من الإعلام
زيارة وزيرالدفاع الأمريكي للمنطقة.. اول مداميك “حلف الناتو العربي الامريكي” الشرق الاوسطي الجديد
يقوم وزير الدفاع الأمريكي الجديد جيمس ماتيس ” الذي كان من قبل قائدا للقوات الأمريكية المركزية ” زيارته الاولى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تستمر من 18 إلى 23 أبريل الجاري ، حيث يحمل في حقيبتة العديد من القضايا الحساسة التي تشغل الدول التي زارها والى شرح الاستراتيجية الأمريكية لهذه الدول والتي ترتبط بمحاربة الارهاب وتحديدا قتال تنظيم داعش في سوريا والعراق .
وتأتي للتأكيد أن أمريكا امتلكت استراتيجيتها الخاصة في المنطقة ، لصالح كيفية تعاملها مع الملف الأمني والسياسي الشائك في كل من سوريا والعراق حيث ان هذه الزيارة تنبئ عن أن الاستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة لتدخلها في المنطقة وتبلورها بشكل واضح لا لبس فيه لإزالة أي شكوك وتصادم في الرؤى بين أمريكا وحلفائها في المنطقة والتي تشترك معهم في التحالف ، حيث يأتي هذا التطور بعد الضربة الأمريكية على قاعدة الشعيرات العسكرية في سوريا، والتي أسست لمرحلة فاصلة من السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة ، حيث يتحتم على الادارة الامريكية أن تضع بعد تلك الضربة استراتيجية واضحة تجاه سوريا للاستفادة من العمل العسكري وإنهاء الحرب وإيجاد حلول سياسية.
يبدو لي بأن المشهد الامريكي قد انحرفت بوصلته تحديدا بما يخص الملف السوري ما بين عهدي اوباما الذي انتهت ولايته وترامب سيد البيت الابيض المنتخب منذ يناير / كانون الثاني 2017 ، على أن ترامب ينتهج نهجًا عسكريًا أكثر من سابقه باراك أوباما وأنه أعطى حرية أكبر للجيش الأمريكي لاستخدام القوة في المناطق التي تعترض لها المصالح الأمريكية في العالم ، وهو ما بدا واضحًا بعد إلقاء “أم القنابل” في أفغانستان وإشادة ترامب بقدرات الجيش الأمريكي ، وللتذكير بعجالة على ما قدمت ، بأنه كان من المتوقع وخلال المعطيات والقرآت الاولية لموقف الرئيس ترامب خلال حملته الانتخابية وقبل وصولة للبيت الابيض بأنه سيقوم – أي ترامب – بتسليم الملف السوري للروس وهذه القناعة دامت لفترة من الزمن ، وأنه سيعمل مع الروس للحرب ضد تنظيم داعش وبالتالي القبول ضمنيًا ببقاء الرئيس بشار الأسد ، غير ان احداث خان شيخون الكيميائية قد قلبت الطاولة على الأسد وعلى حليفته روسيا “امريكيا”، حيث توالت التصريحات الأمريكية من قبل وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون ونيكي هيلي المندوبة الامريكية بالأمم المتحدة ووزير الدفاع ماتيس ، بأن حكم عائلة الأسد في سوريا أوشك على الانتهاء.
