النقل بيروقراطية آن لها أن ترحل!
قضت أسرة تقريباً بأكملها في حادث في أحد طرق منطقة جازان. ماتت الأم ومعها ستة من الأبناء والبنات. رحلوا إلى بارئهم وهو أرحم الراحمين، وبقيت دماؤهم على الأرض تشكو إهمال المسؤول الذي أؤتمن من قبل ولي الأمر على أمانة الطريق في بلاد الحرمين.
والكلام هنا للعموم، والمسؤول عن الطريق هو المسؤول اليوم ومن قبل، فلربما تكالبت أوجه التقصير، وربما تراكمت أوجه الإهمال، وربما أجاد هذا أو ذاك في تقديم الأعذار، وفي التهرب من تحمل المسؤولية. وكل ذلك في الدنيا ممكن وجائز ومحتمل، لكنه غير ذلك يوم يُبعثون، يوم لا يغني مال ولا تملص ولا بنون.
قد يُغلق مكان الجرح اليوم، ولكنه حتما سيُفتح من جديد غداً إذا استمر الحال على هذا المنوال، وأقصد به سوء حال الطريق لا سوء تصرف من يستخدم الطريق. حادث طريق الكدمي – هروب كان نتيجة فخاخ منصوبة في الطريق، حاول سائق شاحنة تلافيها، فأصاب مركبة الضحايا، فقتل السبعة فوراً. هؤلاء ضحوا بأرواحهم ليبينوا عورات مسؤولين قابعين على الكراسي أيا كانت، لا يدركون من أبعاد مسؤوليتهم إلاّ لبس البشوت ولقاءات الاستقبال والتوديع، وحضور حفلات التكريم، ونسوا أن الله حاضر عليم.
ماذا تجدي إقالة مسؤول هناك أو موظف هنا!، هل تعيد هذه العقوبات الهامشية حياة الذين قضوا! أم تخفّف عن الأب المكلوم والزوج المصدوم لوعة الحزن الشديد والهلع الكبير!
هذه الإدارات التقليدية في الأداء وفي المهام وفي الإطار العام.. حان لها أن ترحل عن خارطة الأداء الحكومي، فهي عبء على مسيرة الإصلاح وعلى خطط التقدم وعلى رؤية العصر. أحسب أننا في سباق مع الزمن للتخلص من أحمال البيروقراطية وأرتال البيروقراطيين. وزارة النقل تحديداً تعاني منذ سنتين أو أكثر من إخفاقات كبيرة، ليس أولها مطار جدة المتعثر، ولا قطار الحرمين المتلبك، ولا حالة الطرق الطويلة التي يُرثى لها، ويُرثى من مات بسببها.
من وجهة نظري، يكفي إنشاء إدارة صغيرة تحسن متابعة شركات صيانة مقتدرة مؤهلة، كما تجيد محاسبتها حساباً فورياً شديداً لا رحمة فيه ولا مهادنة، ولا تسويف ولا تأجيل.
22/1/2018
ارسال التعليق