الاخبار
سياسي مصري:العلاقات مع الرياض على مفترق طرق
معتز سلامة رئيس وحدة دراسات الخليج العربي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية يتحدّث لـ«السفير» عن تدهور العلاقات المصرية ـ السعودية وأسبابها وسيناريوهات المستقبل.
كيف تصف العلاقات المصرية ـ السعودية في هذه المرحلة؟
ـ العلاقات المصرية ـ السعودية تمرّ الآن بلحظة حرجة وبالغة الصعوبة، ويُمكن القول إنها بالفعل على مفترق طرق، بمعنى إما أن تهدأ الأمور على الجانبين ويتوقّف التراشق والتلاسن والمناكفات، أو الانتقال إلى مرحلة جديدة من التدهور بحيث تُصبح المشاهد الحالية هي الأساس بين البلدين وتصل العلاقات لدرجة الخصومة.
وما السبب في وصول العلاقات لهذه الدرجة من التدهور بعد مرحلة الوئام السابقة؟
ـ الحقيقة أن العلاقات بين البلدين لم تصل في أي مرحلة لدرجة التحالف. على الرغم من التأكيد الدائم الطابع الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين، وأهمية تحالفهما للمنطقة، والطابع الأخوي للعلاقات بين البلدين الشقيقين، لكن لم تكن هناك أي ملامح واضحة لهذه التصريحات السياسية.
العلاقات بين البلدين اعتمدت دائماً على أشخاص القادة في البلدين لا على المؤسسات. والحقيقة أنه لا يُمكن التعويل على العبارات الإنشائية، ولا على الأشخاص في بناء علاقات استراتيجية، خاصّة في غياب الحوار الجادّ المُمتدّ. وأعتقد أن النخب السياسية والفكرية في البلدين مُقصّرة في هذا المجال. فمثلاً الخلاف بين البلدين في ما يتعلّق بسيناريوهات الحلّ في اليمن وسوريا، كان يمكن معالجته ببساطة. كان يجب أن يكون هناك تقرير من كل بلد بشأن أزمتي اليمن وسوريا ورؤية كل بلد للحل، وكان يُمكن الحوار بشأنهما، ومحاولة الوصول لنقطة توازن بين البلدين في الخلافات، أما الاعتماد على التصريحات الديبلوماسية والعبارات الإنشائية فهو أمر مأساوي.
ما تكلفة الخلافات بين البلدين على كل منهما؟
ـ التكاليف ستكون كبيرة سواء على مصر أو السعودية. فمن ناحية سيفقد كلا البلدين العائد من التعاون بينهما، ومن ناحية أخرى سيستنزف كلا البلدين في المهاترات والصراعات. وستحدث جفوة بين المجتمعين. وقد يزداد الوضع سوءاً لدرجة تأييد جماعات معارضة في كلا البلدين كشكل من أشكال المُناكفة السياسية. وتجدر الإشارة هنا، أنه سيكون من السيئ أن يرهن أي طرف مستقبل العلاقات بين البلدين على حدوث تغيير في الطرف الآخر، سواء تغيير أشخاص أو تغيير جذري. لأن ذلك سيعني ببساطة استمرار التدهور حتى يحدث التغيير.
الملف السوري هو العقدة الأساسية بين البلدين، ولكن ما حجم دور البلدين في الأزمة السورية؟
الحقيقة أن الحالة تدعو للسخرية بحقّ. فلا مصر ولا السعودية قادرة على حسم الملف السوري. فمستقبل سوريا يُحدّد دولياً وإقليمياً، وتركيا وروسيا وإيران دورها مؤثر أكثر من مصر والسعودية، ومع ذلك لا نجد نفس درجة التدهور في العلاقات التركية - الروسية مثلاً.
العلاقات المصرية ـ السعودية تأسست في عام 2013 على أهمية كلا البلدين للآخر، فما الذي تغيّر الآن؟
ـ الأوضاع في عام 2016 تغيّرت تماماً. فمن ناحية السعودية، هواجسها الأمنية اليوم تختلف عن هواجسها في العامين 2011 و2013. فقد استثمرت السعودية في تحالفات جديدة مثل بريطانيا وفرنسا وتركيا. كما أنها اطمأنت إلى أن الدولة المصرية قادرة على السيطرة والوضع بعيد من احتمالات الانهيار التي كانت تخشاها. ومصر كذلك لم تعد في نفس النقطة في عام 2013 وأصبح لديها أولوياتها، التي قد تختلف مع أولويات السعودية. لذا، فالخيارات اليوم قد تختلف عن خيارات السنوات السابقة.
كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية ـ السعودية في ظلّ هذا التدهور؟
ـ المشهد الأسوأ في العلاقات المصرية ـ السعودية لم نره بعد. وإذا استمر التدهور في العلاقات بالمعدل نفسه، ولم تنجح جهود إقامة حوار بين البلدين، فسنصل لمشهد أسوأ كثيراً من مشهد المناكفة والمُكايدة السياسية، وقد نصل لمرحلة خصومة، وأخشى أن نصل لمرحلة هدم الأصول بين البلدين.
ارسال التعليق