فايننشال تايمز: السعودية والإمارات تشنان حربا إعلامية ضد قطر
وصفت صحيفة" فايننشال تايمز" البريطانية، طريقة تعامل وسائل الإعلام الخليجية مع قطر بـ"حرب الكلمات".
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني تحت عنوان "الإعلام الخليجي يشن حرب كلمات ضد قطر"، إن وسائل الإعلام الخليجية ذات الرقابة الشديدة ظلت مثالا تقليديا على الاحترام، عندما كان الأمر يتعلق بالملكيات الحاكمة والسياسات الإقليمية، لكن قرار فضائية "العربية" المملوكة لشركة سعودية بإسقاط كافة ألقاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يؤكد كيف أصبحت وسائل الإعلام في المنطقة أسلحة أساسية في الأزمة الدبلوماسية القائمة بين السعودية والبحرين والإمارات ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى.
ونقلت عن عواد الفياض صحفي في شبكة قنوات MBC المملوكة لرجل أعمال سعودي قوله:" تاريخيا السعودية كانت محافظة لكن هذه المرة يبدو أنه تم خلع القفازات".
وتراوحت التغطية الإعلامية في وسائل الإعلام المملوكة أو الممولة من حكومات الدولة المقاطعة لقطر بين القصص الهادفة لتعزيز ادعاءات دعم قطر للإرهاب، وأمور أخرى ليست ذات قيمة.
وكانت شبكة "سكاي نيوز" وهي مشروع مشترك بين شركة إماراتية وشركة سكاي البريطانية أذاعت فيلما وثائقيا الشهر الماضي يزعم وجود يد لقطر في هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. كما زعمت صحيفة "عكاظ" السعودية أن متجر "هارودز" الذي تمتلكه قطرفي لندن يجمع معلومات عن المتسوقين من الدول المناهضة للدوحة.
ووصل الهجوم على قطر إلى درجة مطالبة معلق مصري بقناة "العربية" بوضع الشيخ تميم في مستشفى الصحة العقلية.
ويرى الفياض وصحفيين سعوديين آخرين "أن الحملة الإعلامية ضد قطر مبررة لكونها تأتي بعد عقدين من استخدام قطر وسائل إعلامها بما فيها "الجزيرة" لزعزعة استقرار المملكة والمنطقة".
وتابع : "اليوم الحكومة تدرك أن هذه المعركة يجب أن تدار على الأقل بنفس الأدوات".
وكشف صحفيون سعوديون –بحسب الصحيفة – عن تعرضهم لضغوط لتوجيه انتقادات لقطر. أحد هؤلاء المحررين أوضح أن التعليمات الخاصة بشكل التغطية والقصص التي يجب التركيز عليها تصل الصحفيين من مسئولين في شكل رسائل جماعية عبر الهاتف الجوال، مؤكدا أن "هذه تعليمات وليست اقتراحات".
في المقابل زعمت وسائل إعلام مؤيدة لقطر أن السعودية سوف تعاقب أي شخص يرتدي قميص نادي برشلونة الإسباني نظرا لحصول خطوط الطيران القطرية على حق الرعاية للفريق.
وكتب أحمد عبد المالك في مقال بصحيفة "الشرق" القطرية الشهر الماضي:" الخطاب الإعلامي الذي لوث سماء الخليج منذ 5 يونيو زاد من الإجراءات القاسية وغير العادلة التي أضرت بالمواطنين في المنطقة".
وظلت وسائل الإعلام في الخليج تحت السيطرة الشديدة للحكومات، لكن إطلاق "الجزيرة" في 1996، أشعل ثورة في المشهد الإذاعي بالمنطقة بسبب تغطيتها النقدية لجيران قطر في الشرق الأوسط.
وتصر إدارة "الجزيرة" أن لديها استقلال تحريري ولكن الرياض وأبوظبي يرون أن القناة "العربية" تمثل لسان حال جماعات إسلامية مدعومة من الدوحة. وأطلقت السعودية قناة "العربية" وقناة "سكاي نيوز عربية" لمواجهة قناة "الجزيرة"، بحسب الصحيفة.
ولا تزال الحكومات الأربع تقاطع قطر منذ 5 يونيو في ما وصف بأسوأ أزمة دبلوماسية في المنطقة منذ سنوات.
وأغلقت تلك الدول الحدود البرية للدوحة، وأمرت رعايا قطر بالمغادرة، وأغلقت مجالها الجوي وحدودها البحرية أمام الطيران والسفن القطرية.
وطالبت الدول الأربع قطر بإنهاء علاقاتها الطويلة مع جماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفها حكومات تلك الدول، وليس المجتمع الدولي، "جماعة إرهابية".
كما طلبت الحكومات الأربع من الدوحة أيضا إغلاق قناة "الجزيرة"، وإغلاق قاعدة تركية عسكرية، وأن تساير السياسة التي تتبعها الرياض في المنطقة تجاه إيران.
وقد رفضت قطر تلك المطالب معتبرة إياها انتهاكا لسيادتها، ولقيت في ذلك دعما من حليفتها تركيا.
ارسال التعليق