التغيير

على بعد 10 كيلو مترات من مناطق مدينة حائل، تقع قرية نقبين، التي باتت تعاني الإهمال الجسيم، وانعدام الخدمات الأساسية، بسبب عجز الجهات الحكومية المسؤولة عنها عن التفاعل مع المواطنين، فالقرية التي تقع في منطقة الدرع العربي، تعتمد على الأمطار بشكل كامل، حيث فقد أهل القرية الأمل في أن تمتد إليهم شبكات المياه، بعد مطالبات استمرت لثلاثين عاما، لم يجدوا خلالها استجابة من الدولة، ولهذا فأهل القرية يعيشون كل تلك السنوات محرومين من خدمات المياه، فقط على مياه الآبار المتجمعة من أمطار العام.

أهالي قرية نقبين يعتبرون قريتهم التي تتمتع ببساتين واسعة، ونخيل كثيف، وأجواء مناخية معتدلة، من المناطق السياحية التي تجذب من حولهم من أهالي المناطق الأخرى، لكنهم باتوا يشتكون إهمال الجهات الحكومية المسؤولة عنهم.

أزمة المياه

وعن أشد الأزمات التي تواجههم، قال أهالي قرية نقبين، إن مشكلة جفاف الآبار قد أحدثت محنا صعبة عليهم، فلا الدولة تمدهم بشبكات المياه، ولا الآبار باتت ممتلئة بمياه الأمطار.

أحمد الهاملي، واحد من أبناء قرية نقبين، علق على أزمات القرية قائلا: لقد جفت الآبار، وماتت الأشجار، حتى النخيل الذي يتحمل العطش مات، وأصبحنا نعتمد على الصهاريج التي تزودنا بها هيئة خدمات المياه، وهي قليلة جدا بالنسبة إلى احتياجات الأهالي، وهو ما يدفعنا إلى السعي في توفير المياه على حسابنا، حيث تبلغ تكلفة تلك الخدمة من 500 ريال إلى 100 ريال شهريا، حسب احتياجات الأسر.

سالم الشمري، مواطن آخر من أبناء قرية نقبين، قال: إن المياه في منطقتنا شحيحة ونادرة، لذا أصبحنا بعد جفاف الآبار نعتمد على صهاريج الدولة، واستغرقنا عشرات السنين في المطالبة بمد شبكات المياه إلينا، لكن من دون فائدة وللأسف، ولقد تعاون الأهالي على توفير خزان للمياه في القرية منذ أكثر من خمس سنوات، على أمل الانتهاء من مشروع شبكات المياه، لكنه وللأسف توقف من دون أسباب.

مواطن آخر من أبناء القرية يدعى سامي الشمري، قال: إن قريتنا تتميز بطبيعتها الجمالية، وهي تعد من أفضل مناطق السياحة في حائل، وعلى الرغم من ذلك نعاني جميعا من شح المياه.

وأضاف: إننا نستغرب لماذا تصمت البلديات على حل مشكلتنا؟ ولماذا لا ينتهون من مد شبكات المياه إلينا برغم أننا نبعد عن حائل 10 كيلومتر، في حين توجد مناطق على بعد 100 كيلو متر تم مد الشبكات إليها؟

لقد بات أهالي القرية في ظل سوء الأحوال الاقتصادية في المملكة يعانون من انقطاع المياه، ويدفعون تكاليف عالية في الحصول عليها، على اعتبار أنها أزمة مؤقتة، لكن سوء إدارة المنطقة، يقول بأنها مشكلة طويلة الأمد، في ظل تقاعس المسؤولين، وعدم المراقبة والمحاسبة.