نيوزويك: فرصة للتدخّل السعودي لهزيمة حماس
حول احتمال تدخّل سعوديّ على خط المواجهة بين الحلف الأميركي والمُقاوِم، تتحدث صحيفة "نيوزويك" عن اضطرار "السعودية" الإفصاح عن اصطفافها إلى جانب الحلف الأميركي مع اشتداد المواجهة في البحر الأحمر الذي تطلّ عليه.
ذكرت صحيفة "نيوزويك" الأميركية عن ما وجده مسؤولون أميركيون ميزة وفرصة في جبهة البحر الأحمر، حيث أنها سوف تدفع بالسعوديين للاصطفاف بشكل أوضح في المواجهة مع حماس.
"السعودية تريد رؤية حماس مهزومة.." هذا ما تنقله الصحيفة عن لسان أحد كبار مسؤولي الاستخبارات الأمريكية حول آمال بنو سعود بمستقبل الحرب القائمة اليوم في غزة.
وبحسب الصحيفة، فإنه "على الرغم من أن الدول العربية تحدثت علناً ضد الحرب وإسرائيل، إلا أنها التزمت الصمت في الغالب بشأن هجمات الحوثيين والميليشيات المدعومة من إيران على القوات الأمريكية وقوات التحالف، خوفاً من تصعيد الصراع مع إيران، ووفقاً للمخابرات الأمريكية، خوفاً من الاضطرابات العامة. . أغلبية "الشارع" العربي مع حماس".
ونقلا عن مسؤول استخباراتي أمريكي كبير: "إن إشراك المملكة العربية السعودية لمحاولة كبح جماح الحوثيين قد يكون وسيلة لقضية مشتركة مع واشنطن وإسرائيل".
ويقول المسؤول الأميركي للصحيفة إن الكثيرين في إدارة بلاده يعتقدون أن "الرياض" يمكن أن تستعيد سمعتها من خلال لعب دور أكبر في منع التصعيد أو توسيع الصراع، أو في ترسيخ موقف عربي معتدل من شأنه أن يؤدي إلى حل طويل الأمد لغزة.
وفي سياق استدلالها أوردت الصحيفة ما ذكرته وكالة بلومبيرغ الأسبوع الماضي عن أن "السعودية" عرضت بالفعل "تعاونًا اقتصاديًا متزايدًا مع إيران إذا كان ذلك سيساعد في منع وكلائها الإقليميين من تحويل الحرب بين إسرائيل وحماس إلى صراع أوسع".
وبحسب الصحيفة يقول أحد المطلعين على بواطن الأمور في واشنطن ومستشار إدارة بايدن: "إن تحويل السعودية إلى دولة على خط المواجهة، باعتبارها الشريك المعتدل مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة، قد يكون هو الأمر الضروري لإيجاد حل فلسطيني دائم".
وتستكمل الصحيفة أنه "على الرغم من أن المملكة العربية السعودية لديها اتصالات قليلة مع حماس وعلاقاتها سيئة مع الفلسطينيين، إلا أن الأمل هو أن تتمكن الرياض من تغيير كل ذلك من خلال التعهد بتمويل جزء كبير من إعادة إعمار غزة".
وكانت وكالة رويترز ذكرت يوم السبت الماضي أنّ "إسرائيل" أبلغت دولاً عربية عدة رغبتها في إقامة منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة بعد انتهاء الحرب بحجّة "منع أي هجمات مستقبلية."
وبحسب مصادر للوكالة، فإن "إسرائيل" ربطت خططها بجيرانها مصر والأردن إلى جانب الإمارات، مضيفةً أنّ السعودية التي لا تقيم علاقات مع "إسرائيل" والتي أوقفت عملية التطبيع بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تمّ إبلاغها بذلك إضافة إلى تركيا.
ووفقا لرويترز: "لا تشير المبادرة إلى نهاية وشيكة للهجوم الإسرائيلي ـ الذي استؤنف يوم الجمعة بعد هدنة استمرت سبعة أيام ـ لكنها تظهر أن إسرائيل تتواصل مع ما هو أبعد من الوسطاء العرب الراسخين، مثل مصر أو قطر، في سعيها لتشكيل مستقبل ما بعد الحرب غزة."
وكان كبير مستشاري الطاقة في البيت الأبيض، عاموس هوكشتاين، قد أعرب عن الثقة الأميركية من أنّ الدول العربية المنتجة للنفط لن تستخدمه كسلاح، من أجل وقف لإطلاق النار في غزة.
وفي حديث إلى صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أكد هوكشتيان أنّ مستوى "التعاون" بين المنتجين الأميركيين والخليجيين، بما في ذلك السعودية، كان "قوياً للغاية"، خلال العامين الماضيين.
وفي الوقت نفسه، أعرب هوكشتاين عن "القلق الدائم" لدى الولايات المتحدة الأميركية بشأن استخدام النفط كسلاح، خصوصاً أنّ هذا الأمر حصل "من وقت لآخر، منذ أن أصبح النفط سلعةً متداولةً"، مشيراً إلى عمل واشنطن ضدّ ذلك.
وأضاف: "لكنني أعتقد أن الأمر لم يحدث حتى الآن".
وأشار المسؤول الأميركي إلى وجود "حربين نشطتين" في العالم؛ إحداهما تتعلق بثالث أكبر منتج للنفط في العالم، أي روسيا، والأخرى في الشرق الأوسط، حيث تحلّق الصواريخ قرب أماكن إنتاج النفط.
وبحسب ما أوردت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، فإن وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، عندما سُئل في سنغافورة قبل أيام عمّا إذا كانت الرياض ستستخدم أدواتٍ اقتصاديةً، مثل سعر النفط من أجل تحقيق وقف لإطلاق النار، أكد أنّ "هذا ليس مطروحاً على الطاولة اليوم".
ارسال التعليق