قانون ’جاستا’ يُغضب السعوديين: ما قبله ليس كما بعده
أثار قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" الذي أصدره الكونغرس الأمريكي والرامي الى مقاضاة السعودية لتورّطها في هجمات 11 أيلول/سبتمبر، موجةً من الاستياء والغضب في المملكة على المستويين الرسمي والشعبي الموالي لآل سعود.
وزارة الخارجية السعودية سارعت الى الردّ على القانون الصادر، فأعلنت أن اعتماد قانون "جاستا"، أو "العدالة ضد رعاة الإرهاب"، يشكّل مصدر قلقٍ كبيرٍ للدول التي تعترض على مبدأ إضعاف الحصانة السيادية، باعتباره المبدأ الذي يحكم العلاقات الدولية منذ مئات السنين.
وقال مصدر مسؤول في الوزارة إن من شأن إضعاف الحصانة السيادية التأثير سلبًا على جميع الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، معربةً عن أملها في أن تسود الحكمة وأن يتخذ الكونجرس الأمريكي الخطوات اللازمة من أجل تجنّب العواقب الوخيمة والخطيرة التي قد تترتّب على سن قانون "جاستا"، على حدّ تعبيرها.
صحف المملكة ممتعضة
وركّزت الصحف السعودية الرسمية على تداعيات القانون وتأثيره على العلاقات بين البلدين. صحيفة الرياض وفي افتتاحيتها التي حملت عنوان "مأزق واشنطن" قالت إن "كل الآراء بما فيها الادارة الأميركية رأت في القانون سابقة خطيرة تعرّض مصالح ومواطني الولايات المتحدة للخطر كون تنفيذه لن يقف عند الحدود الأميركية دون حدود الدول الاخرى، فمن حق مواطني اي دولة ان يرفعوا دعوات على الحكومة الأميركية في بلادهم اذا رأوا ان ذلك يحقق مصالحهم، خاصة ان هناك الكثير ممن يعتقدون أن السياسات او الافعال الأميركية في بلادهم قد جلبت الضرر اليهم بطريقة او بأخرى، فإذا عدنا لتلك التدخلات سنجد أنها كثيرة في فيتنام، والحرب الكورية، وفي أميركا الجنوبية وبالتأكيد في الشرق الاوسط".
وأضافت إن "المصالح الأميركية منتشرة حول العالم، والمصالح الدولية موجودة في أميركا وكانت تعمل وفق معادلات سياسية واقتصادية توافقية ترعى وجودها ضمن منظومة من الاعراف والقوانين تنظم تعاملاتها، بعد (جاستا) سيكون الامر مختلفا جدا، وسيعيد رسم العلاقات الدولية بطريقة هي اقرب للفوضى منها للاستقرار الذي غاب عن المشهد العالمي في ظل الأزمات المتلاحقة وطريقة التعامل معها ما ينذر بدخولنا في حقبة جديدة، حتى الولايات المتحدة نفسها لن تسلم منها بشهادة الرئيس أوباما وكبار مسؤولي الادارة الأميركية الحالية التي سترحل مخلفة إرثاً ثقيلاً للادارة التي تليها ممثلاً في هبوط شعبية الولايات المتحدة، والنظر اليها كعمود أساس للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ولكن مع القرار الأخير ستفقد واشنطن الكثير من ثقة حلفائها والذين هي بحاجة فعلية لهم".
بالانتقال الى صحيفة الشرق الأوسط، رأى الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد قال في مقال له بعنوان "مكافأة إيران ومعاقبة السعودية": "الأمر الغريب الذي لم يخطر على بال أحد، أن تتخذ واشنطن في العام نفسه قرارين مهمين نقضا كل ما قامت عليه السياسة الأميركية على مدى نحو أربعين عاما، مكافأة إيران باتفاق نووي JCPOA ينهي العقوبات، ومحاسبة المملكة العربية السعودية بتشريع JASTA.
وهاجم الراشد الولايات المتحدة، معتبرًا أن "القانون الجديد بعيد عن العدالة، بل مشروع سرقة من إنتاج المحامين. اختاروا السعودية، الدولة التي كانت تحارب تنظيم القاعدة، وتلاحق زعيمه أسامة بن لادن، وهي التي نزعت جنسيتها عنه وأجبرت حكومة السودان على إبعاده، وغادرها عام 1996، أي خمس سنوات قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر. واستمرت تواجه التنظيم في وقت كانت مؤسسات رسمية أميركية ومنظمات حقوق الإنسان الغربية تنتقد الحكومة السعودية بسبب مواقفها تلك".
ورأى الكاتب في صحيفة "الحياة" سعود الريس في مقال بعنوان "ميزان «جاستا» ... مائل"، أن المؤلم في الموضوع أن دولة مثل السعودية تأتي في طليعة الدول التي تحارب الإرهاب، وبذلت في سبيل محاربته الكثير، سواء من دماء أبنائها أم من الجهد والمال، وبعد كل ذلك تقف اليوم موقف المتهم بالإرهاب!"، وتابع "ذلك مشهد غير طبيعي، ومنطقياً غير مبرر، لكن السياسة لا تخضع للمنطق وتبرر كل شيء، وهذا ما يجب علينا اليوم أن نتعامل من خلاله. فإشكال «جاستا» اليوم لا يتعلق بالسعودية فقط، بل هو قانون ينم عن تغيير شامل في قواعد السياسة الدولية، وبالتالي لا يجب أن نتعامل معه وكأن الأمر انتهى و«وقعت الواقعة»، فلا يزال هناك الكثير والكثير لما يمكن عمله".
