الصمت والاستعباد في ظل الزهايمر السياسي.. امير سعودي يفضح فساد آل سعود
تحت عنوان “مملكة الصمت والاستعباد في ظل الزهايمر السياسي”، كشف الأمير السعودي المعارض خالد الفرحان، عن كتابه، الذي يحاكي الأوضاع الداخلية في السعودية، التي تتفاقم مشاكلها بسبب الفساد السياسي والمالي، والفساد الذي يعمّق الأزمات، ويستحيل معالجتها إلا من خلال تغيير جوهري شامل، وفق الكاتب.
خالد الفرحان اللاجئ إلى ألمانيا منذ عام 2013، أفصح عن بعض مضامين الكتاب عبر تدوينات، إذ لفت إلى أنه لا يمكن تحقيق أي تغيير داخل السعودية إلا بوسيلة من وسائل الضغط سواء السياسي أو الإعلامي أو الشعبي، ولا ينبغي التعويل في التغيير إلا من خلال الجهد الحقيقي الداخلي الشعبي، معرباً عن أسفه من الواقع المرير في السعودية والعالم العربي والإسلامي.
وأشار إلى أن هذه الأمور تدعو إلى التأمل بأسباب هذا “الهبوط الكبير الذي نحن بصدده الآن وما ستؤول إليه الأوضاع في المستقبل القريب”. “استقرأت المستقبل ولذلك أعلنت انشقاقي ومسبباته عام 2013، ومن ثم استكملت ببعض التغريدات على حسابي بتويتر كاشفاً لمسيرة هذا الإخفاق في السياسة السعودية الذي لم يؤثر فقط على مواطني المملكة وسمعة بلاد الحرمين بل تعدى ذلك إلى محاولات إضعاف الإسلام والمسلمين والسعي المتعمد وراء إذلال وطمس الشعب السعودي وباقي الشعوب العربية”.
يقول الكاتب خالد الفرحان، مشيرا إلى أنه تضمن كتابه “أهم المحطات التي مرت منذ خمس سنوات وحتى الآن ومدى صحتها وتحققها على أرض الواقع في الوقت الراهن”، وبيّن أنه صرّح أن السلطة في المملكة لا تلتزم بشرع الله ولا حتى بأنظمتها الوضعية وسياساتهم وقراراتهم وتصرفاتهم تحكمها إراداتهم وأهواؤهم الشخصية، وكل ما يصدره النظام من اعتباره المزعوم للشرع إنما يدار بطريقة شكلية ليعطي انطباعاً كاذباً بالالتزام بالشرع”.
يروي خالد الفرحان طريقة سعي محمد بن سلمان لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني وتحقيق جميع مصالحهم على حساب مصالح ومستقبل ومصير البلاد عن طريق التخلي تماما عن الثوابت الدينية، وما سماه أمركة المجتمع والسعي الحثيث للتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني لكسب رضاهم عنه بغرض تنصيبه في الحكم، حيث يرى الفرحان أن المخطط السعودي يسير بسرعة، معرجا على التواطؤ السعودي الأميركي الإسرائيلي حول القدس المحتلة والقضية الأساس للأمة العربية الإسلامية.
إلى ذلك، يتطرق كتاب مملكة الصمت إلى الاعتقالات التي شنها ابن سلمان على الأمراء ورجال الأعمال ولم يستثن أحدا، غير أن الواقع الواضح والسياسة المتبعة من ابن سلمان تهدف إلى الاستيلاء على الأموال والقضاء على النّفَس الناقد أيا كان توجهه، وأشار الكاتب أيضاً إلى أن ابن سلمان لم يكتفي بالاستيلاء على أموال خزينة الدولة بل امتدت يده لتطال أموال الأمراء أيضاً.
أشار الكاتب أيضا إلى طريقة تعامل السلطات السعودية مع المخالفين في الرأي أو الصامتين عن التطبيل للسياسات الجديدة قائلاً “السياسة الداخلية قائمة على قمع وإرهاب أي نوع من أنواع المعارضة المشروعة السلمية، واستخدام القضاء الشرعي المزعوم لتبرير هذا القمع، وتكرر في الآونة الأخيرة كثرة الأحكام بالسجن أو القتل ظلماً لمن يترفع عن التطبيل وبالتأكيد لمن ينتقد سياسة الدولة أو أي شخصية رسمية خاصة داخل العائلة الحاكمة وكأنهم أنبياء لهم قداسة تحول دون انتقادهم”.
ولفت “الفرحان” إلى أن “التخبط السياسي وصل إلى حد الجنون سواء في الاقتصاد والنفط أو العلاقات الخارجية أو الدفاع أو العلاقة مع الدين والإعلام والشعب السعودي وغيرها نتيجة للسياسة الهوجاء التي تبناها سلمان بن عبد العزيز وابنه المتهور محمد الذي لديه رغبات مالية وسلطوية شخصية يريد أن يحققها بأي ثمن”. هذا، ويشير الفرحان إلى التدخلات السعودية في شؤون دول المنطقة، ويصفها بأنها عبثية وخاسرة، خاصة العدوان على اليمن الذي أزهق أرواح آلاف اليمنيين.
ويخلص المعارض خالد الفرحان إلى أن المشاكل في السعودية عميقة وليست سطحية ولا موقتة، تربط ارتباطاً مباشراً بالفساد السياسي والمالي وسوء استغلال السلطة، والإدارة الأمنية، وتبعية القضاء ومجلس الشورى للسلطة التنفيذية.
ارسال التعليق