نجل الداعية المعتقل "حسن بن فرحان المالكي" يطالب بإطلاق سراحه مؤقتاً: والدي ضحية الوشاية من خصومه الفكريين.. صارع فكرهم المتطرف قبل أن تبدأ المؤسسات بذلك
التغيير
أجلّت السلطات القضائية في مملكة آل سعود، محاكمة الداعية الإسلامي والمفكر "حسن فرحان المالكي" إلى أجل غير معلوم، وفق ما أكد نجله.
وقال نجل الداعية السعودي "أبو بكر المالكي" في سلسلة تغريدات على حسابه بتويتر الجمعة: "تأجلت جلسة الوالد إلى أجل غير مسمى بسبب أزمة فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية".
وتابع قائلا: "أتمنى من دولتي لو تفرج مؤقتا عن والدي وأخي بما أن الأمور متوقفة لوقت غير معلوم، حرصا على صحتهم، وأيضا لتوقيفهم ثلاث سنوات تقريبا دون أي تقدم ملحوظ...".
وقال معللا حديثه عن والده: "ربما الوقت غير مناسب خاصة في هذه الظروف الحالية في مواجهة الوباء.. و لكن ثقُلت علينا أحمالنا... والدي باحث تاريخي، كم صبر وتحمل الأذى والوشايات من خصومه الفكريين (الغلاة والمتطرفين) لأجل إحياء النقد الذاتي وتصحيح الفكر الديني المحلي بمنهجية علمية نقدية يدعو فيها الى الحوار و النقاش و تنقيح الافكار و استبدالها بما هو خير لديننا و أنفسنا. -فصل من عمله في التعليم -منع من الكتابة في الصحف و المجلات - منع من العمل في القطاع الحكومي و الخاص - منعت كتبه من النشر - منع من السفر و غيرها من الامور من إتاحة الكتب التي تجرح فيه دون رد علمي ممنهج يبتعد عن الشخص و يدور فقط حول الفكرة، و ايضا قيام أكثر من حملة تخوين و تشويه من قبل قناة التطرّف و المتطرفين. كل هذا تحمله الوالد لأجل البلد و الوطن (و كلنا أجزاء من هذا الوطن)، ينهض بنهوضها و يسقط بتفككنا.
وأضاف: ننهض بقيمة الحوار و التسامح و السلم و احترام اختلافاتنا - و هذا ما كان يدعو له الوالد من ٣٠ سنة- و أن باب الفكر دائرته واسعة و باب السلوك دائرة ضيقة -انظر كتابه "حرية الاعتقاد في الكتاب و السنة"، و يتفكك المجتمع بخطاب الكراهية و التخوين و الدعوة إلى الأذى.
وتابع: في هذه الأزمة الصحية، العلم هو الذي ينتصر بمنهجيته العلمية التجريبية (على الصعيد الطبي و غيره) و لكن تصور معي أن بعض أطباء يحرضون على أطباء آخرين دون نقاش علمي او رد او حتى تقبل لفكرة مختلفة، لما تطور الطب أبدا أو لكانت الوتيرة بطيئة جدا. هذا كمثال بسيط للمعركة الفكرية التي واجهها الوالد مع الغلاة من خصومه الفكريين. لا يرعون معرفة و لا يهتمون بمشروعية الاختلاف. (أنا أتحدث هنا و والدي مطالب بالقتل تعزيرا على أفكاره فقط). و أعلم أن الأمور في بدايتها و أنه ليس حكم و لا زال لدينا حق الرد و لكن من باب التذكير بأن هذا ما يواجهه الوالد.
واضاف ابو بكر المالكي مذكراً ان والده ليس داعية للكراهية و إنما المحبة و التسامح للأنسانية ليس داعية للتعصب و إنما لتقبل المختلف ليس داعية للتحزب و إنما لتكوين مذهبك الخاص بما تصل اليه من معرفة ليس داعية للجهل و إنما للعلم و المعرفة ليس داعية للتفرق و التمذهب و إنما الاعتصام بحبل الله و مبادئ الإسلام الكبرى.
وختم المالكي الإبن تغريداته قائلاً: أتمنى حينما شملت إنسانيتنا في هذه الظروف و التحديات الصعبة من كان مخالفا قانونيا و الاهتمام بالرعاية الصحية كإنسان أن تشمل أيضا أبي و أخي، فذلك باحث صارع الفكر المتطرف قبل أن تبدأ المؤسسات بذلك و تعرض لأجل ذلك ما تعرض حتى وصل الامر إلى المطالبة بقتله و ذلك لا أمر له إلا الخبر.
وأورد المالكي الإبن تسجيلات لوالده نثبت اعتداله و عقلانيته بكلام له عن عالمية القرآن و أنه ذكرى للعالمين.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال حساب "معتقلي الرأي" المعني بمتابعة شؤون معتقلي الرأي في مملكة آل سعود، إنه تم تأجيل جلسة محاكمة "المالكي" إلى 2 فبراير/شباط الماضي، وذلك من دون أسباب، "وبهذا التأجيل سيكون قد أمضى سنة وخمسة أشهر محروما من حق حضور الجلسات والرد على لائحة التُهم التي تسلّمها في سبتمبر/أيلول 2018".
وشهدت مملكة آل سعود خلال العامين الماضيين، اعتقال المئات من الناشطين والحقوقيين والدعاة على خلفية مواقفهم العلنية ومطالبهم بالإصلاح السياسي والاجتماعي وإطلاق الحريات العامة، وسط مطالبات حقوقية متكررة بالكشف عن مصيرهم وتوفير العدالة لهم.
ارسال التعليق