محاولات محمد بن سلمان لإصلاح السعودية فاشلة (مترجم)
كان إعلان يوم الثلاثاء السماح للنساء السعوديات بقيادة السيارة أمرًا غير عادي، سواء على الناحية السياسية أو الاجتماعية، كما أن هناك بعدًا اقتصاديًّا هامًّا لذلك، فهناك حاليًّا نحو مليون سائق يعملون لدى العائلات السعودية، وستستغني العديد من الأسر عنهم.
أعلن شيخ سعودي في الأسبوع الماضي عن ضرورة استمرار حظر قيادة السيارة على النساء، ووصفهن بأنهن يمتلكن فقط ربع عقل، ولكن بعد ذلك التصريح فصل من منصبه.
من الواضح أن الذي دفع العاهل السعودي لاتخاذ القرار هو نجله، محمد بن سلمان، حيث يحاول هذا الشاب، 32 عامًا، تحويل اقتصاد المملكة، فهو صاحب رؤية 2030، وهي الخطة الكبرى التي أعلن عنها في العام الماضي لتحويل اعتماد دخل المملكة على العائدات غير النفطية، كما أنه يمتلك فكرًا اجتماعيًّا أقل تحفظًا، فقد سمحت السلطات للمرأة بالاحتفال باليوم الوطني في الملاعب الرياضية الأسبوع الماضي، كما أنه صاحب فكرة المنتجعات السياحية على طول ساحل البحر الأحمر، وستكون وفقًا للمعاير الدولية، حيث إتاحة الخمور وارتداء ملابس البحر للسيدات.
تستخدم كلمة “التغيير” بحذر في السعودية، وفي الماضي كانت تستخدم كلمة إصلاح، ولكن السماح للمرأة بقيادة السيارة كسر هذا القالب، مما يثير التساؤلات حول نجاح السياسة الجديدة.
لم يطبق حظر القيادة سابقًا بنسبة 100%، فالسيدات داخل شركة آرامكو تمكن من قيادة السيارات، ولكن دون الخروج خارج بوابات المدينة، وكذلك النساء السعوديات البدويات المسؤولات عن رعاية الأغنام ونقلها.
السؤال المطروح هنا: هل ستتبع العائلة المالكة قرارها؟ كما أن هناك عدة أشهر قبل أن تبدأ السيدات قيادة السيارات بشكل قانوني، فسيكون عليهم التقدم بطلب للحصول على تراخيص، ومن ثم أخذ دروس في تعلم قيادة السيارة، وربما سيحتاجون إلى شرطة مرور نسائية، كما أن هناك تفاصيل أخرى تحتاج للتوضيح، مثل احتياج المرأة لإذن من ولي الأمر للحصول على الترخيص.
على الصعيد الاجتماعي، يقلل هذا القرار من سلطة علماء الدين المحافظين الذين يتمتعون بوضع مؤسسي، كما أنه يضعف من الهيكل الاجتماعي التقليدي للرجل السعودي.
يتسم نمط حكم بن سلمان بخليط من التحدي والقوة والإثارة، فهو متهور إلى حد كبير، إذ في عام 2015 قرر شن الحرب على اليمن، وبعد بضعة أشهر أصبح نائبًا لولي العهد، وأعلن عن رؤية 2030، وخطة التحول الوطني، وهو صاحب الخلاف الدبلوماسي مع قطر.
وقع بن سلمان في مستنقع اليمن، وهو يعدل الخطة في محاولة للخروج، أما الأزمة مع قطر فوصلت إلى طريق مسدود، وفي ظل هذه الظروف، كيف يمكن للسماح للمرأة بقيادة السيارة أن يغير الأوضاع السياسية القائمة؟
لا يزال دور علماء الدين قائمًا، كونهم حراسًا للمذهب الوهابي الذي يحمي المملكة منذ عام 1754، إثر اتفاق تحالف بين آل سعود والمؤسسة الدينية الوهابية.
وبينما يبدو أن السماح للمرأة بقيادة السيارة مجرد مسألة تافهة للعالم، فإنه بالنسبة للمملكة عملية تغيير اقتصادية وسط انخفاض أسعار النفط إلى جانب المشاكل الدبلوماسية مع قطر وحرب اليمن، ولكنه ستكون القشة التي قسمت ظهر البعير.
ترجمة : ريهام التهامي
ارسال التعليق