وعودا لموضوع زيارة وزير الدفاع الامريكي وما يحملة للمنطقة من خطط لجمع التجاذبات ما بين الدول نحو تشكيل حلف موحد يأخذ من مسار الاحداث في المنطقة اجندات عمل والذي من خلالة بأن الولايات المتحدة قد أدركت سريعًا بأن الانقلاب المفاجئ في السياسة الأمريكية تجاه سوريا ” زخات تصريحات المسؤلين الامريكين ” ، من خلال استخدام القوة دون امتلاك استراتيجية سياسية لا يخدم الأهداف الأمريكية في سوريا إذا لم يترافق ذلك مع تغييرات دراماتيكية على المدى البعيد ، وهنا يمكن الاستدلال بالقول بأن زيارة وزير الدفاع الأمريكي ماتيس تأتي لتأكيد أن الولايات المتحدة امتلكت استراتيجيتها الخاصة في المنطقة ، لصالح كيفية تعاملها مع الملف الأمني والسياسي الشائك في كل من سوريا والعراق ، وهي في اعتقادنا أولى الرسائل لروسيا الاتحادية الممسكة بزمام الاموروادارتها من قاعدة حميم على الارض السورية ، وهنا يبرز الدور الامريكي الجديد والذي اتخذ بالتنسيق مع دول السبع الكبار والتحذير المبطن لروسيا والذي حمله وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون إلى روسيا في زيارته الاخيرة اليها ، حيث أكدت هذه الدول أن على روسيا أن تقرر إما التخلي عن الأسد أو البقاء الى جانبه وبالتالي مزيد من العزلة الدولية ضدها ، ومن ثم تقوم الولايات المتحدة ومن خلال حلفائها في المنطقة وخاصة تحركاتها في الشمال بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية للسيطرة على الرقة.
وفي السياق لموضوع الزيارة فإن ماتيس سيؤكد لوزراء الدفاع للدول التي سيحل فيها ضيفًا للمرة الأولى ، أن أمريكا داعم مستمر لحلفائها في المنطقة ، بحيث يسعى لطمأنة كل دولة ضد الأخطار المحدقة بهم ، وأن عهد أوباما الذي ساد فيه الكلام فقط ولى مع تسلم ترامب للسلطة ، حيث يسعى ترامب لرأب الصدع الذي خلفه أوباما من بعده في السماح لإيران بالتوغل في كل من سوريا والعراق ومحاولة امتلاك أسلحة متطورة ، والامتناع عن قرار التدخل في سوريا والعراق وترك الساحة لروسيا لتقرر مستقبل الصراع والمنطقة كما يحلو لها وامتداد داعش كما حصل ، وهنا سيقوم الوزير الزائر للمنطقة بالتأكيد على أن ترامب ينتهج نهجًا عسكريًا أكثر من سابقه باراك ، وهو ما بدا واضحًا بعد إلقاء “أم القنابل” في أفغانستان وإشادة ترامب بقدرات الجيش الأمريكي ، وقبلها ضرب القاعدة العسكرية في سوريا ، وتحريك البوارج الحربية في شبه الجزيرة الكورية كتهديد لكوريا الشمالية ، وفي هذا السياق مما يؤكدة هذا التوجه للادارة الامريكية بالزيادة التاريخية على موازنة نفقات وزارة الدفاع بنسبة 10% بقيمة 54 مليار دولار مقابل خفض في القيمة ذاتها لمجمل النفقات غير العسكرية ، علمًا أن هذه الميزانية ليست مفصلة إنما عبارة عن خطوط عريضة يريدها البيت الأبيض مع التطور العام للنفقات في كل وزارة.
قد تختلف اجندات وزير الدفاع الامريكي للدول التي ستهبط بها طائرته ، وهنا مثلا التأكيد للسعوديين على نية أمريكا التوسع في دعمها للتحالف العربي الذي تقوده السعودية لقتال الحوثيين في اليمن والمدعومين من طهران وعلى ضوء ذلك من المتوقع أن تطلب السعودية من ماتيس الحصول على دعم أمريكي أكبر في معركتها هذه ، بحيث يشمل دعم استخباراتي وعسكري يتضمن تزويد الجيش السعودي بأسلحة موجهة بدقة لاستخدامها في حربها باليمن ، وللتدليل على المتابعة الامريكية لاحداث اليمن فإنه قد تم توجيه للبنك الدولي بإعداد خطة لإعادة إعمار اليمن والتي سيتم الشروع بها بمجرد انتهاء الحرب هناك ، في إشارة لمساعي واشنطن لإيجاد حلول في اليمن ، وتتضمن خطة البنك الدولي دراسات معمقة تتعلق بالطاقة والمياه والتمويل والتجارة والفقر ليتم الاستفادة منها في مرحلة إعادة الإعمار.
