أمريكا تحقق بنفوذ السعودية والإمارات في البيت الأبيض
تطرقت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، في تقرير مطول لها حمل عنوان “تحقيق أمريكي في نفوذ السعودية والإمارات في أمريكا”،إلى تغلغل نفوذ الرياض وأبوظبي في دوائر الحكم وصناعة القرار داخل البلد الأقوى في العالم.
التقرير الذي نشرته أمس، كشف تورط شخصيات أمريكية مهمة في علاقات مع البلدين الخليجيين، قائمة على أساس استغلال المناصب لمنافع شخصية.
وبداية تحدثت “بي بي سي” عن “توم برّاك” الذي كان مقرباً من الرئيس دونالد ترامب، وقالت إنه يتمتع بعلاقات قديمة مع الزعامات الخليجية ويمتلك استثمارات عقارية في الخليج، بالتعاون مع عدد من الشركات المحلية.
وقالت إن تسمية صديقه القديم دونالد ترامب مرشحاً للحزب الجمهوري عام 2016 مثل فرصة ذهبية لا تفوت بالنسبة لبرّاك. وأكدت أن براك أعاد الحياة إلى قنوات اتصالاته في دول الخليج، خاصة أنه كان ضمن الدائرة المقربة من ترامب؛ حيث عمل مستشاراً في حملته الانتخابية، وقاد حملة جمع التبرعات لحفل تنصيب ترامب، واستطاع جمع أكثر من 100 مليون دولار.
وتابعت تقول: “ما لبثت مئات الملايين من الدولارات أن بدأت بالتدفق على شكل استثمارات في مشاريع براك، ومن بينها مئات الملايين من الصناديق السيادية في كل من الإمارات والسعودية”. لكن برّاك يخضع الآن للتحقيق بسبب طبيعة علاقاته بالسعودية والإمارات، وقد استجوب مكتب التحقيقات الاتحادي رجل الأعمال الإماراتي وشريك برّاك في بعض المشاريع راشد المالك.
تقرير “بي بي سي” تطرق إلى ما نشر في صحيفة “نيويورك تايمز” قبل أيام قليلة، وجاء فيه أن “توماس براك كان ينسق مع الإمارات حول مضمون كلمة الرئيس الأمريكي ترامب في مجال الطاقة عام 2016”.
وأضافت: “كان من بين الأطراف التي نسق معها براك بهدف التأثير على توجهات ترامب في هذا المجال راشد المالك، المقرب من ولي عهد الإمارات محمد بن زايد وشقيقه حمدان بن زايد مسؤول الأمن في الإمارات”.
وتطرق التقرير أيضاً إلى ما قالته شبكة “أي بي سي” من أن “بول مانافورت، مدير حملة ترامب السابق والمسجون حالياً بتهم الاحتيال، قدم مسودة الخطاب إلى براك، وهو بدوره نقلها إلى راشد المالك، الذي قال إنه أطلع المسؤولين في السعودية والإمارات عليها؛ بهدف أخذ ملاحظاتهم على الخطاب المزمع، وإضافة ما يطلبه المسؤولون الإماراتيون إلى خطاب ترامب عبر صديقه مانافورت”.
وقالت الشبكة إن علاقات براك بالسعودية والإمارات وراشد المالك تحديداً، هي محط اهتمام السلطات الاتحادية الأمريكية منذ تسعة أشهر على الأقل.ويتابع تقرير “بي بي سي”، نقلاً عما جاء في موقع “إنترسبت” عن مسؤول أمريكي سابق، ووثائق رسمية أمريكية، قائلاً إن راشد المالك كان يقدم معلومات إلى المخابرات الإماراتية متعلقة بالقضايا التي تهتم بها الإمارات، ومواقف ترامب منها، مثل جماعة الإخوان المسلمين، والخلاف بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى، ولقاءات ولي العهد السعودي مع المسؤولين الأمريكيين.
وقد نفى محامي راشد أداءه أي دور استخباراتي وأنه ليس سوى رجل أعمال.
ارسال التعليق