نشاط عمران خان مؤشر على خيبة أمل باكستانية من آل سعود
التغییر
خطف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الأضواء منذ بداية الشهر الحالي بنشاط دولي محموم يشكل مؤشرا بالغ الأهمية على توتر العلاقات بين اسلام أباد والرياض، وذلك بعد أن شعرت باكستان بأنها تلقت طعنة في الظهر تمثلت في رفض سلطات آل سعود مناقشة قضية كشمير في اجتماع لمنظمة التعاون الاسلامي أواخر العام الماضي.
وكانت باكستان قد تغيبت عن قمة "كوالالمبور" الاسلامية في أواخر كانون أول/ ديسمبر الماضي بضغوط من آل سعود التي تبين أنها كانت تحاول إفشال انعقاد هذه القمة خارج إطار منظمة التعاون الإسلامي التي تهيمن عليها الرياض، حيث كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل علني أن غياب باكستان جاء نتيجة ضغوط سعودية تمثلت بوعود نقدية إضافة إلى تهديد بترحيل أربعة ملايين عامل باكستاني من مملكة آل سعود بما قد يشكل أزمة للحكومة في إسلام أباد.
ونقلت وكالة "رويترز" في ذلك الحين عن اثنين من المسؤولين في إسلام أباد تأكيدهم أن غياب باكستان، وهي ثاني أكبر دولة إسلامية في العالم، قمة "كوالالمبور" جاء بسبب ضغوط آل سعود، فيما كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أخيرا بالوثائق أن سلطات آل سعود كانت قد وضعت خطة لإفشال القمة الإسلامية التي عقدت في العاصمة الماليزية يوم العشرين من شهر كانون أول/ ديسمبر 2019.
لكنَّ المشهد سرعان ما تغير بعد أسابيع قليلة من انتهاء القمة الإسلامية، حيث بدأ رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان حراكا دوليا منذ بداية شباط/ فبراير الحالي، أي بعد أقل من شهرين على انتهاء قمة "كوالالمبور" شكل ضربة واضحة للنفوذ السعودي وعبر بشكل واضح عن خيبة الأمل من الرياض وتراجعا عن الاستجابة لضغوطها.
ويصل خان اليوم الخميس الى العاصمة القطرية الدوحة في زيارة رسمية للاجتماع مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وذلك على الرغم من الحصار المستمر على قطر والذي تفرضه أربع دول عربية على رأسها مملكة آل سعود، كما تأتي هذه الزيارة بعد أسابيع قليلة على انهيار محادثات سرية لانهاء أزمة الخليج وعودة الهجوم الذي تشنه وسائل الإعلام في مملكة آل سعود والامارات ومصر على قطر. وتأتي زيارة خان إلى الدوحة بعد أقل من أسبوعين على الاستقبال الحافل الذي حظي به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسلام آباد، وهو ما اعتبره الكثير من المراقبين عودة عن ضغوط آل سعود ورسالة واضحة المعالم إلى الرياض وأبو ظبي مفادها أن باكستان لن تكون ضمن المحور المعادي لتركيا وقطر.
وكان خان قد بدأ نشاطه الشهر الحالي بزيارة إلى ماليزيا، حيث التقى في كوالالمبور برئيس الوزراء مهاتير محمد وأعرب بشكل واضح عن أسفه لتغيبه عن القمة التي انعقدت أواخر العام الماضي، كما قال إن ما أشيع عن تلك القمة كان خطأ، في إشارة إلى ما حاولت الترويج له وسائل الإعلام بمملكة آل سعود والإماراتية من أجل التنفير من القمة.
وبزيارته للدوحة اليوم الخميس فإن خان يكون قد التقى خلال فبراير الحالي قادة الدول الثلاث التي شاركت في قمة "كوالالمبور" وعاد الى التقارب معهم متجاهلا الموقف السعودي المناهض لهذه الدول الثلاث وللقمة الاسلامية التي عقدوها.
ويقول محللون إن الحراك السياسي والدبلوماسي النشط لخان يُعبر عن خيبة الأمل الباكستانية من آل سعود التي رفضت أن تناقش قضية "كشمير" في اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، كما رفضت أي تحرك للمنظمة في هذه القضية، فضلا عن أن باكستان ترصد تقاربا كبيرا بين آل سعود والإمارات من جهة وبين الهند من جهة ثانية، وهو ما يشكل تهديدا للأمن القومي الباكستاني، كما يشكل تهديدا للمسلمين في الهند الذين يواجهون هجمات عنصرية يومية، كما يواجهون قانون جنسية عنصريا يريد القضاء على وجودهم.
ارسال التعليق