مؤتمر حقوقي يسلط الضوء على القمع المتصاعد في السعودية
سلط مؤتمر نظمته مؤسسة القسط الحقوق الإنسان على القمع المتصاعد في السعودية وما تشهده من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في عهد الملك سلمان ونجله محمد ولي العهد.
وركزت الدورة الأولى من المؤتمر حول حقوق الإنسان في السلطات السعودية والوضع المتدهور منذ وصول محمد بن سلمان إلى السلطة.
وتناول عبد الله العودة مدير الأبحاث لمنطقة الخليج في منظمة الديمقراطية للعالم العربي الآن (DAWN) كيفية تحول حقوق الإنسان في السعودية من سيء إلى أسوأ منذ تعيين محمد بن سلمان وليًا للعهد.
وقال العودة “لم يقتصر الأمر على تعرض النشطاء والنسويات والعلماء وغيرهم للهجوم والمضايقات، فقد تجاوز محمد بن سلمان مضايقة النشطاء الأفراد، ولكنه الآن يعاقب ويلحق الضرر بالعائلات والقبائل والمدن بأكملها بإجراءات جماعية، مثل حظر السفر لعائلات النشطاء”.
واستعان العودة بمثال الأكاديمي سعود السرحان، عاكسا أنه على الرغم من عمله مع الحكومة ولم ينتقدها، إلا أنه لا يزال معتقلا ، مما يدل على أن الجميع، حتى أولئك الذين ليس لديهم خلفية ناشطة بمكن اعتقالهم.
فيما تناولت الناشطة الحقوقية لينا الهذلول وضع حقوق المرأة في السعودية من خلال تلخيص نشاط أختها لجين من أجل حق المرأة في القيادة وإلغاء نظام ولاية الرجل، واعتقالها بسبب هذا النشاط.
وقالت الهذلول إنه بينما كان المجتمع الدولي يشيد بالإصلاحات المعلنة من لمحمد بن سلمان، ظل وصول المرأة إلى الحقوق صعبًا، لا سيما بسبب نظام ولاية الرجل السائد، مما يجعل المرأة تعتمد على أقاربها الذكور أو زوجها أو حتى ابنها.
ودعت المجتمع الدولي إلى عدم تصديق السلطات عندما تتحدث عن الإصلاحات، بل الاستماع إلى أصوات الناشطين والمعارضين السعوديين، مشددة على ضرورة إشراك الشعب السعودي في صنع القرار بدلاً من ترك هذا الأمر لرجل واحد.
من جهتها فضحت الناشطة الحقوقية بيثاني الحيدري، تكتيكات الدعاية والروايات الضارة التي تستخدمها السلطات السعودية، والتي غالبًا ما يتبناها الدبلوماسيون والسياسيون وكذلك صناعات الرياضة والموسيقى ، مما يساهم في تبييض صورة القيادة السعودية.
ولفتت بيثاني إلى أنه بينما تصور الحكومة السعودية نفسها على أنها ضحية للمجتمع السعودي، مدعية أن المجتمع مسؤول عن عدم التقدم، فإن وجود ناشطين سعوديين يظهر أن المجتمع مستعد بالفعل للتغيير.
وقالت “لكن كملكية مطلقة، فإن السلطات تسكت هذه الأصوات ولا يكون للمجتمع المدني أي رأي في التغييرات السياسية”.
وذكرت بيثاني أن السبب الوحيد لعدم معاملة السعودية مثل الدول الاستبدادية الأخرى هو الأموال والأسباب الاستراتيجية التي تجعل القوى الدولية تغض الطرف عن الانتهاكات على الأرض.
أما الناشط الحقوقي المعارض يحيى عسيري فأشار إلى تدهور أوضاع حقوق الإنسان في السعودية والسمعة الدولية لمحمد بن سلمان خاصة بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وانتقد عسيري زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى السعودية واحتمال أن تظهر عودة تطبيع العلاقات الدولية مع القيادة السعودية.
وأوضح أن المجتمع الدولي ينسى حدوث انتهاكات مما يجعل من الصعب ممارسة الضغط، مشيرا إلى حق المرأة في القيادة، التي تم منحها بعد ضغوط هائلة من النشطاء السعوديين وليس من رغبة متأصلة من السلطات نفسها للإصلاح.
واختتم يحيى حديثه بدعوة النشطاء والمجتمع الدولي لمواصلة الضغط على السلطات السعودية ، والتي يمكن أن تساعد في إحداث تغييرات.
ارسال التعليق