عبد الباري عطوان: ما هي “الطبخة” التي يجري إعدادها على نار ساخنة؟!
كما انه، أي ترامب، لم يظهر أي ود تجاه دول الخليج (الفارسي) والسعودية نفسها، عندما مارس ابشع أنواع الابتزاز المالي لها، وقال انها يجب ان تدفع ثمن حماية أمريكا لها التي لولاها لاختفت من الوجود.
طريقة تقديم الدعوة التي حملها وزير الخارجية السعودي الى بعض العواصم العربية والإسلامية المختارة، مثل المغرب والأردن ومصر وباكستان، توحي بأنها اقرب الى "مذكرة جلب" او "استدعاء" للحضور، مثل تلك التي تصدرها مخافر الشرطة في الدول العربية، او دول العالم الثالث.
فلماذا هذه "الزفة" للرئيس ترامب المكروه من شعبه، ولماذا هذا الاحتفال به، وإعادة تسويقه، وهو الذي يناصبنا العداء كعرب ومسلمين من منطلقات عنصرية صرفة، وهل الامر يتعلق برغبته او تنفيذ خططه، لاشعال فتيل الحرب الطائفية في المنطقة ولخدمة العدو الإسرائيلي؟
سؤال آخر نجد لزاما علينا طرحه، وهو لماذا تعقد الدولة السعودية المضيفة قمتين للرئيس ترامب، واحدة مع زعماء دول الخليج (الفارسي)، وثانية مع "ألآخرين"، اليس قادة دول الخليج (الفارسي) من العرب والمسلمين أيضا، ولماذا هذه التفرقة او بالأحرى هذا التمييز؟
ونطرح سؤالا ثالثا او رابعا او خامسا، وهو لماذا تخص المملكة العربية السعودية هذه الحفاوة بالرئيس ترامب، ولا تفعل الشيء نفسه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين او الصيني شي جين بينغ مثلا؟ اليس هذان الزعيمان يمثلان دولتين عظميين أيضا، ولماذا تصوير العرب والمسلمين كما لو انهم اتباع لامريكا؟
هناك سؤال آخر فرعي وهو عن عدم ممارسة هذه السابقة مع رؤساء أمريكيين آخرين مثل باراك أوباما، او بيل كلينتون، او حتى جورج بوش الابن؟ فماذا قدم ترامب، وهو الذي لم يتولى الحكم الا قبل مئة يوم، للامتين العربية والإسلامية حتى يستحق هذا التكريم، ومن الدولة التي توجد على ارضها المقدسات الإسلامية، وتستضيف مليوني حاج وعشرة ملايين مسلم معتمر سنويا؟ وهل حرر ترامب المسجد الأقصى مثلا؟
نضع أيدينا على قلوبنا من جراء هذه الزيارة، وهذه الحفاوة، ونكتفي الآن بطرح الأسئلة وعلامات الاستفهام، ولكن ستكون لنا عودة، بعد ان يهدأ الغبار، وتتضح ملامح الطبخة الحقيقية التي ربما يجري اعدادها في كواليس هذه القمم.
المصدر : عبد الباري عطوان/راي اليوم
ارسال التعليق