أما بالنسبة للقاهرة ، فمن المعلوم استراتيجيا بالنسبة للادارة الامريكية بإنها تضع أهمية كبيرة لمصر ودورها المحوري في الشرق الاوسط ، كما ويضاف الى ذلك التعاون العسكري القائم بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية وحرص الولايات المتحدة على تفعيل العلاقات ودفعها نحو آفاق أوسع بين البلدين. وعلى صعيد النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ترى الادارة الامريكية بأن مصر شريكًا أمنيًا حاسمًا في المنطقة وتعد المطبخ الأمريكي للتقريب بين إسرائيل والفلسطينيين ، ومحاولة التوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين ، ومما تجدر الاشارة الى ذكرة فإن الرئيس ترامب قدم الدعم للرئيس السيسي اثناء زيارته مؤخرا لواشنطن وعلى عكس أوباما الذي كان قد همش القيادة المصرية بسبب الموقف من المعارضة السياسية والانتهاكات ضدهم ، وفي هذا الشأن من المؤكد بأن الحكومة المصرية قد طلبت من الوزير الضيف المزيد من الدعم الأمريكي لقتال المتشددين في شبه جزيرة سيناء.
أما ما ينظر اليه الاسرائيليون من من هذه الزيارة المهمة والتاريخية للكيان الصهيوني ، فقد وصفته القناة الثانية الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني بأنه حليف إسرائيل ، وهو ما يلخص أجندة وأهداف هذه الزيارة والتي تندرج في إطار إقناع الولايات المتحدة للقادة العرب بأنه حتى يتم التوصل للسلام في منطقة الشرق الأوسط يجب نقل السكان العرب من إسرائيل إلى الدول العربية وهو ما يعني تجذير مبدأ يهودية الدولة في فلسطين والاستمرار في بناء المستوطنات ، وهو الامر الذي تفكر به دوما حكومات الكيات الاسرائيلي وخاصة حكومة ” بنيامين نتانياهو ” اليمينية المتطرفة ، كما يضاف الى مجمل الطلبات لدولة الكيان هو الالتزام الامريكي دوما بأمن إسرائيل والحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي أمام الجيوش العربية
وخلاصة القول بأنه من الثابت بأن ترامب وجيم ماتيس ومن خلفهما الإدارة الأمريكية يرغبون في رسم إستراتيجية أمريكية جديدة قائمة على التحالفات القوية حول العالم ، من أهمها أو على رأسها التحالف العربي السُني الصهيوني ضد إيران ، وهو التحالف الذي يضم الدول الرئيسة في منطقة الشرق الأوسط ، إضافة إلى مناقشة الملف السوري بجميع أبعاده.
وبعيدًا عن الحرب والتوجهات العسكرية ، فمن المنتظر أن يجيب ماتيس على تساؤلات مهمة في استراتيجية ترامب في فترة ما بعد انتهاء الصراع ، فيما إذا ستساهم أمريكا في مساعدة الحكومات على إعادة الإعمار وتنمية اقتصاداتها من خلال أذرعها ، صندوق النقد والبنك الدوليين، أم لا؟ وهو أمر مهم جدًا لدى تلك الدول حيث لا تريد أن تكون المنطقة المحررة بيئة فقيرة لتصبح بعد فترة خصبة لنمو التنظيمات “المتطرفة”.
واخيرا وليس اخرا فإن ادارة ترامب ماضية في اعادة تموضعها في منطقة الشرق الاوسط من خلال سعيها إلى توثيق العلاقات مع أهم شركاء امريكا في المنطقة ، في إطار مكافحة الإرهاب وايضا من خلال مسارت متكاملة وضعتها ادارة ترامب لترضي جميع الأطراف وبالأخص إسرائيل من خلال : القضاء على تنظيم داعش ، وانهاء حكم عائلة الاسد في سوريا وحجر الرحى والاهم هو قطع يد طهران في المنطقة ومحاولة إزالة نفوذها في سوريا والعراق ، وفي نهاية الامر فإن تحالفا عربيا امريكيا شرق اوسطي جديد قد اصبح في طور التشكل مما يمهد لتدشين ” حلف الناتو العربي الامريكي ” الشرق الاوسطي الجديد وعلى غرار حلف شمال الأطلسى “الناتو” ، وما يتصل الى ذلك من اتفاقيات الدفاع المشترك ما بين الدول الاعضاء في هذا الحلف ، قادم الايام كفيل بكشف المستور … والله اعلم!!
