نيويورك تايمز: محمد بن زايد يتدخل الشؤون الداخلية للسعودية وهو من عيّن بن سلمان
اكدت صحيفة “نيويورك تايمز” ان ولي عهد ابو ظبي يعتبر اقوى حاكم عربي حاليا لافتة الى ان الاخير كان يقف وراء اطاحة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بخصومه واولاد عمه ووصوله الى سدة الحكم الفعلي في البلاد.
واعتبرت الصحيفة إن ابن زايد لديه أجندة داعية للحرب، ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتبعها، حيث انه حين كان في سن الـ 29 عاما، جاء إلى واشنطن لشراء الأسلحة بغرض حماية بلده من صواريخ هيلفاير وأباتشي ومقاتلات أف-16، كان في حينها قائدا لسلاح الجو الإماراتي، وذلك عام 1991 وبعد أشهر من اجتياح العراق للكويت.
واضاف التقرير “بعد ثلاثين عاما، أصبح الامير محمد 58 عاما وليا لعهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات ويمكن القول أنه أقوى حاكم في العالم العربي. وهو من أكثر الأصوات المؤثرة على السياسة الخارجية في واشنطن داعيا الولايات المتحدة لتبني نهج حربي للمنطقة”.
وأصبح تأثير بن زايد قويا في عهد ترامب الذي تبنى في غالب الأحيان آراءه بشأن قطر وليبيا والسعودية، مفضلا إياها على مواقف إدارته، ويقول الدبلوماسيون الذي عرفوا (محمد بن زايد) عن قرب أنه مهووس بأمرين هما إيران والإخوان المسلمين، وتحرك ترامب ضدهما واتخذ في الأسبوع الماضي قرارا متجاوزا الكونغرس ببيع السلاح للسعودية والأردن، وبحسب نائب مستشار الأمن القومي في عهد باراك أوباما، بن رودس ” لدى بن زايد طريقة مبهرة في نقل مصالحه للأمريكيين وإظهارها على أنها نصيحة امنية تخص المنطقة”، كما انه عمل جاهدا لاختراق الطبقة المحيطة بترامب قبل انتخابه واستطاع تأمين لقاء سري مع جارد كوشنر أثناء الفترة الانتقالية وحاول التوسط في محادثات بين الأمريكيين والروس،الأمر الذي ورطه لاحقا في التحقيق الخاص بالتأثير الروسي على انتخابات عام 2016.
وتابعت الصحيفة ان الأمير محمد بعد ثوارت الربيع العربي رأى أن الإمارات هي الدولة الوحيدة الواقفة على قدميها من 22 دولة “اقتصاد فاعل وجيش مستقر وأيديولوجية معتدلة” و “الإمارات هي جزء من منطقة خطيرة تزداد خطرا كل يوم- فوضى كاملة وحروب ومتطرفين” ومن هنا “فالدافع كان لو لم نلاحق الأشرار فسيأتون إلينا”، وقام الأمير باستئجار إريك برينس، مؤسس شركة بلاكووتر لإنشاء قوة من المرتزقة استعان فيها بعناصر من جنوب أفريقيا وكولومبيا، وسحق أي محاولة للنقد واعتقل 132 شخصا لأنهم نظموا عريضة تطالب بالإصلاحات ولاحق عددا من المتعاطفين مع الإخوان.
وفي الشرق الأوسط دعم الأمير الجيش في مصر للإطاحة بحكومة الإخوان وأرسل قوات إلى الصومال وأقام قواعد بحرية في خليج عدن. وفي ليبيا تحدى الأمير حظر السلاح المفروض عليها ودعم الجنرال خليفة حفتر، وقام الطيارون الإماراتيون بغارات على طرابلس وأقام قاعدة عسكرية في شرق ليبيا.
أما في السعودية التي تخاصمت معها الإمارات على الحدود لعقود، فقد عين عدو للأمير في منصب ولي العهد. ولهذا قرر الخوض في الشؤون الداخلية للسعودية التي تعد قوة كبيرة بالمنطقة وخاض حرب علاقات عامة ولوبي في واشنطن نيابة عن أمير غير معروف عمره 29 عاما وهو محمد بن سلمان.
ويقول الدبلوماسيون الأمريكيون أنه بحلول عام 2015 اقترح الأمير محمد أن بلاده والسعودية يمكنهما دفع الفلسطينيين للموافقة على خطة سلام، ولتحقيق هذا كان على محمد بن زايد الإنتظار حتى وصول الإدارة الجديدة. ويقول مسؤولون سابقون إن الأمير وأوباما ظلا صديقين رغم خلافاتهما. وعندما طلب مقابلة وداعية له، وافق أوباما على غداء مشترك في كانون الأول(ديسمبر)، ولكنه ألغاه بدون تفسير وسافر بدلا من ذلك إلى نيويورك لمقابلة رجال الإدارة الجديدة. ولترتيب اللقاء مع كوشنر وغيره اتصل الأمير بريتشارد غيرسون، مؤسس “فالكون إيدج كابيتال” والذي عمل مع الأمير لسنوات طويلة، وكانت الزيارة سرية إلا أن المخابرات اكتشفت وصوله، ولكن الأمير محمد كان يعمل على وقف سياسات الإدارة السابقة متحدثا مع الإدارة القادمة عن مخاطر إيران والسلام مع الفلسطينيين.
وفي السعودية ايضا أحرجت الإمارات بعد توصل المخابرات الأمريكية لتورط حليفها بمقتل خاشقجي، فيما تحول التدخل العسكري في اليمن إلى مستنقع. ويقول النائب الديمقراطي رو خانا “الإمارات العربية هي لطخة على ضمير العالم. والطريقة التي تحكم فيها الإمارات اليوم تنتهك كل أعراف العالم المتحضر”.
ارسال التعليق