السعودية لن تستطيعا فرض صفقة القرن
قال كاتب إسرائيلي إن مصر والسعودية لن تستطيعا دعم صفقة القرن، حتى لو أرادتا ذلك؛ لأن بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب يسعيان إلى حرمان الفلسطينيين من إقامة دولة، ويستعيدان التاريخ الذي حمل خطة الحكم الذاتي التي أعلنها مناحيم بيجن رئيس الوزراء قبل أربعين عاما، وكما استنجد الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالرأي العام العربي لصد هذه الخطة، فإن محمود عباس يسير على دربه، دون أن يعرف أين سينتهي المطاف بالصفقة.
وأضاف الكاتب مناحيم كلاين في مقاله بموقع “محادثة” العبري، أنه بالعودة للمباحثات التي سبقت إعلان اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1977، سعى عرفات إلى ممارسة الضغوط على الدول العربية التي أخفقت في أن تفرض على منظمة التحرير الفلسطينية خطة الحكم الذاتي، رغم أن هذه المنظمة ذاتها قبلت بها حين وقعت على اتفاق أوسلو عام 1993. وأشار كلاين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بار-إيلان، إلى أنه اليوم بعد 27 عاما من اتفاق أوسلو، يحاول اليمين الإسرائيلي التكيف مع الواقع القائم، في ظل انقسام فلسطيني بين فتح وحماس، وتبذل إسرائيل جهودا حثيثة لفرض الحكم الذاتي، من خلال توسيع المستوطنات، والضم التدريجي للضفة الغربية، ما أوجد حالة من الأبارتهايد العرقي (نظام الفصل العنصري)، وما كان حلما لدى بيجن، حوله بنيامين نتنياهو واقعا ميدانيا على الأرض. وأكد أنه بعد أربعين عاما من تلك الأحداث، فإن نتنياهو يعرض مع ترامب نموذج من “الدولة ناقص”، هذا ليس حكما ذاتيا، لأننا إن فحصنا ما هو معروض سنجده أقل مما عرضه بيجن في 1977، وكما فعل عرفات مع الدول العربية التي حاولت التعاون مع جيمي كارتر، فإن الرئيس ترامب يسعى إلى تجنيد الدول العربية، خاصة مصر والأردن والسعودية إضافة إلى دول الخليج لدعم صفقة القرن.
وأوضح أنه بعد أن نقل ترامب سفارة بلاده للقدس، واعترف بها عاصمة لإسرائيل، فإن الدول العربية تجد صعوبة بإعلان دعمها للأفكار الأمريكية؛ لأنها لا تستطيع تجاهل الرأي العام العربي والإسلامي، وقد توجه عباس إليها لرفض صفقة ترامب، ونجح بتجنيد موقف أردني رافض لها، خشية على تبدد الهوية الهاشمية للمملكة، وهجرة فلسطينيي الضفة الغربية إليها. وأشار إلى أن ترامب بهذه الحالة سيجد صعوبة بفرض صفقته إن لم يجد دعما عربيا لها، وفي هذه الحالة فإن عدم إعلان الخطة سيقلل من حجم الفشل، بحيث سيتم قبرها في مهدها سرا، ويتم نسيانها، وفي الوقت ذاته فإن عدم إعلانها يعني فشلا جديدا للسياسة الخارجية الأمريكية.
وختم بالقول إنه حينئذ قد تقدم إسرائيل بالتنسيق مع واشنطن على القيام بخطوات أحادية كإعلان ضم بعض مناطق الضفة الغربية، واستمرار العقوبات المالية على السلطة الفلسطينية، بما يهدد وجودها وبقاءها، وهناك في اليمين الإسرائيلي والأمريكي من يدفعون الأمور بهذا الاتجاه.
ارسال التعليق