة الرسمية والدينية، ويقسم هذا التغيير السريع فئة العلماء إلى قسمين؛ الأول معارض يتم كتم صوته بإرساله إلى أقبية السجون والمعتقلات، فيما يضع الثاني نفسه بخدمة السلطة السياسية.
لم يتردد محمد بن سلمان في استخدام العديد من العلماء بيادق في مشاريعه الخاصة، وعلى هذا النحو، تحول دور العلماء إلى منصات لشرعنة الفساد، وشرعنة الجرائم بطرق مختلفة ومخادعة للمجتمع.
وسعى ابن سلمان الذي وجه رسائل دافئة حول "الانفتاح والإسلام المعتدل" إلى الغرب وأظهر التزامه بهذا النهج من خلال خطوات اتخذها على صعيد حقوق المرأة، إلى إبعاد العلماء الذين ينتهجون الخط السلفي والوهابي.
ومع ذلك، ومن أجل إظهار شرعية سلطته، نظم ابن سلمان حملة دعم كبيرة داخل وخارج البلاد، مستخدمًا أحذيته هذه الذين يلبسون ملابس رجال الدين وعماماتهم، من أجل تلميع صورته، بعد أن جرى نشرهم في مختلف الميادين.
فكان التحالف بين الأسرة السعودية (آل سعود)، التي شكلت السلطة السياسية للبلاد، وأسرة آل الشيخ (محمد بن عبدالوهاب) التي مثلت طبقت رجال الدين والسلطة الدينية، ساهم في إضفاء الشرعية على القرارات التي تتخذها السلطة الدينية.
وقد ركب ال سعود الدين وعلمائه وجعلوا منهما الركيزة الرئيسية لتشييد ملكهم، ولتسخير هذه الأمة والتحميرها، وقد تحولت طبقة العلماء إلى بيدق وكلاب حراسة لهم، وإضافة الى لعبها دورًا حاسمًا في حروب عبدالعزيز ال سعود البربرية.
ارسال التعليق