محمد بن زايد يزيح السعودية عن إندونيسيا
قالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، إن الإمارات تسعى لإزاحة السعودية عن إندونيسيا، مستغلة في ذلك العلاقات الفاترة بين الرياض وجاكرتا من ناحية، والعلاقات التي تربط ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" بالرئيس الإندونيسي "جوكو ويدودو" من ناحية أخرى.
وأضافت أن هناك قواسم مشتركة تجمع بين "بن زايد" و"ويدودو" وعلى رأسها معارضتهما للاستثمار السياسي، وسعي كل منهما للاستفادة من الآخر ماليا، فالإمارات تسعى لكسب أسواق خارجية جديدة وأرض خصبة لاستثماراتها، وإندونيسيا تريد شريكا قويا تستفيد منه في تنفيذ مشاريعها وخططها الطموحة، وهو ما كانت نقطة لقاء بين الطرفين.
ووفق "بلومبيرج"، فإن هذا الازدهار في العلاقات الإماراتية الإندونيسية جاء في وقت تشهد فيه علاقات جاكرتا والرياض حالة من الفتور زادت وطأته خلال الأشهر الأخيرة.
وأشارت الوكالة في تقريرها الصادر الأربعاء، إلى أن رئيس إندونيسيا عين "محمد بن زايد" في رئاسة لجنة ستشرف على إنشاء عاصمة جديدة لإندونيسيا بتكلفة تقدر بنحو 34 مليار دولار، والتي ربما تكون أكثر المشاريع الحضرية طموحًا في العالم، وهو تعيين يظهر طبيعة العلاقة بين الشخصين.
وتحدثت الوكالة أيضا، عن الزيارة التي قام بها "محمد بن زايد" لإندونيسيا في الصيف الماضي حيث كان يتجول في الحدائق الاستوائية بجوار القصر الرئاسي الصيفي في إندونيسيا، وعرض ولي عهد أبوظبي آنذاك بناء مسجد كبير لمضيفه، في لفته حاول من خلالها التدليل على سخائه.
وفي السياق، بينت الوكالة أن الرئيس الإندونيسي حريص على إيجاد مستثمرين في برنامج طموح للبنية التحتية بقيمة 400 مليار دولار، فيما يتطلع "بن زايد" إلى توسيع تواجد بلاده في الأسواق الآسيوية سريعة النمو.
ونقلت الوكالة عن المحلل السياسي المهتم بالشأن الإندونيسي "كيفين أوروركي"، قوله إن "السبب الرئيسي خلف تعيين إندونيسيا لولي العهد ليكون واحداً من مستشاري إقامة العاصمة الإندونسية الجديدة يتمثل في جذب الاستثمار، لا سيما في مجال الطاقة".
وأضاف أنه "مع تطلع بن زايد إلى توسيع وجود بلاده في الأسواق الآسيوية سريعة النمو وتنويع اقتصاد أبوظبي، فإن إندونيسيا المكتظة بالسكان تشكل فرصة استثمارية كبيرة ومدخلًا إلى آسيا"، حسب الوكالة.
وذكرت "بلومبيرج" أنه مع أن السعودية دُعيت للاستثمار في صندوق إندونيسي، والذي سيوفر المال للعاصمة الجديدة، إلا أن أنها أشارت إلى أن العلاقات بين البلدين تراجعت في السنوات الأخيرة.
وأضافت: "في 2017، أعرب ويدودو علناً عن خيبة أمله لأن السعودية فضلت الاستثمار في الصين على إندونيسيا خلال جولة الملك سلمان الآسيوية".
وأوضحت "بلومبيرج" أن العلاقات السعودية-الإندونيسية استمرت في الفتور بعد حادثة قتل الصحفي "جمال خاشقجي"، إضافة إلى إعدام السعودية لعاملة منازل إندونيسية.
ومن بين أسباب فتور العلاقات بين جاكرتا والرياض أيضا أنه في عام 2019، ألغى محمد بن سلمان فجأة توقفه في إندونيسيا وماليزيا خلال جولة إقليمية.
ولفت "أوروركي" إلى أنه ليس لدى الإمارات وإندونيسيا سجل حافل في التعاون الاقتصادي إلى الآن، لافتاً إلى أن جائحة فيروس كورونا قد تؤخر بناء العاصمة الإندونيسية الجديدة إلى ما بعد فترة رئاسة "ويدودو" الرئاسية، مما قد يجعل مستقبلها في أيدي خلفه.
وتعد إندونيسيا موطنا لأكبر عدد من المسلمين في العالم، فمن بين 265 مليون شخص في البلاد، هناك 225 مليونا يتبعون الإسلام ومعظمهم من السنة.
ارسال التعليق