غانم الدوسري لـ"WP": آل سعود اخترقوا حياتي ولذا أقاضيهم
التغيير
سلط المعارض السعودي غانم الدوسري، الضوء على القرار البريطاني، الذي وصف بـ"النادر" بمنحه الإذن من محكمة العدل العليا للمضي بدعوى قضائية ضد المملكة العربية السعودية، بعد حملة إلكترونية ضده واختراق هاتفه الشخصي والتجسس على تحركاته واتصالاته.
وقال الدوسري بمقال في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، ترجمته "عربي21": "قيل لي إن هذا القرار من النوادر القانونية، لأنه يسمح للمقيم في بريطانيا بملاحقة الأضرار الي لحقت به جراء حملة ضده، من قبل حكومة أجنبية".
وأضاف: "أنا معارض للعائلة المالكة السعودية، أقوم بتصوير مقاطع على موقع يوتيوب، باللغة العربية، للسخرية من فساد آل سعود وقمعهم لحقوق الإنسان، والمشاهدات التي وصلت إلى أكثر من 300 مليون مرة، يجعلني هدفا سعوديا".
ولفت الدوسري إلى الشرطة البريطانية، حذرته في العام 2018 من وجود خطر على حياته، وقام بتزويده "بجهاز خاص للتحذير من الخطر، وقال: "الشرطة أخبرتني بأنني إذا أرسلت تنبيها عبر الجهاز، فذلك يعني أنها ستشعر بحرية في اقتحام منزلي، لانها تفترض حينها أنني أتعرض للهجوم، وعند مغادرة بريطانيا، التي منحت حق اللجوء فيها منذ عامين، يجب أن أكون حذرا، خوفا من اختطافي وإعادتي إلى المملكة العربية السعودية".
وقالت الصحيفة: "إن هذه التهديدات شائعة بالنسبة للسعوديين، المنتقدين للعائلة المالكة بشكل علني، وقراء واشنطن بوست يعرفون ذلك جيدا، فقد قتل كاتب العمود جمال خاشقجي، وهو أحد منتقدي العائلة المالكة السعودية، في إسطنبول عام 2018".
وعاد الدوسري للإشارة إلى اختراق هاتفه وقال: " الأخبار التي تفيد باختراق السعوديين لهاتف مالك بوست، ومؤسس أمازون جيف بيزوس، بدت مألوفة، لقد علمت قبل عامين أن برامج تجسس ثبتت سرا على هاتفي الذكي، وتقوم بتسريب المعلومات إلى خادم خاضع للسيطرة السعودية، وقررت أخيرا انني وجدت طريقة لمقاضاة الحكومة السعودية، ورفع دعوى في بريطانيا".
وشدد على أنه "لم يكن بمخيلته الوصول إلى هذه النقطة، عند مغادرته السعودية عام 2003" وتابع "كنت أبحث عن الحرية في المملكة، والعائلة المالكة تسيطر على كل جوانب الحياة، وإذا كنت ترغب في الذهاب للجامعة أو فتح مشروع تجاري، أو إجراء عملية جراحية، فستحتاج إلى خطاب من أمير المنطقة، وهو أحد أفراد العائلة المالكة".
وتابع: "حرية التعبير غير واردة، ويمكن أن يعني التعبير عن وجهة نظر غير متداولة، الاعتقال أو التعذيب، أو القتل، وبوجود الآلاف من أعضاء العائلة لا يريد مجلس آل سعود، أن تعمل الدولة بشكل مستقل عنه، وهذه هي الطريقة التي تحافظ به العائلة على السيطرة الكاملة".
ولفت إلى أنه كان عليه العثور على طريقة للخروج من البلاد، وفي سن الـ 23 "انتقلت إلى بريطانيا، للدراسة في مدرسة ميريديان للغة الإنجليزية، في بورتسموث، وعندما وصلت شعرت بالصدمة، في المملكة يصورون بريطانيا على أنها مكان لغير المؤمنين، حيث الناس ليسوا أفضل من الحيوانات، وبعكس ذلك وجدت الكثير من الأشخاص الطيبين والكرماء، الذين يمكن العيش والتحدث إليهم بحرية".
وأضاف: "بدأت أتساءل.. ما هي الأكاذيب الأخرى التي قيلت في نشأتي".
وقال الدوسري: "ظلت معارضتي للنظام السعودي هادئة، لكن مع مرور الوقت بدأت أشعر بالحاجة للحديث إلى الذين لا يزالون يعانون داخل المملكة، وفي عام 2012 خلال الربيع العربي، بدأ سعوديون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في المطالبة بحقوقهم، احتاج ذلك إلى الشجاعة، دعمت الحملة وظهرت في موقع فيديو عبر يوتيوب، وتمت مشاهدته على نطاق واسع، تحدثت إلى سلمان مباشرة في ذلك الحين، وكان عبد الله بن عبد العزيز، وأبلغته بأنه هو، وليس المعارضون، يجب أن يكون في السجن".
وتابع: "بعد ذلك بدأت بقناة تسمى غانم تيوب، وانتقدت العائلة المالكة وأغلقها الموقع بسرعة بعد تبليغات سعودية، وبعدها قمت بإعداد غانم شو، وأوقف أيضا، لكنني طعنت على القرار وأعيدت القناة لاحقا بعد التحقيق في الشكاوى، ومع تصاعد شعبية القناة تزايدت المضايقات".
وقال إن موقع الويب الخاص به تعرض للاختراق، وتم تغيير صورته الخاصة إلى صورة سلمان وولي عهده محمد بن سلمان، القوة الحقيقية في السعودية، ونشر المخترقون تعليقات مهينة وتفاخرا بأن القرصنة جرت خلال 20 دقيقة فقط، وكان الغزو والتفاخر يسعيان إلى تخويفي عبر إظهار مدى سهولة وصول آل سعود إلى حياتي".
وأشار إلى تعرضه عام 2018 لاعتداء جسدي، في أحد شوارع لندن من قبل رجلين، أخبراني بغضب أن لا أتعرض بسوء لولي عهد آل سعود، وقمت بإبلاغ الشرطة لكن لم يتم القبض على أي شخص.
وقال الدوسري إنه وبعد بدء هاتفه الذكي بـ"التصرف بطريقة عشوائية، قبل عامين، قال لي أحد الأصدقاء إنه من الممكن أن يكون علامة محتملة على وجود برامج تجسس، وقامت مجموعة مراقبة الأمن السيبراني (سيتيزن لاب) بفحص الهاتف واكتشفت تحميله ببرامج تجسس يسمح بمراقبة جميع الاتصالات والتحركات، وكانت نقطة الدخول عبارة رابط مزيف لإيصال الحزم، وبتتبعها تم الوصول إلى المملكة العربية السعودية".
وأوضح أن معرفة أن "السعوديين كانون يتجسسون علي، وكان لديهم القدرة الكاملة على الدخول إلى حياتي الخاصة، كان له تأثير كبير علي شخصيا، ولهذا لجأت لمقاضاة الحكومة، وأسعى لتعويض واعتذار.. انتهاك خصوصيتي جعلني أشعر بالخوف على سلامتي الشخصية، لكنني الأن أكثر قلقا تجاه الأشخاص الذي يعيشون في المملكة، وربما يكون النظام قرأ رسائلهم ومن هم على ارتباط بي، وحياتهم في خطر".
ارسال التعليق