طائرة سعودية في تل أبيب.. ومواقع مراقبة الطيران تكشف عملية التمويه
مع تزايد وتيرة الأنباء التي تتحدث عن مساعي محمد بن سلمان للتطبيع مع إسرائيل، كشف الصحفي الإسرائيلي والمراسل العسكري لـ”القناة11″ العبرية، إيتاي بلومنتال، عن هبوط طائرة سعودية في تل أبيب.
ونشر الصحفي “بلومنتال” عبر حسابه على موقع التدوين المصغر “تويتر” صورا رصدتها “وطن” من موقع “فلايت رادار24” المتخصص في مراقبة الطيران، توضح مسار رحلة الطائرة.
ووفقا لمسار الطائرة، فقد أقلعت من مدينة جدة السعودية وهبطت العاصمة الأردنية عمان، ثم بعد فترة وجيزة أقلعت صوب دولة الاحتلال وهبطت في مطار “بن غوريون” بتل أبيب.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن وصول رحلة جوية مباشرة من الرياض إلى تل أبيب.
وقالت صحفية “جيروزاليم بوست” إن “الرحلة الجوية المباشرة من الرياض والتي ستهبط في مطار بن غوريون بتل أبيب، تابعة لشركة “رويال جيت” الإماراتية،
وجاء وصول الطائرة آنذاك بالتزامن مع انطلاقة أعمال قمة “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” التي تستضيفها الرياض بحضور عربي ودولي.
ولاحقا، ذكرت تقارير إسرائيلية، أن طائرة إسرائيلية خاصة حطّت في مطار بالسعودية، كما أظهرت بيانات مواقع لتتبع حركات الطيران بالعالم بقاء الطائرة بالمملكة لساعات قبل مغادرتها.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية “كان” إن هذه أول طائرة تابعة لتل أبيب تحط في أراضي المملكة، فيما قالت صحيفة “جيروزاليم بوست”، إن هبوط الطائرة في السعودية جاء بعد يوم واحد من هبوط أول رحلة جوية أقلعت من المملكة وحطت في مطار بن غوريون، وكانت تابعة لشركة “رويال جيت” الإماراتية.
اعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة بمثابة “تقدم في العلاقات بين إسرائيل والسعودية”، إذ أنه لا توجد علاقات دبلوماسية بين الرياض وتل أبيب.ولم تذكر التقارير الإسرائيلية المزيد من التفاصيل حول الطائرة الإسرائيلية التي حطت بالمملكة، لكن مواقع من “المصادر المفتوحة” حول حركة الطيران بالعالم كشفت عن تفاصيل أكثر، والتي أوضحت حينها أن الطائرة الإسرائيلية مُسجلة باسم “M-ABGG”، وهي من طراز: Bombardier CL-600-2B16 Challenger 604، وتحمل الرقم التسلسلي 5450.
هذه الطائرة هي نفسها التي عبرت في فبراير/شباط 2020 الأجواء السودانية، وأقلعت حينها من مطار كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو، وعادت إلى تل أبيب مرورواً بأجواء السودان، ولم تكن الطائرة برقم تصريح إسرائيلي، لكن قاعدتها المسجلة كانت مطار بن غوريون.
يشار إلى أن محمد بن سلمان، أعلنت في مارس/آذار الماضي أن حكومة المملكة لا تنظر إلى إسرائيل باعتبارها عدوا وإنما تعدها “حليفا محتملا“.
وقال بن سلمان، في مقابلة مطولة مع صحية “أتلانتيك” الأمريكية ردا على سؤال حول إمكانية أن تحذو المملكة حذو بعض الدول العربية الأخرى في منطقة الخليج وتقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل: “الاتفاق بين دول مجلس التعاون الخليجي هو ألا تقوم أي دولة بأي تصرف سياسي، أمني، اقتصادي من شأنه أن يلحق الضرر بدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وجميع دول المجلس ملتزمة بذلك، وما عدا ذلك، فإن كل دولة لها الحرية الكاملة في القيام بأي شيء ترغب القيام به حسب ما ترى”.
وأضاف بن سلمان: “إنهم يملكون الحق كاملا في القيام بأي شيء يرونه مناسبا للإمارات العربية المتحدة، أما بالنسبة لنا، فإننا نأمل أن تحل المشكلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وتابع: “إننا لا ننظر إلى إسرائيل كعدو، بل ننظر إليهم كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معا، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك”.وشهدت العلاقات بين إسرائيل والسعودية في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عدة مؤشرات لحدوث تقارب معين بين الطرفين وسط تصاعد التوتر في المنطقة مع إيران، بينما أفادت وسائل إعلام بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه، بنيامين نتنياهو، التقى محمد بن سلمان في مدينة نيوم بشكل سري.
ارسال التعليق