واشنطن بوست: السعودية تنتقل من رعاية التشدد إلى الفنون والحفلات
سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الضوء على التغييرات الاجتماعية الكبيرة التي تشهدها السعودية، والتي قالت إنها تنتقل من وصفها دولة راعية للتشدد إلى دولة راعية للفنون والحفلات الموسيقية والمهرجانات الهزلية.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن السعودية وبعد التغييرات الكبيرة التي أدخلها ولي العهد محمد بن سلمان، ستشهد افتتاح دور للسينما التي تم حظرها على مدى عقود، كما أن اللوحات الإعلانية التي تروج لتلك التغييرات والحفلات، “تُشعر الشباب السعودي بسعادة غامرة”.
إلا أن هذه التغييرات تثير في الوقت نفسه المخاوف من الخلفية الدينية المتشددة التي تتمتع بها السعودية، وانعكاس ذلك على حياة الفنانين الذين يمكن أن يظهروا إلى المجتمع بنتاجاتهم.
العديد من الفنانين السعوديين يتساءلون اليوم هل يمكن للحكومة أن تحميهم؟ هل يمكنها أن تدافع عنهم في حال تعرضوا لانتقاد جهة حكومية ما؟
يقول عبد الناصر غارم، المؤسس المشارك في جماعة الفنون السعودية الرائدة، إن الفن يجب أن يبقى بعيداً عن التجاذبات، مبيناً أن “دخول الفن في السياسة يجعلنا قلقين”.
النقاش حول مستقبل الثقافة في السعودية يأتي في ظل التغييرات الكاسحة التي تجري في المملكة في ظل حكم ولي العهد محمد بن سلمان، خاصة أن هذه التغييرات تأتي في صلب الدعوة الإصلاحية التي نادى بها بن سلمان، بالإضافة إلى التنويع الاقتصادي.
يقول السعوديون المناصرون لسياسة بن سلمان، إن هذه التغييرات، ومن بينها السماح للمرأة بقيادة السيارة والحد من سلطة الشرطة الدينية (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، جاءت لتنقل المملكة إلى عصر حديث وتبشر بفرص اقتصادية كبيرة، إلا أن البعض يرى أن هذه التغييرات قد تستغرق سنوات قبل أن يمكن الحكم عليها وعلى جدواها الاقتصادية.
لقد أدت التحركات الأخيرة التي قامت بها القيادة السعودية إلى إثارة التباس حول أولوياتها، ففي الوقت الذي أعلن فيه بن سلمان شن حرب على الفساد، قام هو من خلال شركة وسيطة بشراء لوحة لدافنشي بقيمة 450 مليون دولار، ظهرت لاحقاً في متحف لوفر أبوظبي.
يقول عبد الناصر غارم، إنهم كانوا لسنوات يعملون تحت الأرض، كانت السلطة الدينية تواجههم وتمنعهم، فأشرف فياض، وهو شاعر فلسطيني حكم عليه في العام 2015 بالإعدام بتهمة الردة عن الإسلام، وبعد احتجاج دولي خفف الحكم إلى سجن لثمانية أعوام و800 جلدة، وكل ذلك كان بسبب قصائد فياض التي فسرت على أنها “ردة عن الإسلام”.
ندى المجداوي، مخرجة سعودية، قالت إن الأمر قد يستغرق وقتاً طويلاً حتى يتقبل الجمهور السعودي رؤية ومشاهدة منتج محلي؛ “إنهم لم يعتادوا على مشاهدة قصصهم. وعلى الحكومة أن تشجع ذلك وتعمل على تنمية الأحداث الثقافية”.
خالد نادر شه (26 عاماً)، أول مخرج سمح له بالدخول من أجل ترتيب افتتاح دور العرض السينمائية، قال إن الناس بحاجة إلى أن ترى أفلاماً سعودية، وأن يكون هناك صناعة حقيقية للأفلام المحلية، هناك دلائل على أن المواقف تجاه الفنانين تتغير مع كسر العديد من الحواجز البيروقراطية، لكن تصوير فيلم في شوارع جدة مثلاً ما زال يحتاج إلى أسبوع كامل لإصدار التصاريح الخاصة.
وكان محمد بن سلمان، ولي العهد، قد أعلن أن بلاده سوف تتحرر من الإسلام المتشدد، وأنها ستشهد عودة للإسلام “الوسطي”، وأتبع ذلك بالعديد من القوانين والقرارات التي كسرت الكثير من المحظورات السعودية، منها السماح للمرأة بقيادة السيارة، وأيضاً بدخولها إلى الملاعب الرياضية، فضلاً عن السماح بافتتاح دور للسينما، وإنشاء هيئة خاصة للترفيه تتولى عملية تنظيم الحفلات الموسيقية والغنائية.
ارسال التعليق