لماذا لن يلتقي بايدن بابن سلمان
صرحت الولايات المتحدة رسميا أن بايدن وخلال زيارته إلى السعودية سوف لن يلتقي بن سلمان على انفراد.
لا يعقد الرئيس الأميركي جو بايدن لقاءاً خاصاً مع بن سلمان.. أولاً حتى لا يستفز الرأي العام داخل الولايات المتحدة الذي لا يزال حساسا بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، وثانياً أن الاتهامات الموجهة لـ بن سلمان في قتل الصحفي جمال خاشقجي لا زالت ماثلة في أميركا وفي الغرب وفي المنطقة.
فيما يحضر بن سلمان جنباً إلى جنب والده في الاجتماعات الأميركية-السعودية، وكذلك في اجتماعات متعددة الأطراف أخرى مع قادة دول مجلس التعاون وكذلك الأردن ومصر والعراق.. لكن ليس هناك شعور بالحاجة إلى عقد لقاء خاص بينه وبين بايدن.
على الرغم من أن بايدن يسافر إلى السعودية للاستنجاد في مواجهة أزمة الطاقة العالمية التي أشعلتها الحرب الأوكرانية الروسية ، لكن يجب ألا ننسى أن لحية بن سلمان ما زالت بكفّ الولايات المتحدة من أجل اعتلاءه العرش السعودي.. وبناء على ذلك فإن استياء بن سلمان لعدم لقاءه بايدن يكون منتفياً من الأساس.
تعد نفس زيارة بايدن إلى السعودية نجاحا كبيرا بالنسبة لـ بن سلمان، ما يعتبر تحقيقها مقبولاً بأي ثمن.
ربما تكلف مثل هذه اللقاءات ولي العهد السعودي تكلفة أعلى، أي أن يكون لقاء بايدن مع ولي العهد مشروطاً بتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية.. فيجب أن ننتظر لنرى ما تخبيه التطورات المستقبلية.
الكارثة، هو ان يظهر بعض اشباه الرجال واشباه المحللين والخبراء، ودون ادنى حياء، على شاشات الفضائيات، وهم يشيدون بالسعودية، وسياستها الحكيمة، ومواقفها العروبية والاسلامية، ويجتهدون وبشكل مستميت من اجل تبرير ذيليتها لامريكا، وتشجيعها للتطبيع ووقوفها مع المطبعين، بل وحتى تمويلها للتحالف "السني الاسرائيلي".
فالنظام السعودي لا يرى في الكذب شيئا سيئا، بل الكذب جزء لا يتجزأ من توحيد المملكة السعودية، فالعالم كله يتذكر، كيف قتلت الصحفي جمال خاشقجي وزعمت بأنه خرج من القنصلية بسلام.
وان الواضح ان زيارة جو بايدن، في هذا التوقيت بالذات، جاء بطلب من القيادة السعودية، في مقابل مئات المليارات من الدولارات، وهي زيارة سوف تكون كزيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي رجع من السعودية إلا وهو حالبها شر حلبة، وتؤكد على ان كل ما قيل عن ان السعودية في عهد محمد بن سلمان قد انقلبت على سياستها التقليدية، المحكومة بالتبعية المطلقة للسياسة الامريكية، وتقربها من روسيا والصين والدخول في مفاوضات مع ايران، ليس صحيحا، فالسعودية اثبتت ان بقاءها مرهون بالحماية الامريكية، بل ان السعودية اثبتت وبشكل لا لبس فيه ان شرعية نظامها مُستمدة من التأييد الامريكي حصرا، وإلا ما كانت صورة سيلتقطها ابن سلمان مع الرئيس الامريكي جو بايدن، خلال زيارة الاخير المرتقبة للسعودية، اواسط شهر تموز/ يوليو القادم، ستقلب كل توقعات المراقبين وعنجهيات الاعلام السعودي، حول شجاعة الامير الشاب، واستقلالية السياسة السعودية، راسا على عقب، وستُبقي السعودية في مربعها الاول، مربع المصلحة الامريكية.
الادهى ان السياسة السعودية في نسختها الجديدة، والتي بدات مع ظهور القاتل الكذاب بومبيو على قناتها الرسمية، ستكون اكثر تبعية لامريكا، واكثر اندكاكا بمخططاتها، والصق بالتطبيع مع "إسرائيل"، والابعد عن مصالح دول الاقليم وشعوبه.
ارسال التعليق