وحشية النظام السعودي واستبداده
بقلم: شمم الفيصل...
في كل يوم انهض من سريري و أبدأ يوماً جديد وأتجه لممارسة حياتي اليومية كالمعتاد وبكل أريحية، يعتصرني الألم عندما أفكر بحال معتقلي الرأي وخاصة النساء المعتقلات في هذا العالم، أفكر بحالهن بالسجون.
عبثاً احاول أن أحاكي أوضاعهن وهنّ خلف القضبان تحت قبضة الجلاد.
في بلادي المملكة السعودية حيث لا كرامة للإنسان ولا حريات يستطيع المواطن أن يمارسها، قد يبدو هذا الكلام بديهياً للنشطاء والمطلعين ومن يرون الواقع كما هو، ولكنه ضرورياً لتأكيد هذه الحقيقة التي لا يمكن حجبها عن العالم.
الواقع أننا نشهد فترة قمع واذلال وإسكات لكل من يحاول أن يصدع بكلمة حق، يترآى لي حال معتقلي الرأي كالناشط الحقوقي والناشط أيضا في حقوق المرأة محمد الربيعة، الذي لايمكن ان تغيب عن ذاكرتي-عندما تم اعتقاله في 2018- تلك الصحف السعودية التي وصمته بالخائن، محمد الربيعة ذلك الرجل الشهم تعرض للضرب بالعصي والجلد والصعق بالكهرباء والإيهام بالغرق، واحتجز بخزانة ملابس صغيرة لعدة أيام دون أن يستطيع الجلوس أو النوم وضرب وركل ولُكم أيضاً حتى أغمي عليه، وعلق ايضاً رأساً على عقب، توجد تفاصيل أخرى أكثر إيلاماً، وتلك الانتهاكات ليست ببعيدة عن الطالب الناشط الحقوقي مهند المحيميد الذي اعتقل 2012 وهو أيضاً مريض بداء السكري، تعرض للحبس الانفرادي وأشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي وهكذا تضيع الأعمار في سجون بلادي؛
فقط بسبب الدفاع عن حقوقنا المشروعة.
وإذا ما انتقلنا إلى حال النساء في بلادي نرى أننا جميعاً كنساء أولاً، في الاستبداد سواء ويصبح الهم أثقل عندما يمس النساء الذي لم يسلم منه ذوي الاحتياجات الخاصة مثل سكينه العيثان التي تم اعتقالها في مطلع 2023 بسبب تغريدات سلمية ، وقد حكم عليها بالسجن 40 عام تليها 40 عام منع من السفر لكم ان تتخيلوا وحشية وظلم واستبداد هذا النظام على من هم من ذوي الاحتياجات الخاصة فمابالكم بمن سواهم، ومؤلم جداً ماتتعرض له الآن مناهل العتيبي من انتهاكات وصولاً إلى التحرش الجنسي.
مناهل تلك الشابة التي كانت مقبلة على الحياة وكلها ثقة برؤية بن سلمان الظالم الذي لم يسلم من ظلمه أحد، مثلما فعل تماماً بالمعتقلات اللاتي تم تعذيبهن وصعقهن والتحرش بهن، ويبدو بأن هذا ديدنه.
السجون ممتلئة بالنساء و منهن الكثير ممن لا نعرفهن، مؤلم حال الناشطة سارة الجار، طالبة طب آخر السنة التي حكم عليها بالسجن 27 سنة، والسبب نشاط سلمي وكذلك الطالبة منال القفيري في المرحلة الثانوية التي عندما اعتقلتها السلطات السعودية كانت تبلغ من العمر 17 عاماً، ولأنها تضامنت مع المعتقلين السياسيين تم الحكم عليها بالسجن 18 عاماً.
عمن أكتب والنساء في بلادي بعضهن رهن الاعتقال والأخريات أما أنهن يتعرضن للتعنيف أو الحبس في المنازل، جميعهن مكبلات.
وما كتبته كان غيضاً من فيض، هناك فاطمة الشواربي الذي حكم عليها قاضي الأرض بالسجن لمدة 30 عاماً بأمر المستبد!
واقع الحال في بلادي لا يمكن أن تضيف عليه مسحة أخلاق أو عدالة عندما يتم تعيين سفيرة لها في هذه الدولة أو تلك أو عندما يتم تعيين نساء في مجلس الشورى لا يمكنهن ولا لغيرهم من الرجال أن يغردوا خارج السرب، تاريخ هذه الأسرة المتربعة على العرش، تفتك وتبطش بنا لا يمكن أن تستمر بهذا الارهاب والعنف الآخذ بالازدياد دون رقابة مع إفلات دائم من العقاب وسط خوف الشعب من قول كلمة لا.
لانستطيع ان نغمض أعيننا وسط كل هذا الزحام من الانتهاكات التي يتعرض لها معتقلي ومعتقلات الرأي .
الكلمة الحرة هي جرمهم الوحيد أمام هذا المستبد الجائر الذي لم يبقى في عهده حرمة للنساء ولا لغيرهم، ولطالما هناك نساء ورجال لا تنحني هاماتهم أمام هذا التخويف والترهيب فإن حريتهم سينتزعونها يوما، وكما قال النشاط الحقوقي المعتقل وليد ابوالخير " من السجن توقد الشموع".
ارسال التعليق