ياسر الرميان مطلوب حيا أو ميتا أمام محكمة أميركية
قرّر القضاء الأميركي ضم “صندوق الاستثمارات العامة السعودي” كمتهم رئيسي في الدعوى القضائية التي أقامتها “رابطة الغولف الأمريكية”، بعد تضررها من دوري “ال أي في” للغولف، الذي يرعاه الصندوق.
وقال قاضي المحكمة الجزئية الأميركية، بيث لابسون فريمان، في سان خوسيه بكاليفورنيا، قبل ساعات، إن الصندوق ومديره ياسر الرميان يمكن إضافتهما كمتهمين في قضية تزعم أن الدوري المدعوم من السعودية “ال أي في” LIV Golf أغرى لاعبي الرابطة لخرق عقودهم بعروض بملايين الدولارات، ما أدى إلى الإضرار بالدوري الأميركي، حسبما أظهر تقرير نشره موقع “ميدل إيست آي”.
ويمثل القرار لحظة فاصلة في النزاعات القانونية بين الرابطة والدوري لأنه يجلب “صندوق الاستثمار السعودي” مباشرة إلى القضية، بحسب التقرير، الذي أكد أن القرار يتيح فتح الأعمال الداخلية للصندوق والتحقيق بها أمام المحاكم الأميركية.
ويأتي القرار القضائي الجديد بعد نحو أسبوع من رفض قاضي فيدرالي أميركي محاولة الصندوق والرميان الحصول على حصانة سيادية في الدعوى، مما أجبرهما على تسليم المعلومات المتعلقة بالقضية والمثول أمام المحكمة للإقرار.
وقالت القاضية سوزان فان كولين، “إن المعلومات الجديدة حول تورط “صندوق الاستثمارات العامة” في الدوري المدعوم من السعودية سمحت لهم بإضافة أطراف جديدة إلى القضية.
واعتبرت القاضية، في بيان، أنه بات لديها من الواضح أن صندوق الاستثمارات العامة ليس مجرد مستثمر في “ال أي في غولف”، بل هو الراعي والمشغل والممول الأساسي له”.
وأضافت أن “تصرفات صندوق الاستثمارات العامة هي بلا منازع نوع الإجراءات التي يشارك بها طرف خاص في التجارة”.
إلى ذلك، أبلغ محامون عن “السعودية” محكمة أمريكية أنَّ إجبار رئيس صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميّان، على الخضوع للسلطة القضائية الأميركية سيؤدي إلى تورُّطه في انتهاك القانون السعودي على حدّ تعبيرهم.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن محكمة نيويورك أصدرت مذكرة استدعاء للرميان في القضية مع الدوري، لكنه رفض المثول أمام المحكمة وزعم بأن “المحاكم الأميركية ليس لها اختصاص عليه أو على شركة “ال أي في”، وفق الصحيفة.
وانخرطت الرابطة في نزاع قانوني مع دوري الغولف الأميركي منذ الصيف الماضي، بعدما انشق عدد من نجوم الغولف الرئيسيين إلى الدوري المدعوم من السعودية وتم منعهم لاحقًا من المشاركة في الدوري الأميركي.
وفي آب/أغسطس من العام الماضي، رفع العديد من اللاعبين و”ال أي في” دعوى قضائية ضد الرابطة لأسباب تتعلق بمكافحة الاحتكار، ورد محامو الرابطة بدعوى قضائية ضد الدوري المدعوم سعودياً.
ويرأس محمد بن سلمان “صندوق الثروة السيادي السعودي” البالغ قيمته 600 مليار دولار الذي يمول “أل أي في” للغولف، واستحوذ الصندوق على نادي كرة القدم الإنجليزي بالدوري الممتاز “نيوكاسل يونايتد”، في العام 2021 ، وفكر أيضًا في شراء سباقات “فورمولا 1” للسيارات العام الماضي.
وكان النظام السعودي قد وقع مع أشهر الأسماء في لعبة الغولف للمشاركة في بطولتهم الجديدة بعدما “أغروهم بالمال”، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، التي قالت إن الدوري الممول سعوديا يأتي لمنافسة بطولات “بي جي إيه”، وهي البطولة التي كانت لعقود من الزمان أهم حدث وأعلى مستوى في بطولات الغولف العالمية ومعيارها الأول.
وجمع الدوري الجديد الممول من السعودية 48 لاعبا أغرتهم الجوائز المالية المفرطة، البالغة أكثر من 250 مليون دولار، الممتدة على ثماني جولات في مختلف أنحاء العالم، وبصيغة فريدة على مدى ثلاثة أيام دون انقطاع.
وسعى بن سلمان إلى تعزيز حيازات الرياض على أنشطة الرياضة والترفيه، وبينما دفع بإصلاحات اجتماعية شاملة، فقد أشرف أيضاً على حملة قمع المعارضة، واتهم منتقدون السعودية بالتورط في “غسيل رياضي” للتغطية على سجلها الحقوقي.
وتتهم جماعات حقوق الإنسان السعودية تبييض صورتها خصوصا في علاقة بانتهاكات حقوق الإنسان عبر الرياضة، من خلال”الغسل الرياضي” باستخدام دوري الغولف.
وهو الاتهام ذاته الذي تواجهه “المملكة” في بريطانيا من خلال استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على فريق نيوكاسل الإنجليزي لكرة القدم. إذ أن رابطة نادي “نيوكاسل يونايتد”، كانت قد رفضت في وقت سابق، استخدام السلطات السعودية ناديها للغسيل الرياضي، وذلك بعد أشهر من استحواذها على أغلبية أسهمه.
وقال العضو المؤسِّس في الرابطة، جون هيرد، في مقال في مجلة “فوربس” الأميركية، أنَّ “السعوديين يستخدمون العلاقات العامة والمجالات الحياتية كافة لضمان أكبر قدر من التأثير على الرأي العام في بريطانيا”.
وأشار إلى أنَّ “مشجِّعي النادي العريق لا يزالون يرفضون استحواذ ديكتاتور مُتعطِّش للدماء (محمد بن سلمان) على النادي وسيواصلون الحملات الواسعة في هذا الصدد” يذكر أنه في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2021 أصبح نادي نيوكاسل يونايتد أغنى نادي كرة قدم في العالم عندما أعلن الدّوري الممتاز أنّ “السلطات السّعوديّة” هي المالك الجديد للنّادي، في صفقة بلغت قيمتها 415 مليون دولار، وقد تمّت الصّفقة بالإستعانة بشركة علاقات عامّة أميركيّة التّي عملت على التّهليل للنّظام السّعودي وتلميع صورته.
ارسال التعليق