ما سبب انزعاج السعودية من الأسرة القطرية الحاكمة؟
ذكرت صحيفة "رأي اليوم" أن السر الكامن خلف البيان الذي أصدرته أكثر من 200 شخصية بارزة من أسرة آل الشيخ في السعودية، بنفي أي صلة نسب بين جد الأمير القطري الحالي تميم بن حمد آل ثاني والإمام محمد بن عبد الوهاب، يعود بالدرجة الأولى إلى نجاح الأسرة الحاكمة القطرية في محاولة "تجميع" قبيلة آل تميم بشقيها الشيعي والسني تحت زعامتها، خاصة فرعها القوي في نجد بالمملكة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية، الثلاثاء، أن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر السابق، هو الذي يقف حول هذا الحراك الاجتماعي الطابع، والسياسي الهدف، الذي حقق نجاحات واختراقات عديدة في الدول التي ينتشر فيها أبناء قبيلة "تميم" في العراق وسورية والجزيرة العربية، ومنطقة الخليج [الفارسي] خاصة، علاوة على فلسطين والأردن، وأن الأمر أزعج الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها، إلى تقارير إعلامية أفادت بأن "ما أزعج آل الشيخ والحكومة السعودية معا هو نجاح الأسرة القطرية الحاكمة في إقامة قنوات اتصال قوية مع عشائر آل تميم في نجد ومنطقة الأشيقر خاصة، وبناء مساجد وجامعات لأبنائها في المنطقة، وتقديم دعم مالي قطري لشيوخها، وتجنيس بعض أبنائهم بالجنسية القطرية، ومنحهم امتيازات ومراكز عالية في المؤسسات القطرية، ما يؤكد أن الأسرة الحاكمة في قطر نجحت في تحقيق اختراق سياسي كبير في السعودية وبحرفية عالية".
وأضافت "رأي اليوم" أيضا، أن "أمير قطر السابق حمد بن خليفة كان يتباهى دائما بانتمائه إلى قبيلة بني تميم، ولهذا لم يكن من قبيل الصدفة اختياره ابنه تميم الذي يوصف بشخصيته القوية، وبرودة أعصابه، وتأهيله العلمي، ليكون ولي العهد، وبعد ذلك أميرا لدولة قطر، متقدما على جميع أشقائه، وخاصة الشيخ جاسم بن حمد، الذي اختير وليا للعهد لفترة قصيرة".
وأوضحت الصحيفة أن "ما أزعج السلطات السعودية أيضا نجاح السلطات القطرية في تحقيق اختراق آخر تمثل بدعوة نخبة من الدعاة السعوديين لإلقاء خطب الجمعة من على منبر المسجد الوهابي، مثل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ سلمان العودة، والشيخ محمد العريفي، والشيخ عائض القرني وآخرين وأكرم وفادتهم والاحتفاء بهم، ولعل وقوف معظم هؤلاء الدعاة على الحياد وغيرهم في الأزمة السعودية القطرية الحالية يعود إلى هذا الاختراق، والشيء نفسه يقال أيضا عن الغالبية العظمى من أبناء قبيلة تميم في الجزيرة العربية والعراق وسورية".
وبحسب "رأي اليوم"، فإنه من المستبعد أن تستجيب السلطات القطرية لبيان أسرة آل الشيخ، وتسقط اسم الإمام محمد بن عبد الوهاب عن جامع الدوحة الكبير الذي يحمل اسمه، لأن "هذا الاسم بات ملكية عامة بحكم انتشار المذهب الوهابي، وحتى إذا نجحت ضغوط الأسرة في إسقاط نسب انتماء أمير قطر إليها، فإن هذا لن يسقط انتمائه وأسرته إلى قبيلة تميم التي تجمعهم جميعا تحت شجرتها، أي آل الشيخ وآل عبد الوهاب معا".
واختتمت الصحيفة بالقول إن الصراع بين قطر من ناحية والسعودية والإمارات والبحرين من ناحية أخرى، بدأ يدخل مناطق محظورة ويتجاوز كثير من الأعراف المتبعة في الخصومة، مشيرة إلى أن "الطرفين يتجاوزان الخطوط الحمراء في هذا الصدد، وخاصة الخوض في الأعراض والأمور الشخصية، وإن كان الجانب السعودي الحاكم هو الأكثر تغولا في هذا المضمار".
ارسال التعليق