كأنه بجعة تبتلع سمكة.. محرر ذا أتلانتيك يفضح كواليس حواره مع بن سلمان
"حوار بعد منتصف الليل، كان فيه ساحراً وودوداً وذكياً وغير رسمي، لكنه ارتبك عند بعض الأسئلة الصعبة التي جعلته يتصرف بشكل غريب".. هكذا كشف محرر مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية الصحفي "جرايمي وود" ورئيس تحرير المجلة "جيفري جولدبيرغ"، كواليس حوارهما مع محمد بن سلمان.
الحوار وحسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تمَّ مع ابن سلمان "بعد منتصف الليل"، بحسب ما كشفه "وود" عن الكواليس، قائلاً: "لقد سافرت إلى السعودية على مدار السنوات الثلاث الماضية، محاولاً أن أفهم ما إذا كان ابن سلمان قاتلاً أم مصلحاً أم كليهما، وإذا كان الاثنين، فهل يمكن أن يكون أحدهما دون الآخر".
"وود"، قال كذلك للشبكة الأمريكية: "لمدة عامين تقريباً، اختبأ محمد بن سلمان عن المشهد العام، كما لو كان يأمل نسيان مقتل خاشقجي. لم يحدث ذلك، لكن ابن سلمان لا يزال يريد إقناع العالم بأنه ينقذ بلاده، ولا يتخذها رهينة، وهذا هو السبب في أنه التقى مرتين في الأشهر الأخيرة معي ومع رئيس تحرير المجلة".
كذلك، قال المحرر: "في اجتماعاتنا، كان ابن سلمان ساحراً وودوداً وذكياً وغير رسمي. ولكن النُّظم الملكية المطلقة لا يمكنها الهروب من الغرابة".
وأوضح "وود": "في لقائنا الأول، استدعانا محمد بن سلمان إلى قصر على البحر الأحمر، وهو ملجأ عائلته من فيروس كورونا.. كانت البروتوكولات متعددة الطبقات: سلسلة من اختبارات PCR بواسطة ممرضات من العيادات الملكية، طائرة خاصة في منتصف الليل من الرياض، موكب من مدرج طائرات بالصحراء، تسليم الأجهزة الإلكترونية، توقُّف في دار ضيافة غامضة مرئية في صور الأقمار الصناعية ولكن بدون علامات على خرائط جوجل. دعانا إلى قصره نحو الساعة الـ1:30 صباحاً، وتحدثنا لمدة ساعتين تقريباً".
ويشير المحرر الأمريكي، إلى أنه أجرى مقابلتين مع ابن سلمان، في الأيام الأخيرة، وقال: "بالنسبة للقاء الثاني، في قصره بالرياض، طُلب منا أن نكون مستعدين بحلول الساعة العاشرة صباحاً، لكنه بدأ أيضاً بعد منتصف الليل".
قال كذلك إن "ابن سلمان كان قد عاد لتوَّه بعد ما يقرب من عامين من العمل عن بعد، وفرش مساعدوه والوزراء السجاد الأحمر؛ سعياً لعقد اجتماعات، هي الأولى منذ شهور، مع رئيسهم".
ويستطرد المحرر الأمريكي في كشف كواليس اللقاءين، فيقول: "في بداية كلٍّ من المقابلتين، قال بن سلمان إنه حزين لأن الوباء منعنا من العناق. اعتذر عن اضطرارنا جميعاً إلى ارتداء الكمامات. حضر كل لقاء، العديد من الأمراء الصامتين، يرتدون أردية وكمامات بيضاء متطابقة، ما يتركنا غير متأكدين، حتى يومنا هذا، من كان حاضراً بالضبط".
وأضاف "وود": "ظهر ابن سلمان في المقابلة تاركاً زِرَّ ردائه عند الرقبة مفتوحاً بأسلوب غير رسمي (كاجوال)، يفضله الشباب السعوديون. وقدَّم إجابات بارتياح وبلا اضطراب، عن أسئلة حول عاداته الشخصية. أخبرنا أنه يحاول الحد من استخدامه تويتر، ويتناول الإفطار كل يوم مع أطفاله. ويشاهد التلفاز أحيانا من أجل المتعة".
المحرر الأمريكي قال أيضاً: "خلال لقائنا في الرياض، سأل رئيس التحرير، بن سلمان عما إذا كان قادراً على التعامل مع النقد، فقال ابن سلمان: شكراً جزيلاً لك على هذا السؤال، لو لم أكن قادراً، لَما كنت أجلس معك اليوم للاستماع إلى هذا السؤال. وردَّ جيفري: كنت سأكون في فندق ريتز كارلتون. فقال ابن سلمان: حسناً، على الأقل إنه فندق خمس نجوم".
في السياق ذاته، كشف المحرر الأمريكي أن "الأسئلة الصعبة تسببت في تحرك ابن سلمان بسرعة، وكان صوته يهتز بتردد أعلى. في كل دقيقة أو دقيقتين، كان يقوم بتشنج حركي معقد: إمالة سريعة للرأس للخلف، يتبعها بلع، مثل بجعة تبتلع سمكة (حسب وصفه)، وقد اشتكى من أنه تعرض للظلم، وأظهر اعتناقا لعقلية الضحية وهوس العظمة بمستوى غير عادي حتى بمعايير حكام الشرق الأوسط".
وأجرى "بن سلمان"، حوارا نشر الخميس، مع مجلة "ذا أتلانتك"، تطرق خلاله إلى قضايا عدة تتعلق بالسياسة الخارجية والداخلية للمملكة ورؤيته تجاه الدين والاقتصاد والحكم وغيرها من الموضوعات التي أثارت ردود فعل واسعة في الأوساط الإعلامية والاجتماعية السعودية.
ارسال التعليق