مخاوف من اضطرابات داخل العائلة الحاكمة وراء تشكيل حزب سعودي معارض
التغيير
وصفت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية الحزب المعارض الجديد الذي أعلنه معارضون لنظام محمد بن سلمان بـ”الجريء”.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير أعده جيمس روثويل، إن حزب التجمع الوطني يتحدى حكام المملكة بحملة تهدف لتأكيد حرية التعبير ونشر الديمقراطية في المملكة المحافظة.
ودعا الحزب الذي شكله مجموعة من الفنانين والباحثين والمعارضين إلى إنهاء القمع السياسي في المملكة، ويأملون في أن يتحول إلى الحزب المعارض الفعلي في المملكة.
ونقلت الصحيفة عن البروفسورة مضاوي الرشيد، المتحدثة باسم الحزب والمقيمة في لندن، إن عددا من المعارضين الذين يعيشون في الخارج وصلوا إلى “كتلة حرجة” وهناك حاجة لتوحيدهم في حركة مؤيدة للديمقراطية.
وقالت إن “الحزب يقوم على الإرادة النشطة لجيل من الشباب طالبوا بالإصلاحات السياسية والمدنية وليس إصلاحات تجميلية”.
وجاء الحزب الجديد بعد إعلان أصدقاء وزملاء الصحافي الراحل جمال خاشقجي يوم الثلاثاء، عن منظمة في واشنطن تواصل رؤية الصحافي الذي قتل قبل عامين في القنصلية بإسطنبول.
وكان خاشقجي قد سجّل المنظمة “الديمقراطية في العالم العربي الآن” (دون) قبل وفاته بأشهر بهدف تعزيز القيم الديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وكان الصحافي الذي ستحل الذكرى الثانية لوفاته يوم الجمعة داعيةَ إصلاح للمجتمع وناقدا حادا لمحمد بن سلمان الذي وجهت له اتهامات بالوقوف وراء جريمة القتل البشعة، ولكنه نفى تورطه، مؤكدا أنها من تنفيذ عناصر مارقة.
وأعلنت المملكة هذا الشهر عن إغلاق ملف محاكمة المتهمين بقتل خاشقجي، حيث استبدلت أحكام إعدام ضد خمسة، بالسجن لمدد تصل إلى 20 عاما، مع أنها لم تكشف السلطات عن هويتهم.
وقالت سارة لي ويتسون، المديرة التنفيذية للمنظمة الجديدة، إنها ستحمل رؤية خاشقجي وتعطي صوتاً لـ”آلاف من المنفيين السياسيين مثل جمال الذي طالب بالديمقراطية وحقوق الإنسان كطريقة وحيدة لتحقيق السلام”.
وبحسب التقديرات المملكة، فمن المتوقع ارتفاع عدد المواطنين المنفيين في الخارج إلى 50 ألفاً بحلول عام 2030.
فيما قالت المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة إن عدد طالبي اللجوء السياسي من المملكة تضاعف ثلاث مرات في الفترة ما بين 2012- 2017.
وقالت البروفسورة الرشيد إن الطموح الأهم لحزب التجمع هو إنجاز الديمقراطية وعقد الانتخابات وبناء النظام البرلماني في المملكة ، إضافة إلى ضمان حرية التعبير.
ويحظر القانون الأساسي للمملكة تشكيل الأحزاب السياسية، ومن يخرق القانون يعرض نفسه للسجن.
وفي البيان التأسيسي للحزب، أكد المؤسسون أنهم “لا يضمرون عداء شخصيا للعائلة الحاكمة” في المملكة. ومن بين المؤسسين يحيى العسيري (40عاما) وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان وعمل سابقا في سلاح الجو، ومُنح اللجوء في بريطانيا عام 2017.
وتعلق الصحيفة أن الحزب الجديد والمنظمة في واشنطن لن يحصلا على قبول من محمد بن سلمان الذي شن حملة قمع ضد من يعتقد أنهم معارضون له.
وتشير الصحيفة إلى أن التوتر قد زاد داخل العائلة الحاكمة منذ آذار/ مارس عندما اعتقل محمد بن سلمان ثلاثة أعضاء من العائلة واتهمهم بالتآمر ضده.
وانتشرت شائعات حول خلاف بين الملك سلمان (84 عاما) وابنه محمد بشأن التطبيع مع إسرائيل، وذلك بعد قرار الإمارات والبحرين فتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وقالت الرشيد إن مخاطر حدوث اضطرابات داخل القصر الملكي حفزها وزملاءها للإعلان عن التجمع الوطني في 23 أيلول/ سبتمبر، وهو اليوم الذي يصادف اليوم الوطني.
وقالت: “هناك معركة على السلطة تلوح بالأفق وربما قادت إلى اضطرابات خطيرة، وهذه المرة بين أفراد العائلة الحاكمة”.
وأضافت: “سيدفع المجتمع ثمن أي اهتياج على رأس السلم. وللتخفيف من هذه الظروف التي قد تقود البلاد إلى حالة صعبة وعنف، فقد فكرنا بتقديم منبر بديل ورؤية”.
ارسال التعليق