وأردف الكاتب "لا يجب الاستعجال، لئلا يصبح الثمن مضاعفاً، وأي رد فعل يجب أن يكون مدروساً بعناية، فموقفنا ليس ضعيفاً، والأدلة شاهدة ونواياهم واضحة، فهم لا يريدون محاكمة السعودية بصفتها حكومة، بل يتجهون إلى محاكمة المجتمع السعودي، إذ إنهم يقرون بأن الحكومة لم تدعم الإرهاب، لكنهم يرون أن المجتمع يشكّل بيئة خصبة تؤهل للوصول إلى ذلك الفكر. وبطبيعة الحال هم لا يرون دعوات التسامح من هيئة كبار العلماء ولا الجهود التي تبذلها السعودية، ولا الخطوات التي اتخذتها للتصدي للإرهاب، هم يستشهدون بفكر أولئك المشايخ الذين أزكوا الإرهاب بالدعوة للتوجه إلى مواقع القتال، يستهدفون ذلك الشيخ الذي حرض وعندما علم بذهاب ابنه إلى مناطق الصراع هرول إلى السلطات لمنعه، يستهدفون ذلك الذي «رأى الخلافة بأم عينه وأرعد وأزبد وهو يدعو إلى النفير»، وأيضاً يستهدفون ذلك الشيخ الذي يكفّر ويحرم، وفريق من حوله يصفقون له «مهللين»، ذلك ما ستتم محاكمته، وهذا ما سندفع ثمنه".
بموازاة ذلك، عكست التغريدات التي غصّ بها موقع "تويتر" منذ الإعلان عن صدور القانون بتعليقات سعودية غاضبة تتناغم والموقف الرسمي للمملكة".
استفتاء صحيفة "قبس"
صحيفة "سبق" أجرت استطلاعًا عبر حسابها على "تويتر" وسألت عمّا اذا كانت العلاقات "السعودية - الأمريكية" ستتأثر بعد إقرار قانون جاستا، فأجاب 57% من المشاركين بـ"نعم"، فيما رأى 16% منهم أنها لن تتأثّر، بينما اعتبر 27% آخرون أنها ستتأثّر في حال استمرار تطبيقه.
وفيما يلي عيّنة عن أبرز التغريدات:
- حساب Zrira Meryame: من سيتبرع لمقاضاة هذه المجندة الأميركية بتهمة قتل وانتهاك حرمة قتيلها في العراق. حكومة المالكي، إبران، الدول العربية؟ كفى أوهام!
- حساب عادل علي بن علي : إرهاب في الداخل
حرب في الجنوب
مكر وغدر من الغرب
ومع كل هذا
ورغم كل هذا
ستبقى #السعودية
بفضل الله ثابتة وقوية
#جاستا
#قانون_جاستا
- صفحة موجز الأخبار السعودية: بعضهم لم يقرأ #قانون_جاستا و السعودية.. لا علاقة لها بهجمات سبتمبر ولو كانت كذلك لما سكتنا طول المدة السابقة وهذا القانون سيضرنا
- حساب خلود العتيبي: شايفين الفكر الصحوي الي خرج القاعده وداعش اين ذهب بنا صار الارهابي المجرم الي يقتل فينا ويقتل برا احنا ايضا نتحاكم معاه ونتضرر #قانون_جاستا
- حساب خالد سفران الغامدي : عشان تعرفوا مدى ضحالة تفكير أعضاء الكونجرس الأمريكي ، قرروا تأجل تنفيذ الإعلان لمدة أسبوع لأنهم أكتشفوا بأن العالم سوف يقوم 1️⃣ #قانون_جاستا
- حساب محمد الرغيب: لا يهمنا الغرب ولا امريكا، لن نخضع لهم وسنعيد تاريخ الملك فيصل رحمه الله
- حساب Al Thani Abdulrahman: على حكوماتنا استصدارالتشريعات الضروريةلاتاحةالفرصةامام مواطني الدول العربيةمقاضاة امريكا على الجرائم الارهابية التي نفذتها بحقهم #قانون_جاستا
حساب يوسف ناهس اللهيبي (موظّف في وزارة العدل): لكي نغيظهم ونقطع المواردعنهم"توطين التعليم بلغته وإيقاف ابتعاث البنات وطلاب الثانوية لمآسيه وبحاجة لمحرك بحث ومجمع للغة العرب.!
- حساب خالد العمّار:
#قانون_جاستا للفوضى كما أفتعلوا فوضى الشرق الأوسط
#السعودية لن تدفع دولاراً واحداً
أبناء المؤسس ( حكماء ) لهم طريقتهم في الرد
ولن نلتفت لهم.
- حساب مازن الشريف: #قانون_جاستا لو كانو العرب شجعان لقرو لمحاسبة اميركا لقتلها 2مليون عراقي وقصفها واحتلالها افغانستان والصومال وقتلها للمدنيين بسورية.
- حساب عبد الله العنزي: واجب ع كل الأمة الإسلامية الوقوف مع السعودية ضد الابتزاز الأميركي . #قانون_جاستا.
- حساب ابراهيم المشيقح (أستاذ جامعي في السعودية): قانون جاستا إرهاب أمريكي آخر سيتحول من اقتصادي لسياسي وسوف يدفع بعددٍ من الدول الإستغناء عنها إقتصادياً.
ارسال التعليق