بقلم : احمد عبد الباسط الرجوب
وتأتي للتأكيد أن أمريكا امتلكت استراتيجيتها الخاصة في المنطقة ، لصالح كيفية تعاملها مع الملف الأمني والسياسي الشائك في كل من سوريا والعراق حيث ان هذه الزيارة تنبئ عن أن الاستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة لتدخلها في المنطقة وتبلورها بشكل واضح لا لبس فيه لإزالة أي شكوك وتصادم في الرؤى بين أمريكا وحلفائها في المنطقة والتي تشترك معهم في التحالف ، حيث يأتي هذا التطور بعد الضربة الأمريكية على قاعدة الشعيرات العسكرية في سوريا، والتي أسست لمرحلة فاصلة من السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة ، حيث يتحتم على الادارة الامريكية أن تضع بعد تلك الضربة استراتيجية واضحة تجاه سوريا للاستفادة من العمل العسكري وإنهاء الحرب وإيجاد حلول سياسية.
يبدو لي بأن المشهد الامريكي قد انحرفت بوصلته تحديدا بما يخص الملف السوري ما بين عهدي اوباما الذي انتهت ولايته وترامب سيد البيت الابيض المنتخب منذ يناير / كانون الثاني 2017 ، على أن ترامب ينتهج نهجًا عسكريًا أكثر من سابقه باراك أوباما وأنه أعطى حرية أكبر للجيش الأمريكي لاستخدام القوة في المناطق التي تعترض لها المصالح الأمريكية في العالم ، وهو ما بدا واضحًا بعد إلقاء “أم القنابل” في أفغانستان وإشادة ترامب بقدرات الجيش الأمريكي ، وللتذكير بعجالة على ما قدمت ، بأنه كان من المتوقع وخلال المعطيات والقرآت الاولية لموقف الرئيس ترامب خلال حملته الانتخابية وقبل وصولة للبيت الابيض بأنه سيقوم – أي ترامب – بتسليم الملف السوري للروس وهذه القناعة دامت لفترة من الزمن ، وأنه سيعمل مع الروس للحرب ضد تنظيم داعش وبالتالي القبول ضمنيًا ببقاء الرئيس بشار الأسد ، غير ان احداث خان شيخون الكيميائية قد قلبت الطاولة على الأسد وعلى حليفته روسيا “امريكيا”، حيث توالت التصريحات الأمريكية من قبل وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون ونيكي هيلي المندوبة الامريكية بالأمم المتحدة ووزير الدفاع ماتيس ، بأن حكم عائلة الأسد في سوريا أوشك على الانتهاء.
وعودا لموضوع زيارة وزير الدفاع الامريكي وما يحملة للمنطقة من خطط لجمع التجاذبات ما بين الدول نحو تشكيل حلف موحد يأخذ من مسار الاحداث في المنطقة اجندات عمل والذي من خلالة بأن الولايات المتحدة قد أدركت سريعًا بأن الانقلاب المفاجئ في السياسة الأمريكية تجاه سوريا ” زخات تصريحات المسؤلين الامريكين ” ، من خلال استخدام القوة دون امتلاك استراتيجية سياسية لا يخدم الأهداف الأمريكية في سوريا إذا لم يترافق ذلك مع تغييرات دراماتيكية على المدى البعيد ، وهنا يمكن الاستدلال بالقول بأن زيارة وزير الدفاع الأمريكي ماتيس تأتي لتأكيد أن الولايات المتحدة امتلكت استراتيجيتها الخاصة في المنطقة ، لصالح كيفية تعاملها مع الملف الأمني والسياسي الشائك في كل من سوريا والعراق ، وهي في اعتقادنا أولى الرسائل لروسيا الاتحادية الممسكة بزمام الاموروادارتها من قاعدة حميم على الارض السورية ، وهنا يبرز الدور الامريكي الجديد والذي اتخذ بالتنسيق مع دول السبع الكبار والتحذير المبطن لروسيا والذي حمله وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون إلى روسيا في زيارته الاخيرة اليها ، حيث أكدت هذه الدول أن على روسيا أن تقرر إما التخلي عن الأسد أو البقاء الى جانبه وبالتالي مزيد من العزلة الدولية ضدها ، ومن ثم تقوم الولايات المتحدة ومن خلال حلفائها في المنطقة وخاصة تحركاتها في الشمال بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية للسيطرة على الرقة.
