ألا يحق لنا ان نشكك في عروبة آل سعود
مساء امس الاحد كان وزير العدل السعودي السابق الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي السعودية، محمد العيسى يصف "الصهاينة" بانهم "اخوته"، وفي صبيحة اليوم التالي، اليوم الاثنين، كانت صواريخ طائرات بلاده الحربية تمزق اجساد اطفال اليمن.
العيسى قال في كلمته، امام المؤتمر الافتراضي للجنة اليهودية - الأمريكية، الذي عقد عبر الفيديو بحضور عدد من الشخصيات السياسية بينهم وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش ووزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس،:"منذ توليت زمام الأمر في رابطة العالم الإسلامي جعلت من مهامنا العمل مع إخواننا وأخواتنا أتباع الديانة اليهودية على إعادة نسيج علاقاتنا مع بعضنا البعض".
وأشاد العيسى ب"جهود" اللجنة اليهودية-الأمريكية في "إعادة بناء العلاقات الإيجابية بين المسلمين واليهود"، معتبراً أن "التباعد بين أتباع الديانتين سببه الخلط بين السياسة والدين، وغياب منطق العدالة الشاملة"، ولم يتطرق في كلمته لا من قريب ولا من بعيد للقضية الفلسطينية.
العيسى الذي تحدث عن اهتمامه ب"نسج علاقات الاخوة مع اليهود"، يعلم جيدا ان "اللجنة اليهودية الامريكية" ليست المنبر الذي يمكن من خلاله نسج علاقات "اخوية" مع اليهود، فهذه "اللجنة" تعد من اكبر المنظمات الصهيونية في العالم تاييدا للكيان الاسرائيلي وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وعبارة "اليهود" في قاموس هذه اللجنة تعني "الصهيوني" كما ان "اليهودية" تعني "الصهيونية" ، فالعيسى عندما يقول ان مهمة رابطته "الاسلامية" السعودية نسج علاقات اخوية مع اليهود، فانه يعني ما يقول.
لو كانت السعودية ورابطتها "الاسلامية" ، تبحث حقا عن مشتركات واواصر وعلاقات "اخوية" مع اليهود وليس من الصهاينة، لكانت نسجت علاقات اخوية مع العديد من المنظمات والحركات اليهودية في العالم، والتي تناهض الصهيونية والكيان الاسرئيلي.
اما حديث العيسى عن "الخلط بين السياسة والدين" وجعل ذلك سببا في تباعد اتباع الديانتين الاسلامية واليهودية، هو حديث مردود عليه ايضا، فاللجنة التي يتحدث امامها هي لجنة سياسية بإمتياز، فهذا اللجنة لا تتحرك الا في فضاء دعم الكيان الاسرائيلي في كل زمان ومكان، كما كان الاولى بالعيسى ان يدعو ولاة امره من ال سعود الى عدم "الخلط بين السياسة والدين" في تعاملهم الوحشي مع الشعب اليمني العربي المسلم ، الذي يتعرض الى ابادة منذ اكثر من خمس سنوات.
محبة ال سعود ل"الصهاينة" ، وتعاطفهم مع الكيان الاسرائيلي، وبكاؤهم على اطلال المحرقة، ودعوتهم للتسامح مع اليهود، تتحول الى حقد وغل وعصبية عندما يولون وجوههم شطر اليمن، شطر أصل العرب، فلا تجد في قاموسهم الا القصف والقتل والدمار والحصار والتجويع، ولن يسلم حتى اطفال اليمن من حقدهم، فاليوم ازهقت طائرات العدوان الغاشم السعودي ارواح اكثر من 11 يمنيا غالبيتهم من الاطفال لدى استهدافها سيارة أحد المواطنين في مديرية شدا بمحافظة صعدة شمال اليمن ومازالت الحصيلة مرشحة للارتفاع، ترى بعد كلام العيسى بحق "الصهاينة"، وبعد جرائم ال سعود بحق اصل العرب، إلا يحق لنا ان نشكك في عروبة ال سعود؟.
ارسال التعليق