هيئة الترفيه خط أحمر
حسب منظمة سكاي لاين الدولية الحقوقية فقد قامت السلطات السعودية باعتقال أستاذ في كلية الشريعة في جامعة القصيم على خلفية مقطع نشر له قبل أيام يتحدث فيه عن رأيه بأنشطة هيئة الترفيه.
الخطأ الذي ارتكبه الشيخ عمر مقبل هو أنه قال إن نشاطات «هيئة الترفيه» المذكورة «تسلخ المجتمع عن هويته».
لا يمكن اعتبار الرأي المذكور بأي مقياس كان جريمة، ولا يمكن لرأي يتعرّض لهيئة مختصة بـ«الترفيه» أن يشكل تهديدا حقيقيا لأي نظام كان، فما الداعي لردة الفعل الشديدة هذه؟
يعبّر التصريح المذكور، على الأغلب، عن رأي عدد معقول من السعوديين، وهو في الحقيقة لا يمكن أن يعبّر عن المحافظين والتقليديين فحسب، فمراجعة لبرامج هذه الهيئة تثير الكثير من الملاحظات، ففي قسم «هوليوود للأطفال» نجد بين الأنشطة «بوثات للسلع الاستهلاكية».
وهناك أنشطة لم يجد المنظمون أسماء عربية لها فسموها «باونس» و«تسوباكي» و«فيولا» و«مهرجان الآيسكريم»، وفي مسرحية «زواج عالمزاج» يصف الموقع العمل بـ«كوميديا على طريقة الفودفيل»، وفي أحد الشروح يقال إن هناك ألعاب ليزر و«ركن الفود»!
المسؤول عن الهيئة، كما هو معلوم، هو الشخصية الشهيرة تركي آل الشيخ، والذي هو من المواهب الفريدة في المملكة على ما يبدو، فإضافة لرئاسته مجلس إدارة «هيئة الترفيه» فهو مستشار في الديوان الملكي بمرتبة وزير.
وشغل مناصب رياضية منها رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، ورئيس إدارة الاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الإسلامي، ورئيس الهيئة العامة للرياضة، ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية.
وهو أيضا رئيس فخري لنواد عديدة، ومالك نادي «بيراميدز» (الترجمة اللاتينية لكلمة الأهرام العربية!)، وهو يكتب الشعر الغنائي وغنى عدد من الفنانين الخليجيين والعرب من كلماته.
الأهم من كل هذه «المؤهلات» الكبيرة طبعا هو أن تركي آل الشيخ صديق شخصي حميم لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأن «هيئة الترفيه» نفسها كانت ضمن الخطط التي اقترحها بن سلمان في إعلانه لرؤيته لمستقبل المملكة، المسماة «رؤية 2030».
وفي نظام قائم على الأمر والطاعة والموالاة العمياء، فانتقاد «الهيئة» يعني انتقاد آل الشيخ ومن ثم ولي العهد شخصيا بغض النظر عن صدقية النقد أو أهميّته أو معناه.
«الترفيه»، بهذا المعنى، هو جائزة الترضية عن انتهاك حقوق السعوديين بالرأي والتعبير.
المطلوب هو أن يسكتوا وأن يذهبوا لمهرجان «الآيسكريم» و«ركن الفود» ومسرحية «الفودفيل» ويصفقوا لفريق «البيراميدز».
ارسال التعليق