سكاي نيوز : محمد بن سلمان طموح لكنه متسرع وسياساته قادت لانقسامات بالمنطقة
وصفت شبكة "سكاي نيوز" ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، بالأمير الطموح، وريث العرش والقوة في المملكة، لكنها عرجت خلال التقرير إلى الانتقادات التي توجه له ومن بينها أنه قليل الصبر أو متسرع، ما أدى إلى إدخال بلاده في مشكلات مستعصية.
وأشارت الشبكة في الوقت ذاته إلى أن سياسات محمد بن سلمان أدت إلى حدوث انقسامات في المنطقة، في إشارة إلى الأزمة الخليجية ومقاطعة المملكة السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لدولة قطر.
واعتبر التقرير أن محمد بن سلمان يعد واحدا من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في الشرق الأوسط.
وأضاف التقرير أن محمد بن سلمان وعد "ببرنامج الإصلاح الأكثر طموحا في تاريخ بلاده، ولكنه أيضا مهندس سياسة خارجية مثيرة للانقسام في جميع أنحاء المنطقة".
ويعتقد أنصار محمد بن سلمان، وفق التقرير، أنه ينقل مملكته من العصور المظلمة إلى حداثة القرن الحادي والعشرين، حيث منح المرأة السعودية حق قيادة السيارة لأول مرة، كما يمكنها الذهاب إلى مباريات كرة القدم للمرة الأولى، كما ألقى القبض على الكثير من الدعاة الذين يعتبرهم هو وأنصاره "متشددين"، رغم الانتقادات الكبيرة للخطوة، التي يعتبرها أنصاره أيضا محاولة للعودة إلى الإسلام المعتدل في المملكة.
وأوضح التقرير أن خطوة محمد بن سلمان باعتقال الدعاة، وحديثه عن نقل المملكة من التشدد إلى الإسلام المعتدل، هي اعتراف بتورط السعودية في ممارسة ونشر معتقدات المحافظين في جميع أنحاء العالم.
وأشار التقرير إلى "رؤية 2030"، للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى حالة القمع السياسي التي يقودها محمد بن سلمان ضد معارضيه حتى من داخل الأسرة الحاكمة، وهو ما تجلى في اعتقاله عددا من الأمراء مؤخرا بحجة محاربة الفساد، كما تعرض صحفيون وناشطون أيضا للاعتقال خلال الفترة الماضية.
وتطرق التقرير إلى ما وصفه بـ"السياسة الخارجية العدوانية" لولي العهد السعودي، تجاه إيران، حيث سعت المملكة لمواجهة طهران منافستها الإقليمية بشكل مباشر أكثر من أي وقت مضى.
كما قادت المملكة السعودية تحالفا عسكريا للحرب على اليمن منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، وقد اتهمت السعوديون بالمساهمة في سقوط الآلاف من القتلى المدنيين سواء بالضربات الجوية أو بخنق جهود المعونة بفعل الحصار الجوي والبحري المتقطع.
ولفت التقرير إلى سياسة محمد بن سلمان تجاه مقاطعة قطر والأزمة الخليجية، وكذلك تجاه استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، قبل أن يتراجع عن قراره بعد الغضب في بيروت، وقال إنه في نهاية الأمر قادت سياسة ولي العهد السعودي بلاده إلى أخطاء مستعصية يصعب حلها، ولكن خططه للتغيير داخل المملكة قد رحب بها الكثيرون في الغرب على أمل أن يكون لها تأثير مفيد في العالم الإسلامي.
وفي وقت سابق، رأت صحيفة "صنداي إندبندنت" البريطانية أن "رؤية ولي العهد السعودي الشاب لا تشمل أي شيء عن القيم الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان، والمطالبة بأمور كهذه بمثابة إعلان للحرب".
لافتة إلى أن "المجتمع السعودي مترقب لنتائج التغيرات الاجتماعية المتخذة ببطء، خاصة أنها تتعارض كليا مع الطبيعة الثقافية للمجتمع، القائم على نظام الوصاية والقبلية والتفسيرات المتشددة للإسلام".
واعتبرت الصحيفة أن ما يأمله محمد بن سلمان سينقلب ضده في النهاية؛ خاصة أنه لا يمتلك رؤية واضحة لكيفية تطبيق ما أعلن عنه في رؤيته 2030.
ارسال التعليق