من يحمي السعوديين من سياسات محمد بن سلمان المتهورة
نشر موقع شبكة «سي بي سي» الأمريكية مقالا للكاتب جوناثون غيتهاوس، يتساءل فيه عن الطريقة التي تتم فيها حماية السعودية من تداعيات سياسات محمد بن سلمان من بينها الحرب في اليمن وجريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي والتي لا زالت صفحتها لم تطوى بعد. ويقول غيتهاوس، إن محققة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قدمت تقريرا قالت فيه إن هناك «أدلة موثوقة» تشير إلى مسؤولية ولي العهد ابن سلمان ومسؤولين كبار المباشرة عن قتل الصحافي جمال خاشقجي، لكن ولي العهد لا يزال يتمتع بحماية أصدقاء في مناصب عالية.
ويشير الكاتب إلى أن المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالات القتل خارج نطاق القانون أغنيس كالامارد استخدمت أدلة الطب الشرعي ومكالمات هاتفية لإعادة تركيب ما حدث في القنصلية السعودية في إسطنبول في تركيا في بداية أكتوبر 2018، وتوصلت إلى نتيجة،
وهي أن خاشقجي كان ضحية «إعدام مدبر». ويرى غيتهاوس أن كالامارد لا تقدم الجديد؛ لأن المخابرات الأمريكية والحكومة التركية أعلنتا بعد الجريمة مباشرة أن ابن سلمان، هو الذي أمر وخطط للجريمة وتقطيع الجثة والتخلص منها، وفي الوقت الذي قدم فيه 11 سعوديا للمحاكمة لدورهم في الجريمة، بينهم خمسة تطالب النيابة بإعدامهم.
ويلفت الكاتب إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض الأدلة ووصفها بغير الكافية، ويواصل تقليد المزاعم السعودية، بأن خاشقجي كان متحالفا مع الإرهابيين، وقال: (ربما عرفنا وربما لن نعرف الحقائق كلها المحيطة بجريمة قتل جمال خاشقجي)، كما جاء في بيان نشره البيت الأبيض الخريف الماضي، وجاء فيه: (على أي حال فإن علاقتنا هي مع السعودية، وكانت حليفا كبيرا في حربنا المهمة ضد إيران). ويفيد غيتهاوس بأن ابن سلمان كان متماشيا مع الخطوات الأمريكية عندما دعا في الأسبوع الماضي إلى «موقف حاسم» ضد إيران.
ويقول الكاتب إن إدارة ترامب لا تزال تحمي ظهر محمد بن سلمان، مشيرا إلى أن تقريرا لوكالة أنباء «رويترز» ذكر أن وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، تجاوز نتائج قدمها خبراء وزارته، ومنع وضع السعودية على قائمة الدول التي تقوم بتجنيد الأطفال في الحرب، مع أن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن اعتمد على الأطفال الذين يتم تجنيدهم في السودان، ولا يتجاوز عمر الواحد منهم 14 عاما، فيما تدفع المملكة مبلغ 10 آلاف دولار مكافأة للجندي.
ويستدرك غيتهاوس بأن بومبيو أضاف السودان إلى قائمة هذه الدول بناء على قانون منع تجنيد الأطفال الصادر عام 2008، بدلا من السعودية؛ لتحاشي فرض قيود على بيع السلاح الأمريكي والدعم لها، لافتا إلى أن إدارة ترامب قامت في الخريف الماضي، وبطريقة سرية، بإصدار رخصة تسمح بنقل التكنولوجيا النووية إلى السعودية، وذلك بعد أيام من قتل خاشقجي.
وينوه الكاتب إلى أن ترامب يحاول الآن تجاوز اعتراضات الكونغرس على بيع أسلحة بقيمة 8 مليارات إلى السعودية والإمارات المتحالفة معها في حرب اليمن، مشيرا إلى أن هناك تقارير عن نصائح قدمها صهر ومستشار ترامب، جاريد كوشنر لولي العهد، يدعوه فيها لضبط النفس وعدم مواصلة الإعدامات للمعارضين، خوفا من تأثيرها على خطة الحرب ضد إيران.
ويذكر غيتهاوس أن المملكة أعلنت الأسبوع الماضي أنها استبدلت حكم الإعدام ضد مرتجى قريريص بالسجن، لافتا إلى أنه سجن عندما كان في سن العاشرة لمشاركته في تظاهرات سلمية. ويبين الكاتب أنه في الوقت الذي يجد فيه ولي العهد نفسه حرا في مواصلة خططه التحديثية، أو ربما التمتع بيخته (سيرين) البالغ طوله 134 مترا، أو النظر إلى لوحة (المسيح مخلص العالم)، التي اشتراها ب450 مليون دولار، فإن واحدة من أعضاء المالكة تواجه المحاكمة.
ارسال التعليق