صحيفة عبرية: هكذا يمكن تحقيق التعاون الإسرائيلي السعودي
التغيير
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" مقالا مشتركا لثلاثة خبراء، هم ساندر غيربر وآري هيستين ويوئيل غوزانسكي، يناقشون فيه طرق التقدم في العلاقات بين آل سعود وإسرائيل.
ويقول الخبراء في مقالهم، إن البلدين يواجهان التهديدات والمعضلات الاستراتيجية ذاتها، مشيرين إلى أن آل سعود وإسرائيل شريكان غير متوقعين دون وجود مصالح مشتركة بينهما.
ويبين الكتّاب أنه "من ناحية فإنه لا توجد علاقات دبلوماسية أو اعتراف، بالإضافة إلى أن هناك تناقضا بين إسرائيل التي تعد ديمقراطية تفتقر للمصادر وتعتمد على الرأسمال البشري لبناء قوتها الاقتصادية والتكنولوجية، مقارنة مع سلطات آل سعود التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، وتواجه زيادة مطردة في عدد السكان تؤثر على الاقتصاد، إلا أن الأمن القومي متداخل بينهما".
ويدعي الكُتّاب بأنه "من الأسرار التي يتم الحديث عنها هو التعاون السري بين إسرائيل والسعودية لمواجهة العدو المشترك، وهي إيران، ولا تنبع العداوة من الخلافات الحدودية أو المصالح الجيوسياسية، بل لأن إيران دعت لتدمير البلدين، واتخذت خطوات لتنفذ تهديداتها" حسب زعمهم.
ويقول الكتّاب إن "تهديد إسرائيل والسعودية ليس أمرا عرضيا، بل هو جزء من مشروع إيران الرامي لتفكيك البناء الأمني الأمريكي، وإضعاف التأثير الأمريكي في الشرق الأوسط.
ويرى الخبراء أنه "يمكن لكل من إسرائيل والسعودية التعاون وتبادل الخبرات في مواجهة أعدائهما، وتطوير استراتيجية مواجهة حروب إيران غير التقليدية والجماعات من غير الدول التي تدعمها.
وينوه الكتّاب إلى أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الإسرائيلي عرض في عام 2017 أنه يمكن للسعودية وإسرائيل تبادل المعلومات حول الأسلحة المصنعة في إيران، وكذلك التشارك في البيانات حول القدرات العسكرية الإيرانية، بما في ذلك التعاون للحد من القدرات الصاروخية المتوسطة وطويلة المدى، وفهم ما تقدمه إيران من قدرات عسكرية للجماعات الموالية لها، وماذا تعلمت إسرائيل والسعودية من خبرات في مواجهة هذه الجماعات.
ويقول الخبراء إنه "في مجال تبادل الخبرات الأمنية والعقيدة العسكرية يجب على البلدين تطوير حلول تكنولوجية عملياتية مشتركة برعاية أمريكية، وكذلك بناء دفاعات صاروخية فعالة بهدف إحباط الدقة الصاروخية الإيرانية".
ويرى الكتّاب أن "هجمات بقيق في أيلول/ سبتمبر كانت بمثابة صرخة تحذير لكل من السعودية وإسرائيل، ولأن المملكة تعتمد على تحلية 50% من مياه الشرب فإن ضربة لمحطات التحلية ستكون كارثية، وربما فكرت السعودية لاحقا في شراء نظام القبة الحديدية".
ويقول الباحثون إن "على إسرائيل التزام الحذر في نهجها للاندماج في المنطقة التي دخلت معها حروبا وحاولت عزلها، فيما يعاني السعوديون من مشكلة صورة في الولايات المتحدة، السياسة والرأي العام حتى لو عاد القطاع الخاص للتعامل معها وكأن شيئا لم يحدث بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي".
ويختم الكتّاب مقاله بالقول إنه "لا يمكن لإسرائيل، التي تواجه مشكلات مع دوائر غربية، تحمل مشكلة علاقات لدول أخرى، لكن نجاح التعاون بين البلدين سيساعد على إسكات الأصوات الناقدة للمملكة، وعلى إسرائيل الترحيب بالتعاون الذي قد يفتح المجال نحو تعاون استراتيجي وأمني وتكنولوجي أعمق ولمواجهة إيران، ويساعد في الوقت ذاته على تخفيف المشكلات التي جرتها على نفسها من خلال القرارات المتهورة".
ارسال التعليق