وفي السياق لموضوع الزيارة فإن ماتيس سيؤكد لوزراء الدفاع للدول التي سيحل فيها ضيفًا للمرة الأولى ، أن أمريكا داعم مستمر لحلفائها في المنطقة ، بحيث يسعى لطمأنة كل دولة ضد الأخطار المحدقة بهم ، وأن عهد أوباما الذي ساد فيه الكلام فقط ولى مع تسلم ترامب للسلطة ، حيث يسعى ترامب لرأب الصدع الذي خلفه أوباما من بعده في السماح لإيران بالتوغل في كل من سوريا والعراق ومحاولة امتلاك أسلحة متطورة ، والامتناع عن قرار التدخل في سوريا والعراق وترك الساحة لروسيا لتقرر مستقبل الصراع والمنطقة كما يحلو لها وامتداد داعش كما حصل ، وهنا سيقوم الوزير الزائر للمنطقة بالتأكيد على أن ترامب ينتهج نهجًا عسكريًا أكثر من سابقه باراك ، وهو ما بدا واضحًا بعد إلقاء “أم القنابل” في أفغانستان وإشادة ترامب بقدرات الجيش الأمريكي ، وقبلها ضرب القاعدة العسكرية في سوريا ، وتحريك البوارج الحربية في شبه الجزيرة الكورية كتهديد لكوريا الشمالية ، وفي هذا السياق مما يؤكدة هذا التوجه للادارة الامريكية بالزيادة التاريخية على موازنة نفقات وزارة الدفاع بنسبة 10% بقيمة 54 مليار دولار مقابل خفض في القيمة ذاتها لمجمل النفقات غير العسكرية ، علمًا أن هذه الميزانية ليست مفصلة إنما عبارة عن خطوط عريضة يريدها البيت الأبيض مع التطور العام للنفقات في كل وزارة.
قد تختلف اجندات وزير الدفاع الامريكي للدول التي ستهبط بها طائرته ، وهنا مثلا التأكيد للسعوديين على نية أمريكا التوسع في دعمها للتحالف العربي الذي تقوده السعودية لقتال الحوثيين في اليمن والمدعومين من طهران وعلى ضوء ذلك من المتوقع أن تطلب السعودية من ماتيس الحصول على دعم أمريكي أكبر في معركتها هذه ، بحيث يشمل دعم استخباراتي وعسكري يتضمن تزويد الجيش السعودي بأسلحة موجهة بدقة لاستخدامها في حربها باليمن ، وللتدليل على المتابعة الامريكية لاحداث اليمن فإنه قد تم توجيه للبنك الدولي بإعداد خطة لإعادة إعمار اليمن والتي سيتم الشروع بها بمجرد انتهاء الحرب هناك ، في إشارة لمساعي واشنطن لإيجاد حلول في اليمن ، وتتضمن خطة البنك الدولي دراسات معمقة تتعلق بالطاقة والمياه والتمويل والتجارة والفقر ليتم الاستفادة منها في مرحلة إعادة الإعمار.
