لماذا يحقد ابن سلمان بشدة على أبناء عمه الملك عبدالله
تكشف سياسات محمد بن سلمان، تجاه أبناء عمه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، عن وجود حقد كبير لديه ضدهم تحديدا بخلاف بقية أمراء العائلة الحاكمة.
ويؤكد ذلك اعتقال أبناء الملك الراحل الأمراء: متعب وفيصل ومشعل وتركي بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بمجرد تمكن ابن سلمان من مفاصل الحكم في المملكة.
وجاءت تلك الاعتقالات ضمن حملة ابن سلمان المزعومة على الفساد، حيث تم اعتقالهم في فندق الريتز كارلتون في نوفمبر من العام 2017.
وأوضح هذا العداء الشديد للأمير الصغير ضد أبناء الملك عبدالله، أيضا صدور حكم قبل يومين بسجن الأمير تركي بن عبدالله 17 عاما.
وكشفت منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN)، قبل يومين أن أن المحكمة العامة في المملكة قضت بسجن الأمير تركي، المعتقل بأوامر من محمد بن سلمان منذ العام 2017.
وكان الأمير تركي يُعتبر الحاكم القوي لمدينة الرياض، إلى جانب منصب المدير التنفيذي لمؤسسة الملك عبد الله، التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات والتي تمول أعمالاً خيرية بالعالم.
ويتهم ولي العهد السعودي الذي شن حملة مزعومة ضد الفساد في 2017، ابن عمه الأمير تركي بإبرام عقود فساد تتعلق ببناء مترو الرياض.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” كشفت سابقا عن مقتل مدير مكتب الأمير تركي، اللواء علي القحطاني، تحت التعذيب في “الريتز كارلتون” عام 2017.
وأبناء الملك عبدالله المعتقلين غير الأمير تركي، هم الأمير متعب بن عبد الله (65 عامًا)، قائد الحرس الوطني، وأقاله ابن سلمان من وظيفته.
ابن سلمان ينتقم من عمه الملك في أبنائه:
وربما تعود سياسات ولي العهد الانتقامية من أبناء عمه تحديدا، إلى خلافاته السابقة مع الملك عبدالله، وتوبيخ العاهل السعودي الراحل له أكثر من مرة وانتقاد تصرفاته.
وفي هذا السياق كانت صحيفة “واشنطن بوست” قد كشفت في تقرير سابق لها، كواليس بعض هذه الخلافات بين الملك عبدالله آل سعود، ومحمد بن سلمان.
وذكرت الصحيفة أنه الملك الراحل كان مستاء جدا من ولي عهده آنذاك سلمان بن عبد العزيز ـ ملك السعودية الآن ـ، بسبب توجهه نحو تقليد ابنه محمد ـ ولي العهد الحالي ـ مناصب حساسة بالدولة رغم صغر سنه وقلة خبرته.
ولفتت “واشنطن بوست” في تقريرها آنذاك إلى أن الملك سلمان بدأ بتهيئة ابنه لأداء أدوار كبيرة منذ أن كان سلمان أميرًا للرياض.
الملك عبد الله بن عبد العزيز ابن سلمان:
وعين سلمان بن عبدالعزيز نجله محمد مستشارًا كبيرًا له، وهو لا يزال في العشرينات من عمره. وعندما أصبح سلمان وليًا للعهد عام 2012، وكان وقتها يشغل منصب وزارة الدفاع، فعيّن ابنه محمد أيضا مستشارًا أعلى له.
الصحيفة وفي تقرير بعددها الصادر بتاريخ، الثلاثاء 06 نوفمبر2018، نقلت أيضا عن مصدر دبلوماسي غربي سابق، أن الملك عبدالله شكَّل محكمة ملكية، للنظر في قيام ابن أخيه محمد بن سلمان باستثمارات كبيرة في سوق الأسهم، حيث أدانته ووجهت اللوم إليه.
ووقتها ـ بحسب الصحيفة ـ انتابت الملك أيضا حالة من الغضب الشديد، بعد فصل محمد بن سلمان عددًا كبيرًا من الضباط في وزارة الدفاع، بصفته مستشار والده سلمان الذي كان يترأس الوزارة.
وكشف المصدر آنذاك أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أصدر أوامره وقتها بمنع محمد بن سلمان من دخول وزارة الدفاع.
وبناء على ذلك فإن موجة الاعتقالات التي طالت أبناء الملك عبد الله، جاءت ضمن سعي ابن سلمان للانتقام منه في أبنائه، واعتبار ذلك نظير عقاب والدهم إياه – حين كان ملكًا – على عدد من تجاوزاته.
خلاف شخصي بين ابن سلمان والأمير تركي:
كما كان هناك خلافا شخصيا بين محمد بن سلمان والأمير تركي بن عبدالله، حيث غضب الأمير تركي غضبا شديدا بعد سيطرة ابن سلمان على وحدة التحقيق الخاصة بوزارة الداخلية، عقب صعوده للسلطة.
وهذه الوحدة الحساسة معروف أنه يمكن استخدامها لتلفيق كل التهم، كما عبر عن ذلك شخص مقرب من العائلة، في تصريحات سابقة لـ”واشنطن بوست”.
كما يرى محللون أن تركيز محمد بن سلمان على أبناء عمه الملك الراحل تحديدا، كان جزءًا من مساعيه لتهميش منافسيه، والاستيلاء على السلطة وعلى صندوق مؤسسة الملك عبد الله، الذي يشرف عليه الأمير تركي والذي تقدَّر قيمته بنحو 20 مليار دولار.
ومنذ صعود محمد بن سلمان ولي العهد لسدة الحكم في المملكة، وتحوله للحاكم الحقيقي للسعودية رغم وجود والده الملك سلمان، بدأ بشن حملة مسعورة ضد أمراء الأسرة الحاكمة وأبناء عمومته وخاصة أبناء الملك عبدالله.
اعتقال الأمير فيصل بن عبدالله:
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” كشفت في تقرير سابق، أن السلطات السعودية اعتقلت الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود، نجل الملك الراحل عبد الله وشقيق الأمير تركي، في 27 مارس/آذار 2020.
ويبدو أنها احتجزته ـ بحسب التقرير ـ منذئذ بمعزل عن العالم الخارجي.
ورفضت السلطات السعودية الكشف عن مكانه أو وضعه، كما قال مصدر على صلة بالعائلة لـ “هيومن رايتس ووتش” وقتها، ما يشير إلى أن السلطات ربما “أخفته” قسرا.
ويشار إلى أن قضية الأمير فيصل هي أحدث احتجاز تعسفي معروف بحق سعوديين بارزين، بينهم أفراد في العائلة المالكة، خارج أي إجراء قانوني معترف به.
إذ اعتقلت السلطات سابقا الأمير فيصل في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، واحتجزته مع أكثر من 300 من رجال الأعمال البارزين، وأفراد العائلة المالكة، ومسؤولين حاليين وسابقين في “فندق ريتز كارلتون” بالرياض.
وبحسب تقارير، ضغطت السلطات عليهم لتسليم أصول مالية مقابل الإفراج عنهم، وأيضا خارج أي إجراءات قانونية واضحة أو معترف بها.
وقال المصدر لـ”رايتس ووتش” إن السلطات أفرجت عن الأمير فيصل أواخر ديسمبر/كانون الأول 2017 بعد أن وافق على تسليم الأصول، وإن أساس احتجازه الحالي غير واضح.
ارسال التعليق