ماذا يعني سقوط مأرب الغنية بالنفط بيد الحوثي؟!
أكدت وكالة “رويترز” في التقرير الذي نشرته اليوم، الأربعاء، في موقعها باللغة الإنجليزية ونقلته (CNN)، إن سيطرة الحوثيين على محافظة مأرب بالكامل أصبح مجرد مسألة وقت.
كما أشار التقرير إلى أن سقوط المحافظة الغنية بالنفط ستشكل ضربة قوية للتحالف العسكري بقيادة السعودية، الذي يخوض حرب في اليمن منذ أكثر من ست سنوات.
وسيشكل سقوط مأرب أيضا ضربة لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
كما ستعرض المعركة الوشيكة للسيطرة على مدينة مأرب سكانها البالغ عددهم ثلاثة ملايين شخص للخطر. ومنهم ما يقرب من مليون نازح من أماكن أخرى من اليمن منذ بدء صراع إقليمي على السلطة بين السعودية وإيران.
تقدم قوات الحوثيين:
هذا وأعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، الثلاثاء، أنهم سيطروا على مديريتي الجوبة وجبل مراد في مأرب.
وذلك بعد أن استولوا الشهر الماضي على العبدية وحريب، قائلا “يتقدم الآن في هذه اللحظات مجاهدونا الأبطال باتجاه المدينة (مأرب)”.
وتقدم الحوثيون في معظم مناطق مأرب المحافظة الوحيدة المنتجة للغاز في اليمن.
ولم يتضح ما إذا كان الحوثيون سيشنون هجوما مباشرا على عاصمة محافظة مأرب. أم سيتحركون للسيطرة على منشآت النفط والغاز القريبة ومحاصرة المدينة.
وتأتي مكاسبهم لأراض في مأرب وكذلك في شبوة الغنية بالنفط في الجنوب، على الرغم من الضربات الجوية للتحالف والمعارك الشرسة التي تسببت في خسائر فادحة للطرفين، لكنها أودت أيضا بحياة مدنيين.
هذا وقالت ميساء شجاع الدين الباحثة في مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية لرويترز: “مسألة سيطرة الحوثيين على كل مأرب أصبحت مسألة وقت.”
وتابعت موضحة:”لكن الأمر قد يستغرق عدة شهور. إلا في حال حصل تغيير في أداء القوات الحكومية من حيث إنهاء الانقسام الذي تسبب في خسارتها مناطق عديدة. وحصولها على أسلحة نوعية متطورة من التحالف.”
ويشار إلى أن مأرب تقع شرقي العاصمة صنعاء التي سيطر عليها الحوثيون مع معظم شمال اليمن في 2014، عندما أطاحوا بالحكومة المدعومة من السعودية، مما دفع التحالف العربي لدعم الشرعية إلى التدخل.
وتبذل الأمم المتحدة والولايات المتحدة جهودا من أجل التوصل إلى هدنة ضرورية لإحياء المحادثات السياسية الرامية لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الألوف وجعلت الملايين يواجهون الجوع.
سقوط مأرب و”زيادة جرأة طهران”:
وقالت “إيرين هاتشينسون” مديرة المجلس النرويجي للاجئين في اليمن: “قلقنا المباشر يتعلق بسلامة المدنيين وحمايتهم في مأرب، ففي الأشهر الستة الأولى فقط من هذا العام، قُتل أو جُرح عدد من المدنيين أكبر من مجموعهم في العامين الماضيين”.
هذا ولم تحرز المحادثات بين السعودية وإيران والتي تهدف إلى خفض التوتر، تقدما يذكر.
ومن المرجح أن يؤدي تقدم الحوثيين في مأرب إلى زيادة جرأة طهران. ويتنافس الخصمان منذ سنوات للسيطرة على هذه المحافظة.
وقال “بيتر سالزبري” كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية: “من وجهة نظر إيرانية، يبدو أن حلفاءهم الحوثيين في اليمن قريبون جدا من الانتصار في الحرب في الشمال، إن لم يكن في البلد بأكمله.”
وأوضح:”من الصعب جدا فهم سبب أن يشعر الحوثيون بأن هذه هي اللحظة المناسبة للتوقف”.
وحتى لو توصلت الرياض إلى اتفاق مع الحوثيين، فإن إنهاء الحرب يتطلب اتفاقا بين الفصائل اليمنية التي لا تعد ولا تحصى.
ارسال التعليق