أما بالنسبة للقاهرة ، فمن المعلوم استراتيجيا بالنسبة للادارة الامريكية بإنها تضع أهمية كبيرة لمصر ودورها المحوري في الشرق الاوسط ، كما ويضاف الى ذلك التعاون العسكري القائم بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية وحرص الولايات المتحدة على تفعيل العلاقات ودفعها نحو آفاق أوسع بين البلدين. وعلى صعيد النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ترى الادارة الامريكية بأن مصر شريكًا أمنيًا حاسمًا في المنطقة وتعد المطبخ الأمريكي للتقريب بين إسرائيل والفلسطينيين ، ومحاولة التوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين ، ومما تجدر الاشارة الى ذكرة فإن الرئيس ترامب قدم الدعم للرئيس السيسي اثناء زيارته مؤخرا لواشنطن وعلى عكس أوباما الذي كان قد همش القيادة المصرية بسبب الموقف من المعارضة السياسية والانتهاكات ضدهم ، وفي هذا الشأن من المؤكد بأن الحكومة المصرية قد طلبت من الوزير الضيف المزيد من الدعم الأمريكي لقتال المتشددين في شبه جزيرة سيناء.
أما ما ينظر اليه الاسرائيليون من من هذه الزيارة المهمة والتاريخية للكيان الصهيوني ، فقد وصفته القناة الثانية الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني بأنه حليف إسرائيل ، وهو ما يلخص أجندة وأهداف هذه الزيارة والتي تندرج في إطار إقناع الولايات المتحدة للقادة العرب بأنه حتى يتم التوصل للسلام في منطقة الشرق الأوسط يجب نقل السكان العرب من إسرائيل إلى الدول العربية وهو ما يعني تجذير مبدأ يهودية الدولة في فلسطين والاستمرار في بناء المستوطنات ، وهو الامر الذي تفكر به دوما حكومات الكيات الاسرائيلي وخاصة حكومة ” بنيامين نتانياهو ” اليمينية المتطرفة ، كما يضاف الى مجمل الطلبات لدولة الكيان هو الالتزام الامريكي دوما بأمن إسرائيل والحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي أمام الجيوش العربية
وخلاصة القول بأنه من الثابت بأن ترامب وجيم ماتيس ومن خلفهما الإدارة الأمريكية يرغبون في رسم إستراتيجية أمريكية جديدة قائمة على التحالفات القوية حول العالم ، من أهمها أو على رأسها التحالف العربي السُني الصهيوني ضد إيران ، وهو التحالف الذي يضم الدول الرئيسة في منطقة الشرق الأوسط ، إضافة إلى مناقشة الملف السوري بجميع أبعاده.
وبعيدًا عن الحرب والتوجهات العسكرية ، فمن المنتظر أن يجيب ماتيس على تساؤلات مهمة في استراتيجية ترامب في فترة ما بعد انتهاء الصراع ، فيما إذا ستساهم أمريكا في مساعدة الحكومات على إعادة الإعمار وتنمية اقتصاداتها من خلال أذرعها ، صندوق النقد والبنك الدوليين، أم لا؟ وهو أمر مهم جدًا لدى تلك الدول حيث لا تريد أن تكون المنطقة المحررة بيئة فقيرة لتصبح بعد فترة خصبة لنمو التنظيمات “المتطرفة”.
واخيرا وليس اخرا فإن ادارة ترامب ماضية في اعادة تموضعها في منطقة الشرق الاوسط من خلال سعيها إلى توثيق العلاقات مع أهم شركاء امريكا في المنطقة ، في إطار مكافحة الإرهاب وايضا من خلال مسارت متكاملة وضعتها ادارة ترامب لترضي جميع الأطراف وبالأخص إسرائيل من خلال : القضاء على تنظيم داعش ، وانهاء حكم عائلة الاسد في سوريا وحجر الرحى والاهم هو قطع يد طهران في المنطقة ومحاولة إزالة نفوذها في سوريا والعراق ، وفي نهاية الامر فإن تحالفا عربيا امريكيا شرق اوسطي جديد قد اصبح في طور التشكل مما يمهد لتدشين ” حلف الناتو العربي الامريكي ” الشرق الاوسطي الجديد وعلى غرار حلف شمال الأطلسى “الناتو” ، وما يتصل الى ذلك من اتفاقيات الدفاع المشترك ما بين الدول الاعضاء في هذا الحلف ، قادم الايام كفيل بكشف المستور … والله اعلم!!
بقلم : احمد عبد الباسط الرجوب
ارسال التعليق