من الإعلام
كاتبة توجه تساؤلات لمشايخ الخليج:اتركوا السياسة لانكم تخافون السلطان
لطيفة اغبارية
في منطق السياسة “الميكافيلية” لا صداقات دائمة، بل هناك مصالح وغايات تبررها الوسائل المستخدمة، ومن هذه القاعدة يصبح أصدقاء الأمس أعداء اليوم، والعكس صحيح، وعندما نعود بذاكرتنا إلى سنوات خلت ليست بعيدة، نجد أنّ الكثير من الدعاة والشيوخ قد تغزلوا باليمن، ونظموا أشعارًا في أصالتها وتاريخها، وكرم أهلها، لكن السنوات في نظم الأشعار التي تحث على نصر العاصفة، فما الذي غيّر هذا الحال؟
شاهدنا مقطع الفيديو الذي سرعان ما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تعرض إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ عبد الرحمن السديس لموقف محرج عندما هاجمه الناشط الجزائري يخلف صلاح الدين في أحد مساجد العاصمة السويسرية، بسبب خوض المملكة العربية السعودية حربا في اليمن، إضافة لحصار قطر، والإشادة بدور المملكة وأمريكا في نشر الأمن والسلام، فاضطر لمغادرة المسجد قبل إقامة الصلاة.
وجهة نظرنا لا زالت كما هي، وهي وجوب اقتصار دور رجال الدين والدعاة على الأمور الدينية فقط، ليس لأنّهم لا يملكون حق التعبير كمواطنين قبل كونهم دعاة، لكن الواقع يشير أنّهم أداة بيد السلطة، وكلمة الحق التي يقولونها ستكلّف الكثير، كما الحال مع الشيخ سلمان العودة الذي لا زال يقبع في السجن ضمن الاعتقالات التعسفية التي طالت الكثير، لأنّ كلمة الحق والنقد توجع أصحاب السلطة. لكن في حال عدم القدرة على التصدي للظلم من الأفضل ألا يشيد الدعاة بدور أمريكا على أنّها راعية للأمن والسلام في المنطقة، فزمن التضليل قد ولى، وتاريخ أمريكا لم ولن يكون يومًا لصالح العرب بل لتدمير شعوبهم وقهرهم، ولا شكّ أنّ الشيخ يدرك جيدا ذلك، فما هو الهدف من تلميع أمريكا والاستخفاف بالعقول؟
ارسال التعليق