ردا على التسريبات السعودية: السرّ الذي لا تتوقعونه عن الألغام البحرية المُتّهم بها (صالح – الحوثي)..
فيلسوف يوناني يُلفت نظرنا لأمر يُمكن أن نسقطه على مغالطات وإشاعات البشر وخاصة ما يتعلق منها بالتحالف السعودي الذي يخوض حربا مقدسة في اليمن، حيثُ يرى ذلك الفيلسوف إن المرء لا يمكنه أن يسبح في مياه النهر مرتين لأنها تذهب وتأتي مياه غيرها.
والإخوة في السعودية يريدوننا أن نسبح في شعاراتهم وأنهارهم الخاصة بهم كل يوم مئة مرة منذُ ما يزيد عن (24) شهرا وفي نفس المياه معتقدين بأنهم يقدمون لنا جديدا .
أماالسباحة التي أرادونا القيام بها هذه المرة وتصديقها بأنها جديدة وغير مسبوقة ، فتقول : قيام الانقلابين ( صالح – الحوثي) بوضع ألغام بحرية في السواحل الغربية وهذا يُشكل خطرا كبيرا على الملاحة البحرية الدولية في المنطقة.
وقبل أن أكشف لكم حقيقة وأبعاد هذه الإشاعة ،أكرر التنويه بأن اليمنين والعالم الذي يحترم نفسه ويحترم الحقييقة ويؤمن بقيم السلام ينتظرون مبادرات وأفكارا جادة للحل تقدمها السعودية أوغيرها وتكون متوازنة وفاعلة في الحاضر وقادرة ،مستديمة في المستقبل، وليسوا منتظرين للخطابات المأثورة والمحفوظة التي لا تُفيد،بل تُذكّرهم بما يُريدون نسيانه ،في ظل سعيهم عن أي جديد من شأنه إيقاق آلة وماكينة الدفع بهذا الشعب نحو إجتياز أراض ودروب وعرة لا يعلمها ولايرى لها أحد منهتى.
قصة الألغام وبإختصار :
الإخوة في التحالف السعودي سوقوا لها بدون ملل على إعتبارأنها صفقة مربحة إن نجحت تهم العالم لأنها تُمثل خطراعلى الملاحة ، ولمن اراد أن يفهم ويدرك الأبعاد، نقول له، من واقع معلومات مؤكدة، إن تلك الألغام، تعود أولا: لدولة ما كان يُعرف قبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية بـ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وكانت مخزّنة في جبل الحديد (محافظة عدن) ومحرّزة كتالفة ومتهالكة، لا أثر لها مثلها مثل أفعى منزوعة الأنياب وغير السامة، إلا إذا كان هناك من اراد أن يلعب بها كلعبة السرك،أو يأخذ بعضها ليضعها في متحف حربي كتراث يوثق لحقبة تاريخية معينة ،وشكلها يُغني عن وصفها..
وثانيا: وبما أن إخوتنا في (العاصفة) لا يفوتون مثل هكذا فرص تأتيهم حتى وإن كانت من مخلّفات صراع اليمنيين مع البرتغالين في حملتهم الأولى على اليمن عام (1523) مـ ،فقد قاموا بأخذ مجموعة منها ورميها في سواحل ميدي وغيرها ونفس الأشخاص الذين رموها في المياه ، قاموا – أيضا – بالتقاط بعض صور السلفي إلى جوارها وأخرى وهي وحيدة لا حول لها ولا قوة، ومن ثم نشروا هذه الأخيرة للعالم مع بعض البهارات ومستلزمات مثل هكذا طقوس .
ماوراء لقائيّ وزير الخارجية بسفيريّ ( روسيا – إيران ) مؤخرا:
وبهذا الخصوص تفيد معلومات حصلنا عليها من مصادر مطلعة بإن طرف ( صالح – الحوثي ) ومن خلال وزير خارجيتهما المهندس هشام شرف،قد طلب من روسيا تحذير الرئيس الأميركي (ترمب) والضغط عليه للتوقف عن تشجيع السعودية للقيام بالتصعيد العسكري في الساحل الغربي، خاصة وأن ( واشنطن ) تُقدم دعما كبيرا معنويا ولوجستيا للمملكة ومن ذلك إرسال طائرات بدون طياروخبراء وأسلحة دقيقة وغيرها ، تمهيدا لمعركة إسقاط محافظة وميناء الحديدة خاصة والساحل الغربي عامة.
وأمام هذا الأمر أرادت صنعاء أن تدفع بالجانب الروسي للدخول في أجواء المعمعة بثقل سياسي أكبر وفاعل من خلال مجلس الأمن وكذا لغة المصالح التي تفهمها تلك القوتان .
أما اللقاء الذي جمع الوزير اليمني شرف بالقائم بالأعمال الإيراني في نفس اليوم ، فقد كان محوره – حسب معلومات تقارير استخباراتية أيضا – (الصين ) العضو الدائم في مجلس الأمن ،والذي يقيم علاقات جيدة مع الجانب الإيراني ، الذي طُلِب منه التواصل مع بكين للتدخل والضغط من خلال قنواتها ومجلس الأمن لمنع تنفيذ السعودية وأميركا تهديداتهما (معركة إسقاط الحديدة ).
وهذه الخطوة بحد ذاتها ذكية وقد تلعب دورا مهما في حال قامت بها إيران وضغطت بالفعل، على بكين على إعتبار أن الطرفين تربطهما مصالح تجارية ضخمة، ضف إلى ذلك أن معظم إنتاج إيران النفطي يذهب إلى السوق الصينية وغير ذلك من المصالح السياسية والاستراتجية.
الخلاصة: اليمن والمعتدون عليها وكل الأطراف الاقليمية والدولية والمحلية يجتازون أرضا وعرة ،مجهولة، لكن يبقى ضحيتها الأول هو الشعب اليمني الغلبان الذي يجهل العالم حجم مأساته وأن( العاصفة) ومن معها يريدونه أن يصبح ، حقا، شعبا مفككا مشلولا ،سيما مع غياب المنطق الذي يقنع السعودية وأبرز اللاعبين في العدوان والصراع بضرورة التوجه لحلول سياسية بعيدة عن شماعة مرجعيات ذبح اليمنيين ( الثلاث).
ولذلك ومن أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه لابد من تقديم تنازلات حقيقية ولابد للأنفة السعودية التي تُقيم في أبراج الغطرسة من أن تترجل قليلا ولو لمرة واحدة ، كي يتمأسس سلام حقيقي وإستقرار وحوارحقيقين أيضا.
بقلم : عبدالكريم المدي
ارسال التعليق